سلسلة القبائل العربية في العراق (17) بني أسد بن خزيمة

- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 1 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
سلسلة القبائل العربية في العراق (17)
بني أسد بن خزيمة
عبد الهادي الربيعي
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 2 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 3 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم
بنو أسد بن خزيمة من القبائل العربية العريقة، وذات التاريخ الطويل والمجيد والحافل بالبطولات والمواقف المشرفة، وقد كانت تسكن هذه القبيلة شمال هضبة نجد ثم نزحت في أيام الفتوح الإسلامية الى العراق، عدا بنو الغاضرة منهم حيث كانوا يسكنون الى جانب الفرات قرب كربلاء، وقد تشرف هذا البطن منهم بدفن الجثث الزواكي لأبي عبد الله الحسين عليه السلام وأصحابه.
وقد رتبت هذا الكتاب على سبع فصول سيجد القارئ فيها لمحات مختصرة عن تاريخ القبيلة، وأشهر شخصياتها.
وفي ختام هذه الكلمة القصيرة أتقدم بجزيل الشكر والعرفان بالجميل، لسماحة الشيخ علي الكوراني لاهتمامه بشأن العشائر العراقية، فله بالأصالة عن نفسي ونيابة عن أبناء العشائر العراقية ألف شكر وتقدير.
عبد الهادي الربيعي
16/ رمضان/1434هـ
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 4 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

الفصل الأول: نسب القبيلة وأهم بطونها القديمة

ونبحث فيه

أولا: نسب القبيلة وأهم بطونها القديمة

تنتسب هذه القبيلة إلى أسد بن خزيمة بن مدركة (عامر) بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. ولأسد بن خزيمة من الإخوان: كنانة بن خزيمة بن مدركة، والهون بن خزيمة بن مدركة. (جمهرة أنساب العرب:1/11)
وله من الولد خمسة: دودان بن أسد، وكاهل بن أسد، وعمرو بن أسد، وصعب بن أسد، وحُلْمة بن أسد. (المصدر السابق:190، جمهرة النسب:168)
ويعد بنو حلمة بن أسد أصغر بطون بني أسد، فقد أبادهم امرئ القيس بن حجر الكندي الشاعر ثأرا لأبيه، وقد بقيت منهم أعداد قليلة دخلوا في بني جذيمة بن مالك بن نصر بن قعين، ومثَّل ببني عمرو بن أسد، وبني كاهل بن أسد فسمل أعينهم وأحمى الدروع وألبسها إياهم. (خزانة الأدب للبغدادي:8/356)
وأما بنو صعب بن أسد، فمنهم: بنو النعامة، وبنو البجير، وبنو جعدة أو جمعرة. (جمهرة النسب:188، جمهرة أنساب العرب:190)
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 5 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
وولد كاهل بن أسد: مازن بن كاهل، وحنثر بن كاهل، والحرمز بن كاهل. (المصدرين السابقين، والإيناس بعلم الأنساب: للوزير المغربي:13)، والنسب إليه كاهلي، منهم: أنس بن الحارث أحد الشهداء يوم العاشر من محرم. (انظر: الأنساب:5/24) وإسحاق بن بشر، وعبدالله بن يحيى، وجعفر بن عبد الرحمان وهم جميعا من أصحاب الإمام الصادق عليه السلام .
ونزل الكاهليون الكوفة بعد الفتوح الإسلامية وكان لهم فيها مسجد، سمي بمسجد بني كاهل، وربما سمي بمسجد أمير المؤمنين عليه السلام لأنه صلى فيه يوما صلاة الفجر، وكان مؤذنه أبو الجنوب الأسدي أحد أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام وممن روى الحديث عنه. (فضل الكوفة ومساجدها للمشهدي:25)
ومن ولد عمرو بن أسد: القليب، ومعرِّض واسمه سعد، والهالك، فمن بني القليب: أيمن بن خريم بن الأخرم بن شداد بن عمرو بن الفاتك بن القليب الشاعر. ومن بني معرِّض بن عمرو بن أسد: الأقيشر الشاعر، واسمه المغيرة بن عبد الله بن الأسود بن وهب بن ناعج بن قيس بن معرض.
ومن بني الهالك بن عمرو بن أسد: سماك بن مخرمة بن حتر بن تلب بن الهالك بن عمر الذي ينسب إليه مسجد سماك بالكوفة. (جمهرة النسب:186، جمهرة أنساب العرب:190)
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 6 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
أما دودان بن أسد: ففي ولده الكثرة والعدد، ومعظم بطون بني أسد المشهورة جاءت منه، فقد ولد دودان بن أسد: ثعلبة بن دودان، وغنم بن دودان، وهم حلفاء لبني عبد شمس بن عبد مناف بن قصي (المصدرين السابقين:168،191)، وقال السمعاني:1/138: أسد بن دودان، لكن ابن الأثير في اللباب:1/35، أنه وهم في ذلك.
ويتكون بنو دودان بن أسد من فرعين كبيرين، هما: بنو ثعلبة بن دوادن بن أسد، وبنو غنم بن دوادن بن أسد، ومن أهم بطون هذين الفرعين:
1- بهد: بطن من بني سعد بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة، منها: سالم بن وابصة بن عقبة بن قيس بن كعب بن بهد البهدي الشاعر. (اللباب في تهذيب الأنساب:1/191)
2- بنو جذيمة: وهم بنو جذيمة بن مالك بن نصر بن قعين بن الحارث بن ثعلبة بن دودان، وفيهم يقول النابغة:
وبنو جذيمة حي صدق سادة * غلبوا على خبت إلى تعشار
منهم: ذؤاب بن ربيعة بن عبيد بن أسعد بن جذيمة الأسدي ثم الجذمي، قاتل عتيبة بن الحرث بن شهاب اليربوعي. (المصدر السابق:1/266)
3- بنو جشم: وهم بنو جشم بن الحارث بن سعد بن ثعلبة بن
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 7 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
دودان، ينسب إليهم أبو حصين عثمان بن عاصم الجشمي. (المصدر السابق:1/280)
4- الحارث بن ثعلبة: بطن كبير تفرعت منه عدة بطون، وقد ولد الحارث بن ثعلبة: قعين، وفيه العدد والكثرة، ووالبة، وسعد، وكان في بني سعد بن الحارث شعراء. ومن بني والبة بن الحارث: حمل، والأختم، وزياد، بنو مالك بن جنادة بن سفيان بن وهب بن كعب بن مالك بن ذؤيب بن والبة، كان لهم بلاء وغناء أيام القادسية، وقتل حمل بنهاوند، وأخوهم أبو هياج عمرو بن مالك بن جنادة، جعله عمر بن الخطاب على خطط الكوفة، وابن أخيهم غالب بن مالك بن جنادة، أنهضه الحجاج لقتال شبيب (الخارجي)، فقتله شبيب؛ وبشر بن أبي خازم الأسدي الشاعر.(جمهرة أنساب العرب:194)
5- الحجاج بن منقذ: وهم بنو أبي الحجاج بن منقذ بن طريف بن عمرو بن قعين بن الحارث، كانوا يملكون ماء تسمى خصلة. (معجم قبائل العرب:1/242)
6- جحوان بن فقعس: وهم : بنو جحوان بن فقعس بن طريف بن عمرو بن قعين بن الحارث بن ثعلبة بن دودان، ومنه بنو الاشتر بن جحوان، ومن أعلام هذا البطن: حبيب بن مظاهر الأسدي، والكميت بن زيد الشاعر. (جمهرة النسب:170، اللباب:1/168)
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 8 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
7- حذار: وهو بنو حذار بن مرة بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد، وينسب إليهم قبيصة بن جابر بن وهب بن مالك بن عميرة بن حذار الأسدي الحذاري، تابعي روى عن عمر بن الخطاب، وعبد الرحمن بن عوف وغيرهما. (اللباب:1/320)
8- حذلم: وهم: بنو جذلم بن فقعس بن طريف، واسمه منقذ سمي حذلم كثرة كلامه. (جمهرة النسب:170)
9- الحسحاس بن هند: بطن من أسد ينسب إليهم بالولاء سحيم الحسحاسي المعروف بعبد بني الحسحاس الشاعر المشهور. (اللباب:1/365)
10- دبيس: بطن من بني ناشرة، وهم وبنو مزيد ملوك الحلة من جذم واحد، كانوا يقيمون في نواحي خوزستان، في الجزائر معروفة باسم جزائر بني أسد.
11- دثار: بطن من بني دودان، وهم : بنو دثار بن فقعس بن طريف بن عمرو بن قعين بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة. (المصدر السابق:1/375)
12- بنو سعد بن ثعلبة: وهم بنو سعد بن ثعلبة بن دودان بن أسد، وكان له من الولد الحارث الحلاف، ومالك، منهم: عبيد بن الأبرص الشاعر. ومن ولده: شبيب ورقية ومعاوية بنو درَّان بن عامر
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 9 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
بن هر بن مالك، وهم الذين حاولوا منع قومهم من قتل حجر بن الحارث الكندي، لكن غلبهم قومهم عليه. ومنهم: قيس بن الربيع المحدث الكوفي. (جمهرة أنساب العرب:1/193)
13- سعد بن مالك: وهم بنو سعد بن مالك بن ثعلبة بن دودان، منهم: عمرو بن حارثة بن ناشب المعروف بالأشعر الرقبان. (المصدر السابق:193)
14- سلامة: أخو سعد بن مالك، وغاضرة بن مالك، ومالك بن مالك،وكعب بن مالك، كلهم بطون، وكانت منازل سلامة الشقوق، وهو منزل بطريق مكة، بعد واقصة من الكوفة. أي كانوا يسكنون قرب كربلاء مع بني عمهم غاضرة. (معجم قبائل العرب:2 /531 ، جمهرة النسب:181)
15- بنو الصيداء: وهم بنو الصيداء بن عمرو بن قعين بن الحارث بن ثعلبة بن دودان، والنسب إليه صيداوي، وهم بطون، منها: بنو جسر بن نكرة بن الصيداء، منهم: قيس بن مسهر بن خليد الصيداوي حامل رسالة الحسين عليه السلام لأهل الكوفة، وبنو نوفل بن الصيداء، وجذيمة بن الصيداء. (جمهرة النسب:172، جمهرة أنساب العرب:195)
16 - طريف بن عمرو بن قعين: وكان له من الولد: فقعس، ومنقذ، وأعيا (الحارث)، وقيس، وصار أولاده الثلاثة الأول بطونا
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 10 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
برأسها. (جمهرة أنساب العرب:195)
17- بنو غاضرة: غاضرة، فاعلة من الغضارة، وهو النعمة والخير والسعة في العيش، والغاضر: المبكر في قضاء حوائجه (تاج العروس:7/312)، وهم بنو غاضرة بن مالك بن ثعلبة بن دودان بن أسد، والنسب إليهم غاضري، من منازلهم: التنانير وهو وادٍ كثير الزرع بين زبالة والشقوق، والحزن، ويسمى حزن بني غاضرة، وزبالة: وهي منزل بطريق مكة من الكوفة، وهي قرية عامرة بين واقصة والثعلبية، والغاضرية: وهي منسوبة إلى غاضرة من بني أسد: وهي قرية من نواحي الكوفة قريبة من كربلاء. وبنو غاضرة هم الذين تولوا دفن الأجساد الطاهرة من شهداء كربلاء مع الإمام زين العابدين عليه السلام . (انظر: جمهرة أنساب العرب:194، والمعارف لابن قتيبة:66، ومعجم البلدان:2/46 و254 وج3/129، وج4/183)
18- غنم بن دودان: وكان له ثلاثة أولاد: كبير، وعامر، ومالك، هاجر أغلبهم الى غزة ثم الى الأندلس، ومن هذا البطن جحش بن رئاب بن يعمر بن سبرة بن مرة بن كبير بن غنم بن دودان، والد أم المؤمنين زينب بنت جحش زوجة النبي صلى الله عليه وآله ، ويعد هذا البطن من أشرف بطون بني أسد. (جمهرة أنساب العرب:191، جمهرة النسب:186، الإنباه على قبائل الرواة لابن عبد البر:54)
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 11 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
19- فقعس بن طريف: وهم: بنو فقعس بن طريف بن عمرو بن قعين بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد، والنسب إليه فقعسي، من مياههم: ثادق. وقد أغاروا على بني كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة وغزوا بني عجل، وأغاروا على بني عبس. (معجم قبائل العرب:3/925، اللباب: 2/437)
20- كبير: وهم بنو كبير بن غنم بن دودان بن أسد، من ولده: عبد الله بن جحش بن رئاب بن يعمر بن صبرة بن مرة بن كبير الكبيري، قتل يوم أحد بين يدي النبي صلى الله عليه وآله . (الأنساب:5/30)
21- بنو مالك بن نصر بن قعين: منهم يزيد بن أنس المالكي الأسدي أحد قادة المختار، ومنهم المسور بن يزيد أحد صحابة النبي صلى الله عليه وآله ، ومنهم عباد بن عوف الشاعر. (انظر: جمهرة النسب:174)
22- مزيد: بطن من بني أسد بن خزيمة. تمكنوا من إنشاء إمارة في الحلة زمن الدولة العباسية عرفت بالدولة المزيدية، وسنتحدث عنها في فصل لاحق. (معجم قبائل العرب:3/1083)
23- بنو النجاشي: بطن من بني أسد كانوا يسكنون الكوفة، منهم: الشيخ أبو العباس النجاشي، صاحب كتاب الرجال، ومنهم: والي الأهواز عبد الله بن النجاشي، وهو الجد الخامس للشيخ المذكور.
24- بنو نصر بن قعين: وهم بنو نصر بن قعين بن الحارث بن
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 12 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
ثعلبة بن دودان بن أسد، وتفرعت من هذا البطن بطون أخرى كثيرة، منهم: عامر بن عبد الله بن طريف بن مالك بن نصر بن قعين، صاحب لواء بني أسد في الجاهلية، ومنهم العلاء بن محمد بن منظور بن قيس بن نوفل بن جابر بن شجنة بن حصب بن أسامة بن مالك بن نصر بن قعين، ولي هو وأبوه شرطة الكوفة، وابن عمه عبد الرحمن بن قيس بن منظور بن قيس بن نوفل بن جابر، ولي شرطة المصعب بن الزبير، ومنهم: بنو ذي الخمار، وهو عوف بن ربيع بن حارثة بن ساعدة بن جذيمة بن مالك، ولهم بالجزيرة شرف. (جمهرة أنساب العرب:194)
25- والبة: والنسب إليه والبي، وهم بنو والبة بن الحارث بن ثعلبة بن أسد، منهم: حبابة الوالبية صاحبة القصة المعروفة مع أئمة آل البيت عليهم السلام وستأتي ترجمتها، وعلي بن ربيعة الأسدي الوالبي، وأبو الهياج الأسدي الذي وضع خطط الكوفة. (جمهرة النسب:176)

ثانيا: منازل بني أسد

كانت بلاد بني أسد في الجاهلية تقع في الجزء الشمالي الشرقي من الحجاز، وتمتد ديارها من أطراف جبلي أجأ وسلمى شرقا والى وادي الرمة جنوبا. ثم جاءت قبيلة طيء بعدما هاجرت من اليمن، فشاطرتهم السكنى في هذا المكان، وغلبتهم على أجأ وسلمى، وقيل
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 13 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
أنهم اصطلحوا وتجاوروا (تاريخ ابن خلدون:ج2 ق1 ص254).
لكن مزاحمة طيء لبني أسد دفعتهم لأن يتوغلوا في الجهة الشمالية الشرقية من الجزيرة، وباتجاه أراضي العراق حتى وصلوا الى الفرات من جهة كربلاء، فصار امتداد بلادهم طوليا من الجنوب الغربي الى الشمال الشرقي، ولذا نرى أن معظم منازل الطريق بين كربلاء ومكة هي من ديار بني أسد.
وإنما منعهم من التوجه شرقا باتجاه نهر الفرات من منطقة السماوة وجود قبيلتين كبيرتين في هذه المنطقة وهما تميم وبني شيبان.
أما بنو غنم وبنو غاضرة منهم، فبنو غنم سكنوا مكة قبل ظهور الإسلام (عيون الأثر: ابن سيد الناس:1/229)، وأما بنو غاضرة فقد كانوا يسكنون كربلاء قبل الإسلام وبفترة ليست بالقصيرة.
ثم هجر بقية بني أسد تلك المناطق الصحراوية مع شروق فجر الإسلام، فسكنوا الكوفة منذ سنة 19هـ (معجم قبائل العرب:1/21)، وكانت خطتهم تقع جنوب غرب مسجد الكوفة (خطط الكوفة:83) ومنها انتشروا في الأجزاء الجنوبية من العراق والمناطق المجاورة له.
وسكن بعضهم غزة في فلسطين، وهاجر آخرون منهم خصوصا بنو عكاشة بن محصن من بني غنم الى الأندلس، ولهم بوادي عبد الله من جيان بقية وعدد، وقد برز منهم هناك العديد من القادة والعلماء
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 14 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
أمثال: حريز بن عكاشة أحد القادة الشجعان في الأندلس، والقاضي عيسى بن سهل بن عبد الله الجياني، والمحدث محمد بن عبد الله بن عثمان المنتهي نسبه بالصحابي المعروف عبد الله بن جحش وغيرهم (جمهرة أنساب العرب:192).
ومن أشهر قرى وقصبات ومواضع ديار بني أسد: آثال، وأحليلي، وأكبرة، وأيهب، وبستان إبراهيم، وبنان، وترمد، وتوز، والثعلبية، وجفاف الطير، وحقيل، وحومانة الدراج، والربائع، ورقد، وسميراء، والشركة، والصفيحة، والغمران، وعرفة أعيار، والمَلا، وناجية وغيرها الكثير.
ومن مياههم وأوديتهم: أبرق العزاف، والبطاح، وبزاخة، والبعوضة، وثلاثان، وجرثم، والخربة، والخوَّة، وخيماء، وذو أحثال، وذو إراط، وروضة الحزم، والشبكة، وشيقان، وصفَّية، والعليبة، والقليب، ومنعج، ودارة ملحوب.
ومن جبالهم: التينان، وحبس، وحبشي، وذو علق، وقطن، والقنان، وقنة البقار، وأخر غيرها. (انظر: معجم البلدان في المواد المذكورة)
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 15 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

ثالثا: بطون بني أسد المعاصرة في العراق

تستوطن العراق في زمننا هذا أعداد غفيرة من قبيلة بني أسد، ويعدون من أكبر عشائر البلاد، ولهم دورهم وتأثيرهم بين عشائره، ويتوزعون في منازلهم على أغلب مدن العراق وقصباته، وخصوصا جنوب العراق، ومن أشهر بطونهم المعاصرة:
1- الشيوخ ورئاستهم في آل خيون، ويتفرعون إلى: آل الشيخ، وآل عباس، وآل ونيس، وآل عيسى أو عنيسي، وآل ويس.
2- الحداديون: ويتفرعون إلى: آلبو الشيخ علي، بيت الحجي، آلبو عبدة، الرشيدة، بيت زامل. ومن الحداديين أيضا:
بني عسكر، وآل خاطر، والمواجد، ومن المواجد الشبيبيين في النجف.
3- آل غريج (غريق) ويتفرعون إلى: آل الحاج يعقوب، آل شارع، آل هلال، آل حمودي. ومنهم في أراضي المشورب بين الهندية وطويريج في ضواحي كربلاء، وهم: آلبو غانم، وآلبو ضاحي، وآلبو مجدي، وآلبو بحر (مجر) ، آلبو مجزم. (انظر: عشائر العراق للعزاوي:4/44 وما بعدها، القاموس العشائري العراقي للناصري:1/33)
ومن بني أسد الطريحيون في النجف والأهواز، وذكر الشيخ أحمد العامري في القاموس العشائري أن منهم: آل الشيخ جعفر، وآل
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 16 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
الخضري، وآل الشيخ عليوي في النجف، ومنهم آل النفطجي في كركوك.
ومن بني أسد من يسكنون الأهواز، ويتوزعون في المدن والقرى التابعة لها كالمحمرة وعبادان والفلاحية (شادكان) وغيرها من المدن. (أنساب القبائل العربية في خوزستان للسبهاني:111)
ومنهم أيضا: آل فرج الله الأسدي، وهم من الأسر العلمية المعروفة والتي أنجبت الكثير من الأدباء وحملة العلم.
وعدد الروضان فروعا أخرى لبعض البطون الكبيرة من بني أسد، مثل: 1- عشيرة بني عسكر، وتتفرع الى: آل عبد الأمير، وآل شهاب. وآل عبيد. وآل شيخ علي. 2- عشيرة آل خاطر، وتتفرع الى: آل شيخ أحمد. والجميعات. وآل بدير. وآل عزيز. وآل بزون.
3 - عشيرة آل ويس، ليس لها تفرعات.
4 - عشيرة المواجد: مساكنها في محافظة ذي قار والنجف والبصرة، وتتفرع الى:الحويجم. وآل شريجي. وآل طعمة. وآل الحجي. وآل عنيسي. وآل عيسى
5 - عشيرة آل مغامس: وهم المعروفون بآل الخالصي نسبة الى مدينة الخالص، وتعود هذه العشيرة الأسدية بنسبها الى الشيخ علي بن مظاهر الأسدي، وهم قسمان: أ- البو مهدي، ويتفرعون الى: آل
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 17 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
حبيب وفيهم الرئاسة. البو عيسى.آل الحجاج رضا. البو حسون. البو محمد علي. ب- البو علي، ويتفرعون الى: البو محمد علي. البو شيخ حسين. البو موسى. البو باقر. آل الكاظمي. البو عزيز.
6 - الصبابيغ: هي بيوتات لها أهميتها، وهي من بني أسد، ومنهم: آل محفوظ، ومنهم الدكتور حسين علي محفوظ، وهو علم من أعلام العراق الأدبية والثقافية. وهناك عائلة بيت كمونة التي تعود بانتمائها الى عشيرة آل مراد. وعائلة بيت الجزائري، وبيت الشبيبي، وبيت الطريحي، وآل نواس، وآل السداوي، وآل سواد المتواجدة في محافظة النجف، وعائلة الخالصي، وبيت الساعاتي في الكاظمية. (موسوعة عشائر العراق:1/25وما بعدها)
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 18 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

الفصل الثاني: نبذة من تاريخ بني أسد

1 - بنو أسد في العصر الجاهلي

خاض الأسديون حروبا وغزوات كثيرة في الجاهلية، منها:
1- يوم إراب: هو ماء لبني رياح بن يربوع من تميم، بالحَزَن غرب كربلاء والنجف، جرت فيه معركة بينهم وبين بني تغلب، وأخرى بينهم وبين بني عجل، فقتلوا أُهبان الأسدي. (معجم البلدان:1/ 133 ومعجم الشعراء للمرزباني: 386).
2- يوم بيسان: وهو جبل في ديار بني سعد من هوازن، كانت فيه وقعة لهم مع بني قشير من عامر بن صعصعة.(معجم ما استعجم: 1/250).
3- يوم خو: وهو واد بنجد، كانت أسد أغارت على بني يربوع، فاكتسحت إبلهم فلحقوهم بخو وقتل ذؤاب بن ربيعة الأسدي، عتيبة بن الحارث بن شهاب اليربوعي، وكان عتيبة قتل المحسن بن عمرو بن بدر الغاضري. ( المناقب المزيدية لابن أبي البقاء الحلي: 35).
4- يوم ذي علق: بينهم وبين عامر بن صعصعة، قُتل فيه ربيعة بن مالك بن جعفر بن كلاب، أبو لبيد الشاعر. (الكامل:1/641)
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 19 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
5- حربهم مع الشاعر امرئ القيس الكندي: بعد أن قتل بنو أسد حجر بن الحارث الكندي أبو الشاعر امرئ القيس، وكان ملكا على أسد وغطفان، يأخذ منهم إتاوة، فطردوا رسله وضربوهم، فسار إليهم بجند من ربيعة وقيس وكنانة، وأباح أموالهم، فهاجموا عسكر حجر، وطعنه علباء بن الحارث الكاهلي فقتله وكان حجر قتل أباه، وانتهبوا أمواله ولفوه في ريطة بيضاء وألقوه على الطريق. فبلغ الخبر ولده امرئ القيس فارتحل حتى نزل ببكر وتغلب فسألهم النصر على بني أسد فأجابوه، فسار الى بني أسد وقد ارتحلوا فأدركهم ظهراً وقد تقطعت خيله وهلكوا عطشاً، وبنو أسد نازلون على الماء، فقاتلهم حتى كثرت القتلى بينهم ومثَّل بهم فسمل أعينهم، وأحمى الدروع وألبسهم إياها، وأباد بني حلمة بن أسد حتى لم يبق منهم إلا قليل. (الكامل:1/511)
6- يوم شِعب جبلة: كانت فيه بنو أسد مع لقيط بن زرارة التميمي، وقد خرج في طلب ثأر أخيه معبد بن زرارة، من قاتليه بني عامر بن صعصعة وبني عبس، وسار لقيط حتى نزل على فم شعب جبلة بعساكر جرارة كثيرة الصواه، وليس لهم همٌّ إلا الماء فقصدوه، وحملت عليهم عبس وعامر فاقتتلوا قتالاً شديداً وكثرت القتلى في تميم، وقتل عمرو بن الجون، وأسر معاوية بن الجون، وعمرو بن
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 20 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
عمرو بن عدس زوج دختنوس بنت لقيط، وأسر حاجب بن زرارة، وحمل عنترة بن شداد على لقيط فطعنه، وضربه قيس بالسيف فقتله. (المصدر السابق:1/584).
7- يوم الجفار: موضع بين الكوفة والبصرة، وقد تحالفت فيه أسد وطئ وغطفان فغَزوا بني عامر فقتلوهم قتلاً شديداً، فغضبت بنو تميم فلحقوا طيئاً وغطفان وحلفاءهم يوم الجفَار، فقُتلت تميمُ أشدَّ ممّا قُتلت عامر. (العقد الفريد: 2/297).
8- يوم شمطة: وهو من أيام حرب الفجار، وفيه اجتمعت كنانة قريش، والأحابيش، وبنو أسد بن خزيمة، وسُليم وهوازن، فاجتمعوا بشْمطة من عُكاظ وتواعدوا على قَرن الحَول (رأس السنة)، وعلى كل قَبيلة من قريش وكِنانة سيِّدها، غير أن أمر كنانة إلى حرب بن أمية، وأمرُ هوازن إلى مسعود بن معتب الثّقفي‏. فزَحف بعضهم إلى بعض فكانت الدائرة في أول النهار لكِنانة على هَوازن، ثم تداعت هَوازن وصابرت وانقشعت كنانة فاستحرَّ القتلُ فيهم فقُتل منهم تحت رايتهم مائة رجل وقيل ثمانون‏. ولم يُقتل من قُريش يومئذ أحدٌ يذكر، فكان لهوازن على كنانة‏. (المنمق لمحمد بن حبيب البغدادي:181).
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 21 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

2 - بنو أسد في العصر الإسلامي

كان بنو غَنَم بن دُودان يسكنون مكة، وكانوا حلفاء لبني أمية المعادين للنبي صلى الله عليه وآله . لكن ذلك لم يمنع بعضهم من قبول الدعوة، وقد تحملوا الأذى كبقية المسلمين في مكة، وهاجر بعضهم الى الحبشة كعبد الله وعبيد الله إخوة زينب بنت جحش، ثم هاجر بقيتهم الى المدينة (ابن هشام: 2/323) ونزل بعضهم في قُباء. (تاريخ ابن خلدون: 2/ ق2/14).
أما بقية بني أسد الذين كانوا في شمال نجد، فقد روى الواقدي في المغازي: 341ملخصا ((أن طليحة بن خويلد الأسدي جمع بعضا من قومه، ودعاهم الى غزو المدينة ونهبها بعد وقعة أحد، وقال: إن القوم منكبون قد أوقعت بهم قريش حديثاً، فهم لا يستبلون دهراً ولا يثوب لهم جمعٌ، فأبلغ رجل من طيء أحد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله في المدينة بجمعهم هذا، فأرسل النبي صلى الله عليه وآله أبو سلمة المخزومي في مائة وخمسين مقاتلا، فأغار عليهم وهم مجتمعون على ماء لهم يسمى قطن، ففرق جمعهم، وغنم منهم غنائم، وكر راجعا الى المدينة.
وفي السنة التاسعة للهجرة جاؤوا وافدين الى المدينة معلنين أسلامهم، وقد ضم الوفد: وابصة بن معبد، وطلحة بن خويلد، وضرار بن الأزور، ومعاذ بن عبد الله بن خلف، وحضرمي بن عامر، وسلمة بن حبيش، وقتادة بن القائف، وأبو مكعت. فقال متكلمهم:
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 22 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
يا رسول الله، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأنك عبده ورسوله، جئناك يا رسول الله ولم تبعث إلينا بعثاً، ونحن لمن وراءنا...وسألوه مسائل وأمر لهم بجوائز وكتب لهم، ثم انصرفوا إلى أهليهم. (مكاتيب الرسول: 3/244).

3 - الصحابة من بني أسد

1- أيمن بن خزيم بن فاتك: عده الشيخ الطوسي في رجاله ص25 في صحابة النبي صلى الله عليه وآله ، وهو شاعر عرف بالولاء لآل البيت عليهم السلام هو وأبوه خزيم بن فاتك، شهد وقعة صفين مع الإمام أمير المؤمنين عليه السلام ، وهو القائل في أمر الحكومة في صفين يلوم أهل الكوفة لاختيارهم أبي موسى الأشعري مفاوضا عن الإمام عليه السلام :
لو كان للقوم رأي يعصمون به * عند الخطوب رَمَوْكم بابن عباس
لكن رموكم بوَغدٍ من ذوي يمن * لم يدر ما ضَرْبُ أخماس لأسداس
(مروج الذهب:2/399) ويظهر أنه عاش الى ما بعد ثورة الحسين عليه السلام ، حيث يقول في منافرة جرت بين عبد الله بن الزبير وعبد الله بن عباس:
يا ابن الزبير إذا لاقيت بائقة * من البوائق فألطف لطف محتال
لاقيته هاشمياً طاب منبته * في مغرسيه كريم العم والخال
ما زال يقرع منك العظم مقتدراً * على الجواب بصوت مسمع عالي
حتى رأيتك مثل الكلب منجحراً * خلف الغبيط وكنت الباذخ العالي
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 23 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
(شرح نهج البلاغة: 20/131) وكان ابن الزبير سيطر على الحجاز وتلقب بأمير المؤمنين، وحبس بني هاشم لإجبارهم على بيعته، وترك ذكر النبي صلى الله عليه وآله حتى في صلاته حتى لا يشمخ أهل بيته بأنوفهم بزعمه!
2- بشر بن معاذ: صلى خلف النبي صلى الله عليه وآله هو وأبوه. (أسد الغابة:1/ 189)
3- ثور بن تليدة: من بني غنم، شهد بدراً، وروي أن بني أسد كانوا يوم بدر سُبع المهاجرين. (المصدر السابق:1/250).
4- جنادة بن جراد العيلاني الأسدي: أحد بني عيلان بن جأوة، سكن البصرة، وروى عن النبي صلى الله عليه وآله . (المصدر السابق:1/298)
5- الحارث بن قيس بن عميرة: صحابي، كوفي. (رجال الطوسي:36).
6- الحارث بن عمرو: وفد على النبي صلى الله عليه وآله وأنشده. ( أسد الغابة:1/341)
7- الحارث بن يزيد: سأل النبي صلى الله عليه وآله عن الحج كل سنة، فنزل قوله تعالى: ولله على الناس حج البيت. (المصدر السابق:1/352).
8- خزيم بن فاتك الأسدي: شهد بدراً مع أخيه سبرة بن فاتك، وعداده في الشاميين (الاستيعاب:2/446) وكان مع علي عليه السلام في صفين، وعدَّه في معالم العلماء: 184، من شعراء أهل البيت عليهم السلام .
9- ربيعة بن أكثم بن سخبرة الأسدي: حليف بني عبد شمس،
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 24 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
كان قصيراً دحداحاً شهد بدراً وهو ابن ثلاثين سنة، وأحداً، والخندق والحديبية، وقتله الحارث اليهودي بخيبر. ( الاستيعاب: 2/490).
10- رفاعة بن مسروح الأسدي: حليف بني عبد شمس، قتل يوم خيبر شهيداً. ( المصدر السابق: 2/501).
11- الزبير بن عبيدة الأسدي: من المهاجرين الأولين، من بني غنم بن دودان، هو وتمام بن عبيدة، وسخبرة بن عبيدة بن الزبير. (المصدر السابق:2/510).
12- زفر بن يزيد بن حذيفة الأسدي: من سادات بني أسد، قاوم طليحة الأسدي الذي ادعى النبوة، وقال:
لهفي على أسد أضلَّ سبيلهم * بعد النبي طليحة الكذاب
(الإصابة:2/252) وله في مدح أمير المؤمنين عليه السلام :
فحوطوا علياً وانصروه فإنه * وصي وفي الإسلام أولُ أولُ
وإن تخذلوه والحوادثُ جَمَّةٌ * فليس لكم عن أرضكم مُتحول
(شرح النهج:13/ 232)
13- سبرة بن فاتك: شهد بدراً مع أخيه خزيم. (الاستيعاب:2/ 578)
14- سعيد بن وقش: من بني غنم من المهاجرين. (أسد الغابة: 2/ 316)
15- سلمة بن سحيم: له صحبة ورواية. (المصدر السابق:2/336)
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 25 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
16- سنان بن أبي سنان الأسدي: شهد بدراً، هو وأخوه وأبوه وعمه عكاشة بن محصن وسائر مشاهد النبي صلى الله عليه وآله . (الاستيعاب:2/658)
17- سنان بن ظهير الأسدي: له صحبة. (المصدر السابق:2/659).
18- شجاع بن أبي وهب: من بني غنم، هاجر إلى الحبشة، وشهد هو وأخوه عقبة بدراً والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وآله . وبعثه النبي صلى الله عليه وآله إلى الحارث الغساني، وجبلة بن الأيهم، ملوك الشام واستشهد يوم اليمامة. (المصدر السابق:2/707).
19- عبد بن جحش بن رئاب: أمه وأم أخيه عبد الله، أميمة بنت عبد المطلب عمة رسول الله صلى الله عليه وآله ، كان شاعراً ضريراً. قال ابن إسحاق: كان أول من خرج إلى المدينة مهاجراً من مكة عبد الله بن جحش حليف بني أمية بن عبد شمس، احتمل بأهله وبأخيه أبي أحمد بن جحش الشاعر الأعمى، توفي أبو أحمد بن جحش بعد أخته زينب زوج رسول لله صلى الله عليه وآله . (المصدر السابق:4/1539) .
20- عبد الرحمن بن رقيش بن رئاب بن يعمر الأسدي: شهد أحداً هو أخوه يزيد بن رقيش .
21- عبد الله بن جحش بن رئاب الغنمي الأسدي: أمه أميمة بنت عبد المطلب عمة النبي. هاجر هو وأخوه عبد بن جحش، وأختهم زينب بنت جحش زوج النبي صلى الله عليه وآله . وشهد بدراً، واستشهد
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 26 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
يوم أحد. (المصدر السابق:3/880 ) .
22- عبد الله بن عثمان الأسدي: حليف لبنى عوف ابن الخزرج، قتل يوم اليمامة في أحداث الردة . (المصدر السابق:2/833)
23- عصيمة الأسدي: حليف بنى مازن شهد بدراً. (المصدر السابق:3/1070)
24- عكاشة بن محصن بن حرثان بن قيس بن مرة الأسدي: حليف بنى أمية، كان من فضلاء الصحابة، شهد بدراً وأبلى بلاء حسناً وانكسر سيفه، فأعطاه رسول الله صلى الله عليه وآله عوداً فصار بيده سيفاً يومئذ، وشهد أحداً والخندق وسائر المشاهد، وقتل يوم بزاخة، قتله خويلد الأسدي. (المصدر السابق:3 /883).
25- عمرو بن شأس بن عبيد الأسدي: له صحبة ورواية، شهد الحديبية، واشتهر بالبأس والنجدة (الاستيعاب:3 /1180)، وهو شاعر مطبوع مات سنة خمس وعشرين للهجرة . (معجم الشعراء:للمرزباني:40)
26- عوف الزرقاني: أو الوركاني، من بني الصيداء، قيل إنه كان عاملاً للنبي صلى الله عليه وآله ، فبعث إليه ضرار بن الأزور الأسدي لمقاتلة الأسود العنسي لما تنبأ في اليمن. ( الإصابة: 4/618).
27- عياذ بن عبد عمرو الأسدي: روي أنه رأى ختم النبوة على كتف النبي صلى الله عليه وآله . (المصدر السابق:3/1248)
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 27 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
28- قبيصة بن برمة الأسدي: مات له ثلاثة أولاد، وروي أن النبي صلى الله عليه وآله قال له: قد احتظرت من النار. (المصدر السابق:3/1272).
29- قيس بن عبد الله الأسدي: هاجر إلى الحبشة. (المصدر السابق:3/1296)
30- قيس الأسدي: والد غنيم بن قيس. (المصدر السابق:3/1302 ).
31- كافية بن سبع: روي أن النبي صلى الله عليه وآله استعمله على صدقات قومه. (مكاتيب الرسول:1/40) .
32- محرز أو محصن بن نضلة: من بني غنم بن دودان، شهد بدراً، وأحدا،ً والخندق، وغزوة الغابة فقتله مسعدة بن حكمة، وهو ابن سبع وثلاثين سنة. (الاستيعاب: 3/ 1365).
33- محمد بن عبد الله بن جحش: له صحبة. (رجال الطوسي:47).
34- المسور بن يزيد المالكي الأسدي: له صحبة.(الاستيعاب: 3/1400).
35- منقذ بن لبابة الأسدي: من غنم بن دودان. (المصدر السابق:4/1452)
36- وابصة بن معبد الأسدي: سكن الرقة. (المصدر السابق:4/1563)
37- يزيد بن رقيش بن رئاب: شهد بدراً. (المصدر السابق:4/1574).
38- أبو سنان الأسدي: اسمه وهب بن عبد الله، وهو أسنُّ من
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 28 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
أخيه عكاشة، شهد بدراً، وهو أول من بايع بيعة الرضوان، توفي وهو ابن أربعين سنة في حصار قريظة. (المصدر السابق: 4/1468).
والخلاصة: من حضر وقعة بدر من بني أسد كانوا اثنا عشر رجلا عدا غيرهم من الصحابة.

4 - بنو أسد بعد النبي

ادعى النبوة عدد من رجال العرب، منهم طليحة بن خويلد الأسدي، الذي ادعى النبوة في السنة العاشرة من الهجرة (الطبري:2/40)، لكن شوكته أشدت وزاد عدد أتباعه بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله ، وقد بالغ بعض المؤرخين في ارتداد بعض القبائل، حتى نسب خليفة بن خياط في تاريخه ص64الردة للعرب جميعا، قال: ((وارتدت العرب، ومنعوا الزكاة))، وزعم الدكتور كحالة في معجم قبائل العرب:1/22، أنه ارتد عامة بني أسد، لكن الحقيقة أن عددا قليلا من بني أسد اتبعوا طليحة، كما شهد بذلك اليعقوبي، قال:2/129: ((وكان ممن تنبأ طليحة بن خويلد الأسدي بنواحيه، وكان أنصاره غطفان، ورئيسهم عيينة بن حصن الفزاري))، وتمكن طليحة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله من جمع أتباعه وعزم على اجتياح المدينة، فخرج لهم المسلمون وعلى رأسهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام حيث قتل
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 29 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
حبالا ابن أخ طليحة، وهاجمهم عدي بن حاتم الطائي من جانب آخر، فانهزم طليحة وأتباعه، ثم عاد طليحة مسلما. (انظر: قراءة جديدة لحروب الردة للشيخ علي الكوراني العاملي ص41 وما بعدها)
وذكر ابن حجر في الإصابة:2/252، أن زفر بن يزيد بن حذيفة الأسدي أحد رؤساء بني أسد، قاوم طليحة، وخطب في قومه، وقال:
أسفي على أسد أضل سبيلهم * بعد النبي طليحةُ الكذاب

5 - بنو أسد في حرب الجمل

شهد بنو أسد حرب الجمل مع الإمام أمير المؤمنين عليه السلام ، فطائفة منهم به التحقوا به في الطريق بقيادة زفر بن زيد الأسدي، وكان زفر في المدينة حين خطب أمير المؤمنين عليه السلام الناس، ودعاهم الى جهاد الناكثين، فقال زفر: ((يا أمير المؤمنين إن لي في قومي طاعة، فأذن لي أن آتيهم. فقال عليه السلام : نعم. فأتى زفر قومه ثم جمعهم فقال: يا بني أسد، إن عديَّ بن حاتم ضمن لعليّ قومه، وأجابوه وقضوا عنه ذمام، فلم يعتل الغني بالغنى ولا الفقير بالفقر وواسى بعضهم بعضاً، حتى كأنهم المهاجرون في الهجرة والأنصار في الأثرة، وهم جيرانكم في الديار، وخلطاؤكم في الأموال، فأنشدكم الله لا يقول الناس غداً: نصرت طيء وخذلت بنو أسد، وإن الجار يقاس بالجار، فإن خفتم فتوسعوا
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 30 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
في بلادهم، وانضموا الى جبلهم، وهذه دعوة لها ثواب من الله في الدنيا والآخرة.
فأشار عليه أحد بني قومه أن يلحق بعضهم بأمير المؤمنين عليه السلام ، ويبقى البعض الآخر منهم لحماية ديارهم من أي غزو طارئ، فرضي بذلك زفر منهم)). ( الإمامة والسياسة:1 : 56)
فلحق بأمير المؤمنين من طيء وأسد وغيرهم ألفا رجل(الجمل:143)، وشهدت المعركة منهم طائفة أخرى جاءت من الكوفة مع سائر قبائل مضر، مزينة وكنانة وتميم وقريش والرباب يقودهم معقل بن قيس الرياحي، ولما رتَّب أمير المؤمنين عليه السلام العسكر، جعل على الخيل أسد قبيصة بن جابر الأسدي، وعلى رجالتها العكبر بن وائل الأسدي، وهو الذي قتل محمد بن طلحة في ذلك اليوم. (المصدر السابق:172).

6 - بنو أسد في صفين

كما شهد بنو أسد وقعة صفين مع أمير المؤمنين عليه السلام وكان قد جعل قبائل ربيعة كلها في الميسرة، وجعل عليهم عبد الله بن عباس، وقبائل اليمن في الميمنة، وجعل أميرهم الأشعث بن قيس الكندي، وجعل مضر كلها في القلب تحت إمرته عليه السلام .
وكانت تتولى الحرب في كل يوم جماعة من الناس، ففي أول يوم
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 31 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
منها وهو الأول من صفر، خرج مالك الأشتر بن الحارث في النخع، فقابلته ميسرة الشام وعليها حبيب بن مسلمة الفهري.
وفي اليوم الثاني خرج هاشم بن عتبة بن أبي وقاص حامل لواء أمير المؤمنين عليه السلام في كوكبة من أصحابه، فخرج إليه من جند معاوية أبو الأعور السلمي في أهل الأردن. (الأخبار الطوال:174).
((ثم غدا في اليوم الثالث قبيصة بن جابر الأسدي في بني أسد، وقال لأصحابه: يا بني أسد، أما أنا فلا أقصر دون صاحبي، وأما أنتم فذاك إليكم. ثم تقدم برايته، وقال:
قد حافظت في حربها بنو أسدْ * ما مثلها تحت العجاج من أحدْ
أقرب من يُمْنٍ وأنأى من نَكَدْ * كأننا ركنا ثبير أو أحُد
لسنا بأوباش ولا بَيْضَ البلد * لكننا المِحَّةُ من وُلْد مَعَد
فقاتل القوم إلى أن دخل الليل ثم انصرفوا)). (شرح النهج:5/246).
ثم قاتلوا في اليوم الثامن حين تقدم أمير المؤمنين عليه السلام بنفسه ومعه القلب الذي كان المضريون بمن فيهم بنو أسد يقاتلون معه.
ووفى بنو أسد لإسلامهم وقاتلوا مع أمير المؤمنين عليه السلام الى اليوم التاسع حيث لاحت أمارات النصر، فرفع معاوية القرآن على الرماح، فانخدع بذلك قسم من جيش أمير المؤمنين عليه السلام هم الخوارج، وكان رأي بني أسد مع رأي أمير المؤمنين عليه السلام .وقال أبو جهمة الأسدي:
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 32 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
يجالد من دون ابن عم محمد * من الناس شهباء المناكب شارفُ
فما برحوا حتى رأى الله صبرهم * وحتى أتيحت بالأكف المصاحفُ
(أعيان الشيعة: 2/318)
وكان سماك بن مخرمة الأسدي في طاعة معاوية، فهرب من الكوفة ونزل الرقة، واستغوى بعض قومه فلحق به منهم سبع مائة قاتلوا الى جانب معاوية. (وقعة صفين:146)
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 33 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

الفصل الثالث: بنو أسد وثورة الحسين

لعل حكاية توزيع عمر بن سعد قائد جيش الضلالة في كربلاء، لرؤوس الشهداء على القبائل المشاركة له في الجريمة، تكشف عن حجم مشاركتهم في المعركة. وبطبيعة الحال فإن القبيلة التي كانت مساهمتها له كبيرة من حيث الدور أو العدد، أعطاها عددا أكبر من الرؤوس، كقبيلة هوازن وصاحبهم شمر بن ذي الجوشن (لعنه الله)، فقد أعطاهم عشرين رأسا. وكانت حصة بني أسد ستة رؤوس، وهذا كاشف عن أن عدد الأسديين الذين شاركوا عمر بن سعد جريمته كان قليلا بالقياس الى القبائل الأخرى.
أما الأسديون الذين ناصروا الحسين عليه السلام وفدوه بأنفسهم، فقد كان عددهم سبعة بالإضافة الى سعد مولى عمر بن خالد الصيداوي.

1 - حبيب بن مظاهر يستنصر بني غاضرة

بنو غاضرة بن مالك بن ثعلبة بطن من بني أسد، استوطنت هذه القبيلة ضاحية كربلاء في الثلث الأخير من القرن الخامس الميلادي، في أثناء الحكم الساساني للعراق، أي قبل ما يزيد على قرن ونصف من
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 34 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
الفتح الإسلامي للعراق، وأصبحت لهم قرية خاصة بهم على الفرات سميت الغاضرية أو الغاضريات. (أنظر: بعض القبائل التي استوطنت العراق قبل الفتح الإسلامي: د / سعاد العمري، مقال منشور على شبكة الإنترنت)
وقد حاول حبيب بن مظاهر الأسدي شيخ أصحاب أبي عبدالله الحسين عليه السلام أن يدعوهم لنصرة أبي عبدالله عليه السلام مستفيدا من صلت القربى التي تربطه بهم.
فاستأذن الإمام عليه السلام قبل المعركة بأيام، فقال: يا ابن رسول الله، ها هنا حيٌّ من بني أسد بالقرب منا، أتأذن لي في المصير إليهم فأدعوهم الى نصرتك، فعسى الله أن يدفع بهم عنك. قال عليه السلام : قد أذنت لك.
فخرج حبيب إليهم في جوف الليل متنكِّرا حتى أتى إليهم فعرفوه أنه من بني أسد، فقالوا: ما حاجتك؟
فقال: إني أتيتكم بخير ما أتى به وافد قوم، أتيتكم أدعوكم الى نصر ابن بنت نبيكم، فإنه في عصابة من المؤمنين الرجل منهم خير من ألف رجل، لن يخذلوه ولن يسلموه أبدا، وهذا عمر بن سعد قد أحاط به، وأنتم قومي وعشيرتي، وقد أتيتكم بهذه النصيحة فأطيعوني اليوم في نصرته تنالوا بها شرف الدنيا والآخرة، فإني أقسم بالله لا يقتل أحد منكم في سبيل الله مع ابن بنت رسول الله صابرا محتسبا إلا كان رفيقا لمحمد صلى الله عليه وآله في عليين.
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 35 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
فوثب رجل منهم يقال له عبدالله بن بشر، فقال: أنا أول من يجيب هذه الدعوة، ثم جعل يرتجز ويقول:
قد علم القوم إذا تواكلوا * وأحجم الفرسان إذ تثاقلوا
أني الشجاع البطل المقاتل * كأنني ليث عرين باسل
(بحار الأنوار:44/387)
فاستجاب لدعوة حبيب بن مظاهر منهم تسعون مقاتلا، جاءوا معه يريدون معسكر الحسين عليه السلام ، ولكن عمر بن سعد علم بذلك فوجه إليهم قوة من أربعمائة فارس مع الأزرق بن الحرث، فبينما القوم من بني أسد قد أقبلوا في جوف الليل مع حبيب يريدون عسكر الحسين، إذا استقبلتهم خيل ابن سعد على شاطئ الفرات، وكان بينهم وبين معسكر الحسين اليسير، فتناوش الفريقان واقتتلوا، فصاح حبيب بالأزرق بن الحرث: مالك ولنا، انصرف عنا، يا ويلك دعنا واشق بغيرنا، فأبى الأزرق، وعلمت بنو أسد ألا طاقة لهم بخيل ابن سعد، فراجعوا إلى حيِّهم، ثم تحملوا في جوف الليل خوفا من ابن سعد أن يكبسهم، ورجع حبيب إلى الحسين فأخبره الخبر. (أنصار الحسين للشيخ شمس الدين:67)
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 36 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

2 - شهداء كربلاء من بني أسد

1- حبيب بن مظاهر الأسدي: من بني حجوان بن فقعس (جمهرة النسب:170)، صحب أمير المؤمنين والحسن والحسين عليهم السلام . (رجال الطوسي:60).
وكان من القادة الشجعان، لازم أمير المؤمنين عليه السلام فكان من خاصته وحملة علومه، وشهد معه حروبه كلها، ثم كان من أصحاب الإمام الحسن عليه السلام . وبقي في الكوفة بعد صلح الإمام الحسن عليه السلام مع معاوية، يتحين الفرص لنصرة أهل البيت عليهم السلام حتى هلك معاوية فكتب الى الحسين عليه السلام وأعلن رفضه البيعة ليزيد، ولما ورد مسلم بن عقيل الكوفة استقبله حبيب، قال الطبري:4/264: ((لما ورد مسلم بن عقيل الكوفة، ونزل دار المختار بن أبي عبيد، وأقبلت الشيعة تختلف إليه، فقام عابس بن شبيب الشاكري، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أما بعد فإني لا أخبرك عن الناس ولا أعلم ما في أنفسهم وما أغرك منهم، والله أحدثك عما أنا موطن نفسي عليه: والله لأجيبنكم إذا دعوتم، ولأقاتلن معكم عدوكم ولأضربن بسيفي دونكم حتى ألقى الله لا أريد بذلك إلا ما عند الله. فقام حبيب بن مظاهر الفقعسي فقال: رحمك الله قد قضيت ما في نفسك بواجز من قولك، ثم قال: وأنا والله الذي لا إله إلا هو على مثل ما هذا عليه)).
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 37 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
وقال الشيخ السماوي في إبصار العين:102: ((وجعل حبيب ومسلم يأخذان البيعة للحسين عليه السلام في الكوفة، حتى إذا دخلها عبيد الله بن زياد وخذَّل أهلها عن مسلم وتفرق أنصاره حبسهما عشائرهما وأخفياهما، فلما ورد الحسين كربلاء خرجا إليه مختفيين يسيران الليل ويكمنان النهار حتى وصلا إليه)).
وقد شارك حبيب في حرب الجمل وصفين والنهروان، وكان يحفظ القرآن ويحيي لياليه في تلاوته ( أعيان الشيعة: 4/553) وكان عمره في كربلاء 75 سنة. (قصة كربلاء: 308 ).
وفي رجال الطوسي:1/292، أن أمير المؤمنين عليه السلام علمه علم المنايا والبلايا، قال: ((مرَّ ميثم التمار على فرس له فاستقبل حبيب بن مظاهر الأسدي عند مجلس بني أسد فتحدثا حتى اختلفت أعناق فرسيهما. ثم قال حبيب: لكأني بشيخ أصلح ضخم البطن يبيع البطيخ عند دار الرزق، قد صلب في حب أهل بيت نبيه وتبقر بطنه على الخشب. فقال ميثم: وإني لأعرف رجلاً أحمر له ضفيرتان، يخرج لينصر ابن بنت نبيه فيقتل ويجال برأسه بالكوفة. ثم افترقا، فقال أهل المجلس: مارأينا أحداً أكذب من هذين!
قال: فلم يفترق أهل المجلس حتى أقبل رشيد الهجري، فطلبهما فسأل أهل المجلس عنهما؟ فقالوا: افترقا وسمعناهما يقولان كذا
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 38 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
وكذا. فقال رشيد: رحم الله ميثماً نسي، ويزاد في عطاء الذي يجئ بالرأس مائة درهم، ثم أدبر. فقال القوم: هذا والله أكذبهم.
فقال القوم: والله ما ذهبت الأيام والليالي حتى رأيناه مصلوباً على باب دار عمرو بن حريث، وجئ برأس حبيب بن مظاهر وقد قتل مع الحسين ورأينا كل ما قالوا)).
وخرج حبيب بن مظاهر رحمه الله ليلة عاشوراء ضاحكاً مستبشراً فقال له برير بن خضير الهمداني: يا أخي، ليس هذه بساعة ضحك. فقال حبيب: فأيُّ موضع أحقُّ من هذا بالسرور؟ والله ما هو إلا أن تميل علينا هذه الطغام بسيوفهم فنعانق الحور العين. (رجال الكشي:1/293).
ولما زحفت جيوش الضلال نحو عسكر الحسين عليه السلام وأحاطت به وبأصحابه قال حبيب لزهير بن القين: كلِّم القوم إن شئت وإن شئت كلَّمتُهم. فقال له زهير:أنت بدأت بهذا فكن أنت تكلمهم فقال لهم حبيب: أما والله لبئس القوم عند الله غداً قوم يقدمون عليه قد قتلوا ذرية نبيه وعترته وأهل بيته، وعُبَّاد أهل هذا المصر المجتهدين بالأسحار والذاكرين الله كثيراً.
فقال له عزرة بن قيس: إنك لتزكِّي نفسك ما استطعت، فأجابه زهير بن القين: يا عزرة، إن الله قد زكاها وهداها، فاتق الله يا عزرة فإني لك من الناصحين، أنشدك الله أن تكون ممن يعين الضلاَّل على
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 39 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
قتل النفوس الزكية. (تاريخ الطبري: 4/316).
وقاتل حبيب في ذلك اليوم قتال الأبطال حتى حضر وقت صلاة الظهر فقال الحسين عليه السلام : سلوهم أن يكفوا عنا حتى نصلي، ففعلوا. فقال لهم الحصين بن تميم (نمير): إنها لا تقبل. فقال له حبيب بن مظاهر: زعمت لا تقبل الصلاة من آل رسول الله صلى الله عليه وآله وتقبل منك يا حمار! فحمل عليه حصين بن تميم، وخرج إليه حبيب بن مظاهر فضرب وجه فرسه بالسيف، فشب ووقع عنه وحمله أصحابه فاستنقذوه. وقاتل حبيب قتالاً شديداً، فحمل عليه بديل بن صريم من بني غطفان فضربه حبيب بالسيف على رأسه فقتله، وحمل عليه آخر من بني تميم فطعنه فوقع، فذهب ليقوم فضربه الحصين بن تميم على رأسه بالسيف فوقع، ونزل إليه التميمي فاحتز رأسه. (تاريخ الطبري:4/335).
ولما قتل حبيب هدَّ قتله الحسين عليه السلام فاسترجع كثيراً، ثم قال: عند الله أحتسب نفسي وحماة أصحابي، وقال: لله درُّك يا حبيب لقد كنت فاضلاً تختم القرآن في ليلة واحدة. (قصة كربلاء: 308).
2- مسلم بن عوسجة الأسدي: وهو من بني سعد بن ثعلبة بن دودان بن أسد (الطبري: 4/270). وترجموا له في أصحاب النبي صلى الله عليه وآله والرواة عنه (أسد الغابة: 4/364). وهو بطلٌ من أبطال الإسلام،
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 40 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
شهد فتوح الإسلام وكان له فيها مواقف اعترف بها شبث بن ربعي فقال متأسفاً بعد استشهاده وقد صاحت جارية له: وامسلماه يا ابن عوسجتاه يا سيداه. فتنادى أصحاب عمرو بن الحجاج: قتلنا مسلم بن عوسجة الأسدي. فقال شبث لبعض من حوله من أصحابه: ثكلتكم أمهاتكم، إنما تقتلون أنفسكم بأيديكم وتذللون أنفسكم لغيركم! تفرحون أن يقتل مثل مسلم بن عوسجة؟ أما والذي أسلمت له لرُبَّ موقف له قد رأيته في المسلمين كريم! لقد رأيته يوم سلق أذربيجان قتل ستة من المشركين قبل التئام خيول المسلمين. أفيقتل منكم مثله وتفرحون؟! (تاريخ الطبري: 4/ 334).
وكان ابن عوسجة في الرعيل الأول من صحابة أمير المؤمنين عليه السلام ، وأول الشهداء مع الحسين عليه السلام بعد الحملة الأولى. (أنصار الحسين: 108).
وكان له دور قيادي في حركة مسلم بن عقيل في الكوفة، فقد تولى أخذ البيعة للحسين عليه السلام ، وكان يتسلَّم الأموال التي يتبرع بها المسلمون للحركة. وعندما كشف ابن زياد عمله وأراد القبض عليه، قام بنو أسد بإخفائه حتى خرج مع حبيب بن مظاهر متخفيين والتحقا بالحسين عليه السلام في كربلاء. (الفتوح:5/42).
وفي ليلة عاشوراء دعا الحسين عليه السلام أصحابه فحمد الله وأثنى عليه
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 41 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
وقال لهم: ((أما بعد: فإني لا أعلم أصحاباً أوفى ولا خيراً من أصحابي، ولا أهل بيت أبر ولا أوصل من أهل بيتي فجزاكم الله عني خيراً، ألا وإني لأظن أنه آخر يوم لنا من هؤلاء، ألا وإني قد أذنت لكم فانطلقوا جميعاً في حل ليس عليكم مني ذمام، هذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملاً. فقال له إخوته وأبناؤه وبنو أخيه وابنا عبد الله بن جعفر: لم نفعل ذلك لنبقى بعدك! لا أرانا الله ذلك أبداً..)).
وكان أول من تكلم من أصحابه مسلم بن عوسجة رحمه الله قال: ((أنخلي عنك، وبمَ نعتذر إلى الله سبحانه في أداء حقك؟ أما والله لا يكون ذلك حتى أطعن في صدورهم برمحي، وأضربهم بسيفي ما ثبت قائمه في يدي، ولو لم يكن معي سلاح أقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة! والله لا نخليك حتى يعلم الله أن قد حفظنا غيبة رسول الله صلى الله عليه وآله فيك، والله لو علمت أني أقتل ثم أحيا ثم أحرق ثم أحيا ثم أذرى، يفعل ذلك بي سبعين مرة، ما فارقتك حتى ألقى حمامي دونك، فكيف لا أفعل ذلك وإنما هي قتلة واحدة، ثم هي الكرامة التي لا انقضاء لها أبداً)). (الإرشاد: 2/ 93)
وصدق مسلم بن عوسجة رحمه الله وسطر أروع الأمثلة في الولاء والتضحية دفاعاً عن آل الرسول صلى الله عليه وآله : ((فقد حمل عمرو بن الحجاج على معسكر الحسين عليه السلام في ميمنة عمر بن سعد من نحو الفرات،
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 42 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
فاضطربوا ساعة، فصرع مسلم بن عوسجة أول أصحاب الحسين، ثم انصرف عمرو بن الحجاج وأصحابه، وارتفعت الغبرة فإذا هم بمسلم صريع، فمشى إليه الحسين فإذا به رمق. فقال: رحمك ربك يا مسلم بن عوسجة. ثم تلا قوله تعالى: فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً. ودنا منه حبيب بن مظاهر فقال: عزَّ عليَّ مصرعك يا مسلم، أبشر بالجنة. فقال له مسلم قولا ضعيفاً: بشرك الله بخير. فقال له حبيب: لولا أنى أعلم أنى في أثرك لاحق بك من ساعتي هذه، لأحببت أن توصيني بكل ما أهمك حتى أحفظك في كل ذلك بما أنت أهل له في القرابة والدين. فقال مسلم: بل أنا أوصيك بهذا رحمك الله، وأهوى بيده إلى الحسين أن تموت دونه! قال: أفعل ورب الكعبة))، ثم فاضت روحه الشريفة رحمه الله . (تاريخ الطبري: 4/333)
3-قيس بن مسهر الصيداوي: سفير الحسين عليه السلام وحامل رسالته الى أهل الكوفة، وهو من بني عمرو بن قعين (جمهرة أنساب العرب: 1/195). ومن أشراف بني أسد (أنصار الحسين/ 123)، وقد بعثه أهل الكوفة برسائل الى الإمام الحسين عليه السلام يدعونه فيها الى الحضور ، فأرسل عليه السلام ابن عمه مسلم بن عقيل الى الكوفة لاستطلاع حال أهلها وأخذ البيعة له، فاصطحب مسلم معه قيس بن مسهر، وما أن اجتمع رأي أهل الكوفة على دعوة الحسين عليه السلام والبيعة له، حتى أرسله مسلم برسالة الى
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 43 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
الحسين عليه السلام يعلمه بيعة الكوفيين ويدعوه لتعجيل القدوم عليه، فقصد قيس مكة والتقى بالحسين عليه السلام وسلمه الرسالة.
ثم جاء مع الحسين عليه السلام فأرسله من بطن حاجر برسالة جاء فيها: ((بسم الرحمن الرحيم. من الحسين إلى إخوانه المؤمنين: سلام عليكم، فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو، أما بعد فإن كتاب مسلم بن عقيل جاءني يخبرني بحسن رأيكم واجتماع ملئكم على نصرتنا والطلب بحقنا، فسألت الله أن يحسن لنا الصنيع وأن يثيبكم بذلك أعظم الأجر، وقد شخصت إليكم من مكة يوم الثلاثاء لثمان مضين من ذي الحجة يوم التروية، فإذا قدم عليكم رسولي فالتمسوا أمركم، وجدوا فإني قادم عليكم في أيامي هذه إن شاء الله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته)). (مثير الأحزان لابن نما الحلي:30).
وتحرك قيس على وجه السرعة الى الكوفة، لكن عبيد الله بن زياد كان وصلها وسيطر عليها وبعث بجيشه يراقب الداخل والخارج، فألقوا القبض على قيس في القادسية، فمزق الكتاب، وجيء به إلى عبيد الله بن زياد فقال: من أنت؟ قال رجل من شيعة أمير المؤمنين عليه السلام . قال: فلماذا مزقت الكتاب؟ قال: لئلا تعلم ما فيه. قال: ممن الكتاب والى من؟ قال: من الحسين عليه السلام إلى قوم من أهل الكوفة لا أعرف أسماءهم! فغضب ابن زياد وقال: اصعد فسب الكذاب ابن
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 44 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
الكذاب الحسين بن علي بن أبي طالب! فصعد قيس القصر فحمد الله وأثنى عليه وقال: أيها الناس، هذا الحسين بن علي خير خلق الله، ابن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وأنا رسوله وقد فارقته في الحاجز فأجيبوه، ثم لعن عبيد الله بن زياد وأباه واستغفر لعلي بن أبي طالب عليه السلام . فأمر عبيد الله به فألقي من فوق القصر فمات رحمه الله.
وبينما الحسين عليه السلام في الطريق إذ طلع عليه ركب أقبلوا من الكوفة فيهم هلال بن نافع الجملي وعمرو بن خالد، فسألهم عن خبر الناس فقالوا: أما الأشراف فقد استمالهم ابن زياد بالأموال فهم عليك، وأما سائر الناس فأفئدتهم لك وسيوفهم مشهورة عليك. قال: فلكم علم برسولي قيس بن مسهر؟ قالوا: نعم قتله ابن زياد فاسترجع عليه السلام وقال: جعل الله له الجنة ثواباً، اللهم اجعل لنا ولشيعتنا منزلاً كريماً إنك على كل شيء قدير. (المصدر السابق:31).
4- أنس بن الحارث بن منبه الكاهلي: صحابي، شهد مع رسول الله صلى الله عليه وآله بدراً وحنيناً، وروى عنه (مقتل الحسين للمقرم:355)، ومما رواه: سمعت النبي صلى الله عليه وآله يقول: إن ابني هذا (يعني الحسين) يقتل بأرض من العراق، فمن أدركه منكم فلينصره. (مناقب آل أبي طالب:1/122).
ثم سكن الكوفة في منازل بني كاهل، وحضر كربلاء مع الحسين عليه السلام وهو يومئذ شيخ كبير، فلما خرج يستأذن الحسين عليه السلام في
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 45 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
المبارزة، كان شاداً وسطه بالعمامة، رافعاً حاجبيه بعصابة! فلما نظر إليه الحسين عليه السلام بهذه الهيأة بكى، وقال: شكر الله لك يا شيخ. ثم أذن له فقَتَل على كبر سنه ثمانية عشر رجلاً، ثم استشهد رحمه الله. (مقتل الحسين للمقرم:355)
5- عمرو بن خالد الصيداوي: وَرَدَ السلامُ عليه في الزيارة المنسوبة الى الناحية المقدسة: السلام على عمرو بن خالد الصيداوي (أنصار الحسين: 153)، وكان التحق بالحسين عليه السلام في عذيب الهجانات هو ومجمع العائذي وابنه وجنادة بن الحارث السلماني، ومعهم غلام لنافع بن هلال الجملي ودليلهم الطرماح بن عدي الطائي، فحاول الحر بن يزيد الرياحي الذي كان قائداً لألف مقاتل من جيش ابن زياد، حبسهم أو إرجاعهم الى الكوفة، فمنعه الحسين عليه السلام ، وقال: لأمنعنهم مما أمنع منه نفسي، إنما هؤلاء أنصاري، وهم بمنزلة من جاء معي، فإن بقيت على ما كان بيني وبينك، وإلا ناجزتك فكف عنهم. (أعيان الشيعة: 1/597).
وفي يوم عاشوراء جاء الصيداوي الى الحسين عليه السلام ، وقال له: يا أبا عبد الله جعلت فداك، قد هممت أن ألحق بأصحابك، وكرهت أن أتخلف فأراك وحيداً بين أهلك قتيلاً. فقال له الحسين عليه السلام : تقدم فإنا لاحقون بك عن ساعة. فتقدم فقاتل حتى قتل رضوان الله عليه.
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 46 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
(اللهوف على قتلى الطفوف:65).
6- المرقع بن ثمامة بن أثال الصيداوي: لحق بالحسين عليه السلام وقاتل بين يديه حتى أثخن بالجراح، فاستنقذه قومه وأتوا به إلى الكوفة وأخفوه، وكان مريضاً من جراحاته، ثم اكتشف ابن زياد أمره فكبله بالحديد وألقاه في السجن حتى مات بعد سنة، فهو بحكم الشهيد. وقيل نفاه ابن زياد الى الزارة أو الربذة. ( الطبري: 4/347)، فبقي هناك حتى هلك يزيد وهرب ابن زياد، فعاد المرقع الى الكوفة. (الأخبار الطوال:259).
7- مالك بن أنس الكاهلي: قال في المناقب: 3 /251: ((ثم برز مالك بن أنس الكاهلي وقال:
آل علي شيعة الرحمن * وآل حرب شيعة الشيطان
فقتل أربعة عشر رجلاً )). ولا يبعد أن يكون ابناً لأنس بن الحارث الكاهلي الذي كان حاضراً في المعركة أيضاً، وقيل إن اسمه مصحَّف عن أنس بن الحارث. ( أنصار الحسين: 75)
8- إبراهيم بن الحصين الأسدي: قال في مناقب آل أبي طالب: 3/253: ((ثم برز إبراهيم بن الحصين الأسدي يرتجز:
أضرب منكم مفصلاً وساقا * ليهرق اليوم دمي إهراقا
ويرزق الموت أبو إسحاقا * أعنى بني الفاجرة الفساقا
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 47 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
فقتل منهم أربعة وثمانين رجلاً )).

3 - بنو أسد يتولون دفن الأجساد الطاهرة

قال السيد ابن طاووس في اللهوف ص85: ((ولما انفصل عمر بن سعد عن كربلاء، خرج قوم بني أسد فصلُّوا على تلك الجثث الطواهر المرملة بالدماء، ودفنوها على ما هي الآن عليه).
وقال الطبري في تاريخه:4/348: ((ودفن الحسين وأصحابه وأهل بيته، أهل الغاضرية من بني أسد بعد يوم من قتلهم)، ولكن وردت تفاصيل قصة الدفن في بعض الكتب، وأنه كان بإشراف من الإمام زين العابدين عليه السلام ، فيمكن للقارئ الكريم مراجعتها. (انظر: قصة كربلاء للشيخ علي منفرد ص438 وما بعدها)

4 - بنو أسد وثورة المطالبة بالثأر

وخرج جمع من الأسديين مع المختار الثقفي في الكوفة سنة 65 هـ ، يقودهم يزيد بن أنس للمطالبة بثأر الحسين عليه السلام ، قال عبدالله بن همام يمدح المختار وأصحابه، ويعدد القبائل التي ساهمت في الثورة:
وفي ليلة المختار ما يذهل الفتى * ويلهيه عن رؤد الشباب شموع
دعا يا لثارات الحسين فأقبلت * كتائب من همدان بعد هزيع
ومن مذحج جاء الرئيس ابن مالك * يقود جموعا أردفت بجموع
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 48 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
ومن أسد وافى يزيد لنصره * بكل فتى حامي الذمار منيع
وجاء نعيم خير شيبان كلها * بأمر لدى الهيجا أحد جميع
وما ابن شميط إذ يحرض قومه * هناك بمخذول ولا بمضيع
(تاريخ الطبري:4/510)
وسنورد بعض التفاصيل عن دور بني أسد في الثورة عند ترجمة يزيد بن أنس.
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 49 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

الفصل الرابع: إمارة بني مزيد الأسديين في الحلة

استوطنت بطون من بني أسد غير بني الغاضرة العراق بعد الفتح الإسلامي سنة 19هـ وفي الكوفة تحديدا، ثم انتشروا منها إلى باقي أنحاء العراق شمالا وجنوبا، فسكنوا عين التمر (الكامل في التاريخ:7/543)، وكانت كثرتهم فيما بين واسط والبصرة والحويزة ميسان (العمارة) (تاريخ الحلة:1/13) ، كما استوطنوا مركز البصرة أيضا (الطبري:7/602)، بل وسكنت بعض بطونهم خراسان حيث يبدو أنهم كانوا من جملة الجماعات الشيعية التي أمر زياد بن سمية والي الكوفة زمن معاوية بن أبي سفيان بترحيلهم إلى خراسان (الكامل:5/16).
والخلاصة: إن بطون بني أسد انتشرت في كل أرجاء العراق، إلا أن كثرتهم كانت في النعمانية وميسان، حتى سميت تلك المنطقة بجزيرة بني أسد (المصدر السابق:9/306)، وكانت زعامة بني أسد في بطن منهم يسمون بني ناشرة بن نصر، والتي أنحدر منها المزيديون، وبنو دبيس بن عفيف.
وكان أول ظهور بني أسد كقوة على الساحة السياسية العراقية سنة 373 هـ، وتحديدا في فترة الصراع الداخلي بين أمراء الأسرة البويهية
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 50 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
التي كانت تحكم العراق، وأجزاء أخرى من البلاد الإسلامية آنذاك، فقد استعان تاج الدولة (شرف الدولة) البويهي بأمير بني أسد دبيس بن عفيف الأسدي، على أخيه صمصام الدولة البويهي، فجرت بينهما معركة بظاهر قُرقوب –وهي بلدة بين واسط والأهواز-، واقتتلوا فانهزم عسكر صمصام الدولة واسر علي بن دبعش -قائد من قواد صمصام الدولة-، فاستولى حينئذ أبو الفوارس شرف الدولة بن عضد الدولة على الأهواز، واخذ ما فيه وفي رامهرمز وطمع في الملك، وكانت الوقعة في ربيع الأول سنة 373هـ. (المصدر السابق:9/23)، ثم استولى على بغداد بعد ثلاث سنوات وألقى بأخيه صمصام الدولة في السجن.
ويبدو أن الرقعة الجغرافية التي كان يسكنها بنو أسد لم تعد تتسع لأعدادهم المتزايدة، خصوصا بعد تحالف عدد من القبائل معهم، فدفعت الظروف الاقتصادية بأبي الحسن علي بن مزيد الى البحث عن أرض خصبة وفيرة العشب والماء ليضمن حاجة القبيلة الاقتصادية، فارتحل بعشائره وسائر أتباعه من جزيرة بني أسد - منطقة ميسان وهور الحويزة وما جاورها- الى بلدة النيل شمال الحلة سنة 401هـ واتخذها مركزا لإمارته، وانتقلت بنو أسد بذلك من المشيخة الى الإمارة.
وحضي أمير بني أسد علي بن مزيد بالرعاية والاحترام من جانب بهاء الدولة البويهي (379 - 403 ) الحاكم الفعلي للشرق الإسلامي
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 51 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
آنذاك، واعتمد عليه في بسط الأمن ومحاربة الخارجين على القانون في وسط العراق وغربه. (تاريخ الحلة:1/15)
وبقي الأمير أبو الحسن في إمارته حتى توفي سنة 408هـ وخلفه على الإمارة ولده دبيس بن علي، وخلع عليه سلطان الدولة البويهي (403 - 409) وأقرَّه على أعمال أبيه ولقبه بنور الدولة، فقام بشؤون الإمارة وعمره أربعة عشر سنة، وامتدت إمارته سبعا وستين سنة، اهتمَّ فيها بالجانب الأمني فقوَّى جيشه وجعله الى أهبة الاستعداد لمواجهة الطوارئ.
وقد شهدت سنوات حكمه الطويلة أحداثا يطول ذكرها، أهمها استيلاء السلاجقة على بغداد سنة 447هـ، كما واجه الكثير من الفتن والثورات حتى توفي سنة 474هـ، فقام بعده ولده منصور أبو كامل ولقب ببهاء الدولة، ودامت ولايته خمس سنين، وقد أقره السلطان السلجوقي ملك شاه على أعمال أبيه، وكان الأمن مستتبا في أعماله لم يشغب عليه شاغب حتى وفاته سنة 479هـ.
ثم تولى إمارة بني أسد من بعده ولده سيف الدولة صدقة بن منصور، وامتدت ولايته اثنين وعشرين سنة، وهو الذي أنشأ مدينة الحلة فقد كانت آجاما ومستنقعات، فعمرها سنة 493، وسكنها سنة 495.
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 52 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
وحينما انتقل سيف الدولة الى الحلة خضعت له القبائل الفراتية، وأخذ يسعى لتوسيع إمارته فشملت إمارته البصرة وواسط والكوفة وهيت وعانة وحديثة، واتخذ جيشا منظما على أحدث الأساليب التي كانت متبعة في عصره. (المصدر السابق:1/23)
ثم دخل في مواجهة مع السلطان محمد بن ملكشاه السلجوقي انتهت بقتله سنة501هـ، وأسر ولده دبيس بن صدقة الذي بقي مسجونا في بغداد اثني عشر سنة، ثم أطلق سراحه فعاد الى الحلة سنة512هـ، فأقامه أهلها أميرا عليهم مكان أبيه، وتلقب بنور الدولة. فلما توفي قام من بعده ولده صدقة بن دبيس، واتخذ لقب جده فتلقب بسيف الدولة حتى قتل سنة 532هـ ، فتولى مكانه أخوه محمد بن دبيس وأقره السلطان مسعود بن ملكشاه السلجوقي على إدارة إمارة الحلة، لكن أخاه الثالث علي بن دبيس أخذ الإمارة منه بالقوة سنة 440(الأعلام:6/121)، ونشبت عداوة بينه وبين مسعود بن ملك شاه السلجوقي، فاعتزل علي بن دبيس دار الإمارة سنة 444هـ، الى أن مات معتزلا في الحلة بعد ذلك بسنة واحدة، وبموته انقرضت إمارة بني أسد في الحلة. (المصدر السابق:4/287)
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 53 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

الفصل الخامس: الأسديون من صحابة آل البيت

1- الأسديون من أصحاب أمير المؤمنين

من الصعب إحصاء كل شخصيات بني أسد من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام ، لذا أدرجنا من عثرنا على اسمه منهم:
1- العكبر بن جدير الأسدي: فارس، وخطيب، وشاعر، صلب الإيمان، شهد صفين مع أمير المؤمنين عليه السلام ، وكان فارس أهل الكوفة بلا منازع، قام يوماً في صفين بين يدي الإمام عليه السلام ، فقال: يا أمير المؤمنين، إن في أيدينا عهداً من الله لا نحتاج فيه إلى الناس، قد ظننا بأهل الشام الصبر وظنوا بنا، فصبرنا وصبروا، وقد عجبت من صبر أهل الدنيا لأهل الآخرة، وصبر أهل الحق على أهل الباطل ورغبة أهل الدنيا، ثم قرأت آية من كتاب الله فعلمت أنهم مفتونون: أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ. وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ. فقال له عليه السلام خيراً. وخرج الناس إلى مصافِّهم، وخرج عوف بن مجزأة المرادي فارس أهل الشام نادراً من الناس، وكذا كان يصنع، وقد كان قتل نفراً
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 54 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
من أهل العراق مبارزة، فنادى: يا أهل العراق، هل من رجل عصاه سيفه يبارزني ولا أغركم من نفسي! أنا عوف بن مجزأة. فنادى الناس بالعكبر، فخرج إليه منقطعاً عن أصحابه ليبارزه، فقال عوف:
بالشام أمن ليس فيه خوف * بالشام عدل ليس فيه حيف
بالشام جود ليس فيه سوف * أنا ابن مجزأة واسمي عوف
هل من عراقي عصاه سيف * يبرز لي وكيف لي وكيف
فأجابه العكبر:
الشام مَحْلٌ والعراق ممطرُ * بها إمام طاهر مطهرُ
والشام فيها أعور ومعور * أنا العراقي واسمي عكبر
ابن جدير وأبوه المنذر * أدن، فإني في البراز قسور
فاطَّعنا، فصرعه العكبر وقتله، ومعاوية على التل في وجوه قريش ونفر قليل من الناس، فوجه العكبر فرسه، يملأ فروجه ركضاً ويضربه بالسوط مسرعاً نحو التل. فنظر معاوية إليه فقال: هذا الرجل مغلوب على عقله أو مستأمن، فاسألوه، فأتاه رجل وهو في حمو فرسه، فناداه فلم يجبه ومضى مبادراً حتى انتهى إلى معاوية، فجعل يطعن في أعراض الخيل، ورجا أن ينفرد بمعاوية فيقتله، فاستقبله رجال قتل منهم قوماً، وحال الباقون بينه وبين معاوية، فلما لم يصل إليه قال:
أولى لك يا بن هند * أنا الغلام الأسْدي
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 55 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
ورجع إلى صف العراق ولم يُكلم، فقال له علي عليه السلام : ما دعاك إلى ما صنعت؟ لا تلق نفسك إلى التهلكة، قال: يا أمير المؤمنين أردت غرة ابن هند فحيل بيني وبينه، وكان العكبر شاعراً فقال:
قتلت المرادي الذي كان باغيا * ينادى وقد ثار العجاج نزال
يقول أنا عوف بن مجزاة والمنى * لقاء ابن مجزاة بيوم قتال
فقلت له لما علا القوم صوته * منيت بمشبوح اليدين طوال
فأوجرته في ملتقى الحرب صعدة * ملأت بها رعبا صدور رجال
فغادرته يكبو صريعاً لوجهه * ينوء مرارا في مكر مجال
وقدمت مهري راكضاً نحو صفهم * أصرفه في جريه بشمالي
أريد به التل الذي فوق رأسه * معاوية الجاني لكل خبالوعشي
فقام رجال دونه بسيوفهم * وقام رجال دونه بعوالي
فلو نلته نلت التي ليس بعدها * وفزت بذكر صالح وفعال
ولو مت في نيل المنى ألف موتة * لقلت إذا ما مت: لست أبالي
قال نصر بن مزاحم: فانكسر أهل الشام لقتل عوف المرادي، وهدر معاوية دم العكبر، فقال العكبر: يد الله فوق يده، فأين الله جل جلاله ودفاعه عن المؤمنين. (شرح النهج: 8/88 ).
2- حيان الأسدي: روى عن أمير المؤمنين عليه السلام ، أن النبي صلى الله عليه وآله قال له: «إن الأمة ستغدر بك بعدي، وأنت تعيش على
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 56 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
ملتي، وتقتل على سنتي، من أحبك أحبني، ومن أبغضك أبغضني، وإن هذه ستخضب من هذا، يعني لحيته من رأسه». (شرح الأخبار:1/152)
وأولاده موالون لأهل البيت عليهم السلام ، فإبراهيم من أصحاب الإمام الباقر عليه السلام ، وكذا علي بن نزار بن حيان، ومنصور بن منصور وابنه إسحاق. (رجال الشيعة في أسانيد السنة: محمد جعفر الطبسي: 372)
3- خندف بن زهير: من ثقات أمير المؤمنين عليه السلام ، فعندما كتب منشوراً في بيان حق أهل البيت عليهم السلام والبراءة ممن ظلمهم ليقرأ في الأمصار، قال لكاتبة عبيدالله بن أبي رافع: أدخل إليَّ عشرة من ثقاتي. فقال: سمهم لي يا أمير المؤمنين؟ فسماهم، ومنهم: خندف بن زهير الأسدي . ( أعيان الشيعة: 6/358) .
4- زر بن حبيش: بن حباشة بن أوس بن هلال. من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام ، وكان عالماً بالقرآن فاضلاً، قرأ القرآن كله في مسجد الكوفة على مسمعٍ من أمير المؤمنين عليه السلام (مستدرك سفينة البحار: 8/466)، وأخذه عنه عاصم بن أبي النجود (معجم رجال الحديث: 8/ 225)، توفي سنة ثلاث وثمانين وهو ابن مائة وست وعشرين سنة. (الاستيعاب: 2/563).
5- سمعان بن هبيرة بن مساحق: شاعر معروف، كان مع أمير
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 57 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
المؤمنين عليه السلام في صفين، وهو الذي أغراه النجاشي الشاعر بشرب الخمر في شهر رمضان، فقبض عليه أمير المؤمنين عليه السلام وهرب النجاشي، وحدَّه الإمام حدَّ شارب الخمر. (الوافي: 15/275)
6- عباد بن عبد الله الأسدي الكوفي: من رجال النسائي، وابن ماجة، وثقه ابن حبان، حدث عنه المنهال بن عمرو، والأعمش. ومن حديثه عن علي عليه السلام قال: لما نزلت هذه الآية: وأنذر عشيرتك الأقربين، جمع النبي صلى الله عليه وآله من أهل بيته ثلاثين فأكلوا وشربوا قال: فقال لهم: من يضمن عني ديني ومواعيدي، ويكون معي في الجنة ويكون خليفتي في أهلي؟ فقال رجل لم يسمه: يا رسول الله! أنت كنت بحراً من يقوم بهذا؟ فقال علي: أنا)).(مسند أحمد: 1/111). وروى عن علي: ((أنا عبد الله وأخو رسوله، وأنا الصديق الأكبر، لا يقولها غيري إلا كذاب، ولقد صليت قبل الناس سبع سنين)). (شرح النهج: 13/228)
7- علي بن ربيعة الوالبي: وكان من العُبَّاد محباً لعلي عليه السلام (رجال الطوسي:71). رويَ ((أن سهم بن طريف كان عثمانياً، وكان علي بن ربيعة علوياً، فضرب أمير الكوفة على الناس بعثاً، وضرب على سهم بن طريف معهم، فقال سهم لعلي بن ربيعة: اذهب إلى الأمير فكلمه في أمري ليعفيني، فأتى علي بن ربيعة الأمير فقال: أصلحك الله، إن سهماً أعمى فاعفه، قال قد أعفيته، فلما التقيا قال:قد أخبرت الأمير أنك
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 58 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
أعمى، وإنما عنيت عمي القلب)). (شرح النهج: 4/100).
8- نعيم بن دجاجة: من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام (رجال الطوسي:84)، وروى الثقفي في الغارات:1/121: أن أمير المؤمنين عليه السلام ((بعث إلى لبيد بن عطارد التميمي ليجاء به، فمر بمجلس من مجالس بني أسد وفيه نعيم بن دجاجة، فقام نعيم فخلص الرجل. فأتوا أمير المؤمنين علياً عليه السلام فقالوا: أخذنا الرجل فمررنا به على نعيم بن دجاجة فخلصه، وكان نعيم من شرطة الخميس، فقال: علي بنعيم، فأمر به أن يضرب ضرباً مبرحاً، فلما ولوا به قال: يا أمير المؤمنين، إن المقام معك لذل، وإن فراقك لكفر. قال: إنه لكذلك؟ قال: نعم، قال خلوا سبيله)).
9- سلام بن نبيط الكاهلي: روى عن أمير المؤمنين عليه السلام . (الثقات:4/332)
10- عباية بن ربعي: روى فضائل أهل البيت عليهم السلام ، ومنها قول علي عليه السلام : ((أنا قسيم النار، أقول هذا وليي دعيه، وهذا عدوي خذيه)). (مناقب آل أبي طالب: 2/ 83).
11- كعب بن مدلج: كان مع أمير المؤمنين عليه السلام يوم الجمل، وقيل هو الذي قتل محمد بن طلحة بن عبيد الله. (أسد الغابة: 4/322).
12- المهاجر بن عتبة الأسدي: استشهد في صفين. (وقعة صفين:558)
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 59 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
13- قبيصة بن جابر: أخو العكبر، شهد صفين مع الإمام عليه السلام . (المصدر السابق:309)
14- أبو جهمة الأسدي: شاعر شهد صفين معه عليه السلام . (المصدر السابق:361)
15- أبو سماك الأسدي: شهد صفين، قال نصر ص339 : ((كان يأخذ إداوة من ماء وشفرة حديد، فإذا رأى رجلا جريحا وبه رمق أقعده فيقول: من أمير المؤمنين؟ فإن قال: علي. غسل عنه الدم، وسقاه من الماء، وإن سكت وجأه بالسكين حتى يموت ولا يسقيه. قال: فكان يسمى المخضخض)).
16- عبد الرحمن بن الأسود الكاهلي: روى عنه حبيب بن أبي ثابت.(المزار لابن المشهدي: 23).
17- مسعود بن مالك: أبو رزين الأسدي، روى عن أمير المؤمنين عليه السلام (رجال الطوسي:88)، وصحب بعده الحسن عليه السلام (الاختصاص:7) ، وكان ممن شهد القادسية (الكامل:2/480)، وثقه ابن حجر. (التقريب:2/167).
18- ربيعة بن ناجذ: من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام . (رجال الطوسي: 63)
19- أبو كديبة الأسدي: من خواص أمير المؤمنين عليه السلام . (مستدركات علم رجال الحديث: 8/440)
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 60 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

2 - الأسديون من أصحاب باقي الأئمة

عدت المصادر الرجالية كبيرا من الأسديين في أصحاب الأئمة عليهم السلام : فقد عد الشيخ الطوسي في أصحاب زين العابدين عليه السلام :
حبيب بن أبي ثابت، وحذيم بن سفيان الأسدي، وحذيم بن شريك، وبشر بن غالب. وبشير بن خزيم (اللهوف:86 ) والظاهر أنه بشر بن حذلم الذي أمره الإمام السجاد أن يدخل المدينة، وينعى الحسين‘فدخلها وقال:
يا أهل يثرب لا مقام لكم بها * قتل الحسين فأدمعي مدرار
الجسم منه بكربلاء مضرجٌ * والرأس منه على القناة يدار
كما روى المؤرخون عنه خطبة مولاتنا زينب عليها السلام في الكوفة. (مثير الأحزان لابن نما الحلي:90)
ومن أصحاب الباقر عليه السلام :
إبراهيم بن حيان، والحسن بن حبيش. وزحر بن عبد الله أبو الحصين الأسدي، روى عن الإمام الباقر والصادق عليه السلام ، وله كتاب وسورة بن كليب بن معاوية. وعبد الله بن محمد الأسدي. وعبد الله بن غالب الأسدي، الشاعر الفقيه، روى عن أبي جعفر وأبي عبد الله وأبي الحسن عليهم السلام ، له كتاب نقل عنه الرواة. روي أن الإمام الصادق عليه السلام قال له: إن ملكاً يلقي الشعر عليك، وأنا أعرف ذلك
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 61 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
الملك. (رجال الطوسي: 141) .
وعقبة بن شيبة. وعلباء بن ذراع أو درَّاع، رويَ عن الباقر عليه السلام أنه ضمن له الجنة، وكان والي البحرين. (تهذيب الأحكام: 4/147).
وممن ذكرهم النجاشي في رجاله: كليب بن معاوية الصيداوي، روى عن الباقر والصادق عليهم السلام ، له كتاب. وابنه محمد بن كليب من أصحاب الإمام الصادق عليه السلام . وموسى بن عبد الله الأسدي. وعقبة بن بشير. ومحمد بن قيس أبو نصر الأسدي، كان من وجوه العرب بالكوفة، وكان خصيصاً بعمر بن عبدالعزيز، ثم بيزيد بن عبد الملك، وكان أحدهما أنفذه إلى بلاد الروم في فداء المسلمين، روى عن الإمام الباقر والصادق عليهم السلام ، له كتاب في قضايا أمير المؤمنين عليه السلام ، وكتاب آخر نوادر.
ومهزم بن أبي بردة الأسدي. وناجية بن أبي عمارة الأسدي الصيداوي. ووَرْد بن زيد الأسدي أخو الكميت، وكان شاعراً، وفد على الباقر عليه السلام فمدحه بقصيدة ، منها:
كم جزت فيك من أجواز إيفاع * وأوقع الشوق بي قاعا الى قاع
يا خير منْ حملت أنثى ومنْ وضعت * به إليك غدا يسري وإيضاعي
(أعيان الشيعة: 1/655)
ومن أصحاب الصادق عليه السلام :
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 62 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
أبان بن أرقم. وأرطاة بن حبيب الأسدي، وله كتاب. وإسحاق بن إبراهيم العطار. وإسحاق بن بشر الكاهلي ثقة، من العامة، وله كتاب. وإسحاق بن غالب الأسدي الوالبي، وأخوه عبد الله، وكان شاعراً وله كتاب. وإسحاق بن يحيى الكاهلي الأسدي. وإسماعيل بن زياد البزاز، روى عن الباقر والصادق عليهم السلام . وإسماعيل بن عبد الخالق. وإسماعيل بن شعيب السمان. وبدر بن خليل روى عن الصادقيْن عليهم السلام . وإبراهيم بن محمد بن الربيع وأخوه إسماعيل. وإبراهيم بن مهزم الأسدي روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن الكاظم عليهم السلام ، وعمر طويلاً، له كتاب. وبشر بن عقبة. وثعلبة بن ميمون. وجابر بن سمير.. وجعفر بن مازن الكاهلي. وجميل بن صالح الأسدي. والحسن بن الحر. والحسن بن محمد. والحسين بن موسى الحناط. والحكم بن سعد. وخالد بن سعيد. وخالد بن عامر بن عداس. ورفاعة بن موسى الأسدي النخاس، وله كتاب مبوب في الفرائض. وزيد بن عبد الرحمن. وزيد بن المستهل بن الكميت الشاعر. وزيد بن صالح. وسعد بن عبد الله. وسعيد بن غزوان. وسفيان بن خالد. وسفيان بن وردان. وسورة بن مجاشع. وسويد بن طلحة. وعبد الله بن النجاشي بن عثيم بن سمعان، ولي الأهواز من قبل المنصور العباسي، وهو الجد الأعلى للشيخ النجاشي صاحب كتاب الرجال. وعبد الله بن عبد
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 63 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
الرحمن بن عتيبة الأسدي، له كتاب نوادر. وعبد الرحمن بن عبيد. وعبد الرحيم بن روح القصير. وعبد القادر بن محمد بن قيس. وعبد النور بن عبد الله بن سنان. وعبيد بن عبد الملك. وعلي بن عبد الله بن غالب هو وأبوه. والعلا بن الأسود بن عمارة. والعلا بن عاصم. وعمر بن عنكثة. وعمر بن زائدة. وعمرو بن حريث الصيرفي. وعمران بن زائدة بن نشيط الوالبي. وعنبسة بن خالد. وعيسى بن عمر. وغسان بن غيلان. والفضيل بن سويد. وقبة بن خالد الأسدي، له كتاب. وقيس بن الربيع. ومالك بن خالد. ومحمد بن إسحاق الكاهلي. ومحمد بن الجعد. ومحمد بن سليمان. ومحمد بن سمعان بن هبيرة النجاشي. ومحمد بن سهل. ومحمد بن سويد. ومحمد بن قيس أبو قدامة. ومحمد بن القاسم. ومحمد بن ميمون بن عطاء. ومشمعل بن سعد الأسدي الناشري، له ولأخيه الحكم كتاب الديات. ومهاجر بن زيد. ومهاجر بن كثير. وموزع بن سويد. ومهند بن سويد. ونصر بن فضالة. ونصر بن كثير. ويحيى بن القاسم.
ومن أصحاب الكاظم عليه السلام :
عبد الله بن يحيى الكاهلي، روى عن الصادق والكاظم عليهم السلام ، وكان وجهاً عند الكاظم عليه السلام ووصى به علي بن يقطين فقال له: إضمن لي الكاهلي وعياله، أضمن لك الجنة! وله كتاب (رجال النجاشي:222). وعمر
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 64 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
بن محمد، عده الشيخ في أصحاب الكاظم عليه السلام . وإبراهيم بن صالح الأنماطي الأسدي.
ومن أصحاب الإمام المهدي عليه السلام :
محمد بن جعفر بن محمد بن عون الأسدي، أبو الحسين الكوفي، سكن الري، كان ثقة صحيح الحديث، وخرج في حقه التوقيع من الإمام المهدي عليه السلام : «محمد بن جعفر العربي ، فليدفع إليه فإنه من ثقاتنا» وفي توقيع آخر: «إن أردت أن تعامل أحداً، فعليك بأبي الحسين الأسدي بالري». (الغيبة للطوسي:415).
وهناك عدد آخر من بني أسد كثير من أصحاب الأئمة عليهم السلام والرواة عنهم، والعلماء، لا يتسع المجال لعدهم.
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 65 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

الفصل السادس: مشاهير بني أسد

وقد رتبناهم بحسب أهمية الشخصية ودورها العلمي والاجتماعي.
1ـ الشيخ عثمان بن سعيد بن عمر العَمري: السفير الأول للإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف، ويكنى بأبي عمرو السمان، ويقال له الزيات لأنه كان يتجر ببيع السمن (الزيت) تغطية على أمره (الغيبة للطوسي:354)، وهو أحد الشخصيات المعروفة في مذهب آل البيت عليهم السلام ، وقد أثنى عليه علماء المذهب الجعفري قاطبة، قال الشيخ الطوسي في رجاله:401: ((جليل القدر، ثقة، وكيله عليه السلام)) - أي وكيل الإمام الحسن العسكري- . وقال عند ذكره لولده محمد بن عثمان ص407: ((وكيلان من جهة صاحب الزمان عليه السلام، ولهما منزلة جليلة عند الطائفة)).
قال العلامة الحلي في خلاصة الأقوال ص220: ((ثقة، جليل القدر، وكان الشيخ العمري الأسدي بوابا للإمام الهادي عليه السلام ، خدمه وهو في الحادية عشرة من عمره))، وكان وكيله ومعتمده، ثم صار وكيلا للإمام الحسن العسكري عليه السلام . (عصر الشيعة: للشيخ الكوراني:91)
وقد أسدى هذا الشيخ الجليل خدمات عظيمة لآل البيت عليهم السلام
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 66 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
حيث كان يجمع أموال الخمس من الموالين، ثم يضعها في جراب السمن الذي امتهن بيعه للتغطية على وظيفته الحقيقية خشية من السلطات العباسية الحاكمة، ثم يحمل تلك الأموال الى الإمام أبي محمد الحسن العسكري عليه السلام . (الغيبة للطوسي:354)
كما كان العمري على قدر عال من العلم والفضيلة، يرجع إليه الإمام عليه السلام أجلة أصحابه للأخذ منه، روى الشيخ الطوسي عن أحمد بن إسحاق القمي، قال: ((دخلت على أبي الحسن علي بن محمد صلوات الله عليه في يوم من الأيام فقلت: يا سيدي، أنا أغيب وأشهد ولا يتهيأ لي الوصول إليك إذا شهدت في كل وقت، فقول من نقبل؟ وأمر من نمتثل؟ فقال لي صلوات الله عليه: هذا أبو عمرو الثقة الأمين ما قاله لكم فعني يقوله، وما أداه إليكم فعني يؤديه. فلما مضى أبو الحسن عليه السلام وصلت إلى أبي محمد ابنه الحسن العسكري عليه السلام ذات يوم فقلت له عليه السلام مثل قولي لأبيه. فقال لي: هذا أبو عمرو الثقة الأمين ثقة الماضي، وثقتي في المحيا والممات ، فما قاله لكم فعني يقوله، وما أدى إليكم فعني يؤديه)). (المصدر السابق)
2- ولده الشيخ محمد بن عثمان: وكنيته أبو جعفر، وهو لا يقل شأنا عن أبيه، في رفعة المنزلة، والجلالة والوثاقة، فهو السفير الثاني من سفراء عصر الغيبة الصغرى، وكفاه فضلا ما ورد إليه من الإمام
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 67 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف في التعزية بأبيه قوله عليه السلام له: ((أجزل الله لك الثواب، وأحسن لك العزاء، رزيت ورزينا، وأوحشك فراقه وأوحشنا، فسره الله في منقلبه، كان من كمال سعادته أن رزقه الله تعالى ولدا مثلك، يخلفه من بعده، ويقوم مقامه بأمره، ويترحم عليه، وأقول الحمد الله فإن الأنفس طيبة بمكانك، وما جعله الله عز وجل فيك وعندك، وأعانك الله وقواك، وعضدك ووفقك، وكان لك وليا وحافظا، وراعيا، وكافيا)). (الاحتجاج للطبرسي:2/301)
توفي الشيخ محمد بن عثمان أواخر جمادى الأولى سنة 305 هـ، ودفن ببغداد في محلتهم المعروفة باسم الخلاني، وهو مشهد كبير من معالم بغداد يقصده الناس للزيارة والصلاة في مسجده. (عصر الشيعة:94)
3- الحسن بن يوسف بن علي ابن المُطهَّر الحلَّي: العلامة جمال الدين الحلي المزيدي الأسدي، ولد العلامة سنة 648هـ ، وأخذ العلم عن والده، وعن خاله المحقق الحلي، وعن الشيخ نصير الدين الطوسي، وحاز العلامة مرتبة علمية سامية تفوق بها على العلماء، وكان له ذكاء خارق للعادة، وبذكائه هذا وعلمه استطاع أن يفحم أعلم علماء السنة بمناظراته العذبة الدقيقة، وبسببه تشيع السلطان المغولي خدابنده، وكثير من الأمراء ثم كثير من الناس وذلك لما شاهدوا لسان العلامة ينطق بالحق الذي لا ريب فيه، ترك العلامة
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 68 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
العديد من المؤلفات: كالتذكرة الفقهاء، وإرشاد الأذهان، وقواعد الأحكام، ومختلف الشيعة وغيرها العشرات.
وآل المطهر أسرة علمية برز منها بالإضافة الى العلامة:
والده يوسف بن علي بن المطهر الأسدي: سديد الدين، كان من كبار العلماء وأعاظم الأعلام، وكان فقيها محققا مدرسا عظيم الشأن، وحينما حاصر هولاكو خان بغداد وطال الحصار وانتشر خبره في البلاد، وسمع أهل الحلة بذلك، فهرب أكثرهم إلى البطائح ولم يبق فيها إلا القليل. فكان الشيخ سديد الدين من الباقين. فأرسل الخان المغولي دستورا وطلب حضور كبراء البلد عنده، وخاف الجماعة من الذهاب إليه من جهة عدم معرفتهم بما ينتهي إليه الحال. فقال الشيخ سديد الدين لمبعوثي الملك المغولي: إن جئت وحدي كفى؟ قالا: نعم. فذهب معهما إلى لقاء هولاكو، وكان ذلك قبل فتح بغداد. فسأله هولاكو: كيف قدمت على الحضور عندي قبل أن تعلم ما يؤول إليه الأمر؟ وكيف تأمن إذا صالحني صاحبكم ورجعت؟.
فأجاب الشيخ: إنما أقدمت على ذلك لما رويناه عن إمامنا علي بن أبي طالب في خطبته الزوراء وساق له الخطبة، ثم قال: وقد وجدنا تلك الصفات فيكم. فأصدر هولاكو مرسوما باسم الشيخ، يطيب فيه قلوب أهل الحلة وأطرافها، وبفضل هذا الشيخ الكبير وعبقريته كانت
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 69 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
سلامة الحلة والكوفة والنجف وكربلاء من سطوة المغول وفتكهم. (نهج الحق للعلامة الحلي ص7)
ومنهم: الشيخ رضي الدين علي بن يوسف بن المطهر، أخو العلامة.
ومنهم: ولده محمد بن الحسن بالملقب بفخر المحققين، وحفيده ظهير الدين بن فخر المحققين، والشيخ قوام الدين بن علي ابن أخ العلامة. (تاريخ الحلة:2/49وما بعدها)
4- الكميت بن زيد الأسدي الشاعر: أبو المستهل، أشعر شعراء الكوفة المقدمين في عصره، والعالم بلغات العرب، الخبير بأنسابهم أيامهم.
ولد الكميت في الكوفة سنة 60هـ ، ونشأ بها وقضى شطراً من صباه في مسقط رأسه، وعُرف عنه في مطلع حياته أنه كان يعلّم الصبيان في مسجد الكوفة، وكان الكميت معروفا بالتشيع لبني هاشم مشهورا بذلك، قال أبو عبيدة: لو لم يكن لبني أسد منقبة غير الكميت لكفاهم. وقال أبو عكرمة الضبي: لولا شعر الكميت لم يكن للغة ترجمان ولا للبيان لسان. قيل وكانت بنو أسد تقول فينا فضيلة ليست في العالم، ليس منزل منا إلا وفيه بركة وراثة الكميت؛ لأنه رأى النبي صلى الله عليه وآله في النوم فقال له أنشدني: طربت وما شوقا إلى البيض
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 70 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
أطرب. فأنشده. فقال له: بوركت وبورك قومك.
وما جمع أحد من علم العرب ومناقبها ومعرفة أنسابها ما جمع الكميت فمن صحح الكميت نسبه صح، ومن طعن فيه وهن. (أعيان الشيعة:9 /34 ، الشاعر الشهيد: مقال منشور على شبكة الإمام الرضا)
وكانت في الكميت عشر خصال: كان خطيب بني أسد، وفقيه الشيعة، وحافظ القرآن، وكان كاتبا حسن الخط، ونسابة، وجدليا وهو أول من ناظر في التشيع مجاهرا بذلك، وكان راميا لم يكن في بني أسد أرمى منه، وكان فارسا شجاعا سخيا دينا. (أعيان الشيعة:9/35)

شعره

امتاز شعر الكميت بمزايا لم تجتمع لسواه، فقد كان خير مصور لاتجاهات عصره في شعره، وانقطع لمدح آل البيت مدحا كاد يكلفه حياته، وهو أول من أدخل الجدل المنطقي في الشعر العربي، فهو مجدد بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى. وشعره ليس عاطفيا كبقية الشعراء، بل إن شعره، شعر مذهبي، ذهني، عقلي، فهو شاعر يناضل عن فكرة عقائدية معينة، وعن مبدأ واضح، ومنهج صحيح، ودعوة آمن بها وكرس لها حياته، وجهده وتحمل في سبيلها الأذى ومات بسببها.
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 71 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
فشعر الكميت يخالف شعر بقية شعراء الشيعة مخالفة كبيرة، إذ كان غيره من شعراء الشيعة المعاصرين له يعتمدون على البكاء، والرثاء، والتحسر، وإظهار التألم، والأنين طريقهم في جميع ذلك العاطفة، ولهذا قيل إن الهاشميات تؤرخ نزعة عقلية جديدة في اللغة العربية لم تكن معروفة قبل الكميت. (المصدر السابق:9/37)

اضطهاد الكميت من قبل السلطات الأموية

كانت ثورة زيد بن علي بن الحسين عليه السلام حافزاً كبيراً لتدفق شاعرية الكميت، فقد نظم لاميّته المشهورة مؤيِّداً لتلك الثورة هاجياً حكام عصره مندداً بمساوئهم، كاشفاً لعيوبهم، يقول فيها:
ألا هـ ل عمٍ في رأيه متأملُ * وهـ ل مدبرٌ بعد الإشاعة مقبلُ
وهـ ل أمة مستيقظون لرشدهم * فيكشف عنه النعسة المتزمّلُ
لقد طال ضد النوم واستخرج الكرى * مساوئهم لو أنّ ذا الميل يعدلُ
أرانا على حب الحياة وطولهـا * يُجدُّ بنا في كل يوم ونهـ زَلُ
رضينا بدنيا لا نريد فراقهـا * على أننا فيها نموت ونُقتلُ
فتلك ملوكُ السوءِ قد طال ملكهـم * فحتّام حتام العناءُ المطوَّلُ
وما ضربَ الأمثال في الجورِ قبلنا * لأجورَ من حكامنا المتمثلُ
فلما بلغت هذه الأبيات مسامع خالد بن عبدالله القسري، وكان والياً على العراق من قِبَل هشام بن عبدالملك، بعث بها لهشام، فأمر أن
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 72 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
يُحضِر الكميت ويقطع لسانه ويده. فلم يشعر الكميت إلاّ والخيل محدقة بداره، فأُخذ إلى السجن، ولكنه استطاع الإفلات منه، وذلك أن بعث إلى زوجته، فزارته في سجنه وألبسته ثيابها وتنقّب بنقابها، وخرج حراً طليقاً، وقد أبصره بعض الفتية لدى خروجه فقال متفرساً: ما ننكر من هذه المرأة إلا يبساً في كتفيها، ولكن لم يفطن إليه (الشاعر الشهيد: مقال)، وبقي الكميت متخفيا عشرين سنة خوفا من بطش السلطات الأموية، حتى تشفع فيه مسلمة بن عبد الملك أخو هشام، وأضطر الكميت لمدحه تقية فعفا عنه. (أعيان الشيعة:9/34)

الكميت وأئمة آل البيت

دخل الكميت على أبي عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام في أيام التشريق بمنى، فقال له: جعلت فداك، إني قلت فيكم شعرا أحب أن أنشدكه. فقال: يا كميت اذكر الله في هذه الأيام المعدودات. فأعاد عليه القول فرقَّ له أبو عبد الله، فقال هات: وبعث أبو عبد الله إلى أهله، فأنشده فكثر البكاء حتى أتى على قوله:
يصيب به الرامون عن قوس غيرهم * فيا آخرا أسدى له الغي أول
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 73 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
فرفع أبو عبد الله يديه فقال: اللهم اغفر للكميت.
ودخل أيضا على أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام فأعطاه ألف دينار وكسوة. فقال له الكميت: والله ما أحببتكم للدنيا ولو أردت الدنيا لأتيت من هي في يديه. ولكني أحببتكم للآخرة. أما الثياب التي أصابت أجسامكم فانا أقبلها لبركتها، وأما المال فلا أقبله.
وحكى صاعد مولى الكميت قال: دخلت معه على علي بن الحسين عليه السلام فقال: إني قد مدحتك بما أرجو أن يكون لي وسيلة عند رسول الله صلى الله عليه وآله ثم أنشده قصيدته: من لقلب متيم مستهام.
فلما أتى على آخرها قال له ثوابك نعجز عنه، ولكن ما عجزنا عنه فان الله لا يعجز عن مكافأتك، وأراد أن يحسن إليه فقال له: إن أردت أن تحسن إلى فادفع إلى بعض ثيابك التي تلي جسدك أتبرك بها، فنزع ثيابه ودفعها إليه، ثم قال: اللهم إن الكميت جاد في آل رسول الله وذرية نبيك بنفسه حين ضن الناس، وأظهر ما كتمه غيره من الحق، فأحيه سعيدا وأمته شهيدا، وأره الجزاء عاجلا فانا قد عجزنا عن مكافأته. قال: الكميت ما زلت أعرف بركة دعائه. (المصدر السابق:9/35)

وفاته

توفي الكميت في خلافة مروان بن محمد آخر الخلفاء الأمويين، سنة
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 74 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
126هـ ، متأثرا بجروح أصيب بها، فقد قامت جماعة من حراس خالد بن عبدالله القسري والي الكوفة، بطعن الكميت في بطنه تعصبا لأميرهم بسبب هجاء الكميت له، فلم يزل ينزف الدم منه حتى مات. (المصدر السابق)
4- الوزير مؤيد الدين بن العلقمي: محمد بن أحمد بن علي الأسدي، أبو طالب، وزير المستعصم بالله، آخر الخلفاء العباسيين.
ولد ابن العلقمي في بلدة النيل قرب الحلة سنة 593هـ ، ودرس النحو وعلم الأدب في شبيبته بالحلة على عميد الرؤساء هبة الله بن حامد بن أيوب، ثم ذهب الى بغداد وقرأ على أبي البقاء عبد الله بن الحسين العكبري، ثم انضم إلى خاله أستاذ دار الخلافة عضد الدين أبي نصر المبارك بن الضحاك، وكان شيخ الدولة فضلا وعلما ورئاسة وتجربة فتخلق بأخلاقه وتأدب بآدابه، واستنابه في ديوان الأبنية، وشغله بعلم الإنشاء إلى أن توفي خاله، فانقطع ولزم داره، واستمر شمس الدين أبو الأزهر أحمد بن الناقد أستاذ الدار فاستدعى مؤيد الدين إلى دار التشريفات وأمره بالتردد إليها في كل يوم ومشاركة النواب بها، فلما نقل أستاذ الدار أحمد بن الناقد إلى الوزارة نقل مؤيد الدين إلى أستاذية الدار، فكان على ذلك إلى أن توفي الوزير أحمد بن الناقد، فانتقل مؤيد الدين إلى الوزارة، ولم يزل على ذلك إلى أن
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 75 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
انقضت الدولة العباسية -بسقوط بغداد على يد هولاكو- وأقرَّ في الدولة التترية على الوزارة. (أعيان الشيعة:9/84)

ملامح شخصية ابن العلقمي

بالرغم من الشبهات والتهم التي اُلصقت بابن العلقمي، إلا أن أغلب المؤرخين ومن ترجم له متفقون على أنه كان حازما خبيرا بسياسة الملك، كاتبا فصيح الإنشاء، اشتملت خزانته على عشرة آلاف مجلد، وصنف له الصنعاني (العباب)، وابن أبي الحديد (شرح نهج البلاغة) (الأعلام:5/321)، وقال الصفدي في الوافي بالوفيات:1/151: ((كان وزيرا كافيا، خبيرا بتدبير الملك)). وقال شاكر الكتبي في فوات الوفيات:2/256: ((محمد بن محمد بن علي، أبو طالب الوزير مؤيد الدين بن العلقمي البغدادي الرافضي، وزير المستعصم، ولي الوزارة أربع عشرة سنة فأظهر الرفض قليلا، وكان وزيرا كافيا خبيرا بتدبير الملك، ولم يزل ناصحا لأصحابه وأستاذه، حتى وقع بينه وبين الدويدار لأنه كان متغاليا في السنة، وعضده ابن الخليفة...))
وقال الأستاذ محمد أبو الفضل إبراهيم محقق كتاب شرح نهج البلاغة:1/10، أنه ((كان من فضلاء الشيعة وأعيانهم ببغداد، مائلا للآداب مقربا للأدباء)).
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 76 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
والخلاصة: إن الوزير ابن العلقمي تمتع بعدد من السجايا الأخلاقية والعلمية الرفيعة، فقد كان أديبا شاعرا منشئا، ووزيرا محنكا خبيرا بتدبير الأمور، ناصحا مخلصا في عمله.

الأوضاع السياسية والاجتماعية في عصر ابن العلقمي

عاصر ابن العلقمي أربعة من الخلفاء العباسيين، فقد عاش شبابه في عهد الناصر لدين الله (ت 622 هـ )، ثم تولى ولده الأكبر الظاهر بأمر الله الخلافة تسعة أشهر (ت 623) ثم انتقلت الخلافة الى ولده المستنصر (ت 640)، ثم عاصر آخر الخلفاء العباسيين المستعصم بالله (ت 656)، وقد عمل في المناصب الإدارية للدولة مدة أربعة وعشرين عاما.
وكانت بغداد عاصمة الخلافة الإسلامية تموج في عصره بالفتن والصراعات على السلطة والوجاهة، واحتقانات دينية وطائفية وعرقية، وتمر البلاد بأزمات مالية واقتصادية خانقة، بسبب تفشي ظاهرة السرقة والفساد الإداري، بالإضافة الى الكوارث الطبيعية التي تمثلت بكثرة الأمطار والفيضانات التي كانت تقضي على المحاصيل الزراعية مع كل شتاء، فضلا عن خطر التمدد المغولي الذي كان يهددها بالسقوط في أية لحظة.
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 77 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
كما كانت الخلافات بين أركان الدولة تلقي بضلالها على الواقع الاجتماعي مما يزيد ذلك من الاحتقان المذهبي، ويفتت وحدة المجتمع أكثر فأكثر، فقد كان الدويدار1 رجلا طائفيا وصوليا أنانيا لا يبالي بشيء في سبيل الوصول الى أغراضه الشخصية، وكان يحمل عداءا شخصيا للوزير ابن العلقمي، ويسعى بكل جهده لإفشال مشاريع الوزير وتدبيراته، مستغلا تعاطف ابن الخليفة الأكبر معه، وقد تسبب الدويدار في النكبة التي حلَّت ببغداد، قال ابن كثير في البداية والنهاية:13/234: ((أن هولاكو لما كان أول بروزه من همدان متوجها إلى العراق أشار الوزير مؤيد الدين محمد بن العلقمي على الخليفة بأن يبعث إليه بهدايا سنية ليكون ذلك مداراة له عما يريده من قصد بلادهم، فخذَّل الخليفة عن ذلك دويداره الصغير أيبك وغيره (من الحاشية)، وقالوا إن الوزير إنما يريد بهذا مصانعة ملك التتار بما يبعثه إليه من الأموال، وأشاروا بأن يبعث (الخليفة) بشيء يسير، فأرسل شيئا من الهدايا فاحتقرها هولاكو خان، وأرسل إلى الخليفة يطلب منه دويداره المذكور، وسليمان شاه، فلم يبعثهما إليه ولا بالا به حتى أزف قدومه، ووصل بغداد بجنوده الكثيرة، ممن لا يؤمن بالله ولا باليوم
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 78 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
الآخر، فأحاطوا ببغداد من ناحيتها الغربية والشرقية، وجيوش بغداد في غاية القلة ونهاية الذلة، لا يبلغون عشرة آلاف فارس، وهم وبقية الجيش، كلهم قد صرفوا عن إقطاعاتهم حتى استعطى كثير منهم في الأسواق وأبواب المساجد، وأنشد فيهم الشعراء قصائد يرثون لهم ويحزنون على الإسلام وأهله)).
وذكر المؤرخ الطقطقي في كتاب (الفخري في الآداب السلطانية) وهو ممن عاصر تلك الفترة ((في آخر أيام المستعصم قويت الأراجيف بوصول عسكر المغول صحبة السلطان هولاكو، فلم يحرك ذلك منه -أي المستعصم عزماً ولا نبه منه همة ولا أحدث عنده هماً، وكان كلما سمع عن السلطان من الاحتياط والاستعداد شيئا ظهر من الخليفة نقيضه من التفريط والإهمال، ولم يكن يتصور حقيقة الحال في ذلك.
وكان وزيره مؤيد الدين بن العلقمي يعرف حقيقة الحال في ذلك ويكاتبه بالتحذير والتنبيه ويشير عليه بالتيقظ والاحتياط والاستعداد وهو لا يزداد إلا غفولاً، وكان خواصه يوهمونه أنه ليس في هذا كبير خطر ولا هناك محذور، وأن الوزير إنما يعظم هذا لينفق سوقه ولتبرز إليه الأموال ليجند بها العساكر فيقتطع منها لنفسه.... وما زالت غفلة الخليفة تنمى ويقظة الجانب الآخر تتضاعف حتى وصل العسكر السلطاني إلى همدان وأقام بها مديدة. ثم تواترت الرسل السلطانية إلى
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 79 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
الديوان المستعصمي فوقع التعيين من ديوان الخليفة على ولد أستاذ الدار، وهو شرف الدين عبد الله بن الجوزي، فبعث رسولاً إلى خدمة الدركاه السلطانية بهمدان. فلما وصل وسمع جوابه علم أنه جواب مغالطة ومدافعة. فحينئذ وقع الشروع في قصد بغداد وبث العساكر إليها. فتوجه عسكر كثيف من المغول، والمقدم عليهم باجو، إلى تكريت ليعبروا من هناك إلى الجانب الغربي ويقصدوا بغداد من غربيها ويقصدها العسكر السلطاني من شرقيها. فلما عبر عسكر باجو من تكريت وانحدر إلى أعمال بغداد...)).
وقال ابن أبي الحديد:8/240، والذي عاصر تلك الأحداث أيضا: ((وكان مدبر أمر الدولة والوزارة في هذا الوقت هو الوزير مؤيد الدين محمد بن أحمد بن العلقمي، ولم يحضر الحرب، بل كان ملازما ديوان الخلافة بالحضرة، لكنه كان يمد العسكر الإسلامي من آرائه وتدبيراته بما ينتهون إليه ويقفون عنده، فحملت التتار على عسكر بغداد حملات متتابعة، ظنوا أن واحدة منها تهزمهم، لأنهم قد اعتادوا أنه لا يقف عسكر من العساكر بين أيديهم، وأن الرعب والخوف منهم يكفي ويغني عن مباشرتهم الحرب بأنفسهم، فثبت لهم عسكر بغداد أحسن ثبوت، ورشقوهم بالسهام....)).
من هذه النصوص وأخر غيرها نستنتج أن مسؤولية انهيار الدولة
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 80 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
الإسلامية وسقوط بغداد يتحملها دويدار الخليفة، وابن الخليفة، والحاشية، والخليفة نفسه بسبب تجاهله تحذيرات الوزير ابن العلقمي، لكن التعصب الطائفي دفع بكثير من غير المنصفين من المؤرخين الى اتهام ابن العلقمي بالخيانة، وتحميله مسؤولية سقوط بغداد، وهو براء من ذلك بشهادة الكثير ممن عاصر تلك الأحداث.
5- يزيد بن أنس المالكي الأسدي: من بني مالك بن نصر بن قعين، قائد من القيادات الاجتماعية والعسكرية البارزة في الكوفة، من أصحاب المختار الثقفي، فكان قائدا لتسعمائة رجل عشية الاستيلاء على الكوفة. وكان ليزيد بن أنس دور بارز في إقناع إبراهيم بن مالك الأشتر للانخراط في صفوف الثوار، وكان انضمام إبراهيم للثائرين يعد مكسبا عظيما نظرا لشجاعته، ومكانته الاجتماعية. (الطبري:4/494)
وفي الليلة التي أعلن فيها المختار الثورة على والي الكوفة عبد الله بن مطيع العدوي، والذي كان قتلة الحسين عليه السلام ينعمون بحمايته، جعل يزيد بن أنس قائدا على الخيالة، ووجهه الى شبت ابن ربعي، فخطب يزيد بن انس أصحابه فقال: ((يا معشر الشيعة، قد كنتم تقتلون، وتقطع أيديكم، وأرجلكم، وتسمل أعينكم، وترفعون على جذوع النخل في حب أهل بيت نبيكم، وأنتم مقيمون في بيوتكم، مطيعون لعدوكم فما ظنكم بهؤلاء القوم إن ظهروا عليكم اليوم؟ إذا والله لا
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 81 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
يدعون منكم عينا تطرف، وليقتلنكم صبرا، ولترون منهم في أولادكم وأزواجكم وأموالكم ما الموت خير منه، والله لا ينجيكم منهم إلا الصدق والصبر والطعن الصائب في أعينهم، والضرب الدراك على هامهم، فتيسروا للشدة، وتهيئوا للحملة، فإذا حركت رايتي مرتين فاحملوا. فتهيئوا وجثوا على الركب، ونشب القتال بين الطرفين، فلم يطل الأمر كثيرا حتى انهزمت جموع السلطة بفضل صمود أصحاب المختار، واستماتتهم في القتال، واستولى المختار على قصر الإمارة في نفس اليوم، وفرَّ والي الكوفة هاربا الى البصرة، بعد أن أخذ الأمان لنفسه وخاصة أهله، واختبأ قادته في بيوتات الكوفة، وهرب بعضهم الى البصرة والشام. (أصدق الأخبار للسيد الأمين:44)

في مواجهة عبيد الله بن زياد

وبعدما استتبَّ الأمر للمختار في الكوفة، بعث بعماله على الأمصار، ورتَّب أمور أجناده، وارتأى إن مواجهة جيش الشام بقيادة عبيد الله بن زياد أهم من تعقب قتلة الحسين عليه السلام ؛ لقلة هؤلاء وخوفهم وتشرذمهم، كما كان خطر الجيش الشامي أشدُّ على الكوفة، خصوصا بعدما جاء عبيد الله بن زياد بجموعه فاحتل الموصل، واضطر واليها من قبل المختار عبد الرحمن بن سعيد بن قيس الهمداني
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 82 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
الى الفرار الى تكريت لعدم قدرته على مواجهة جموع عبيد الله الكثيفة.
ولم يجد المختار حلا سوى مواجهة عبيد الله ما زال بعيدا عن الكوفة، فاستدعى يزيد بن أنس وعرفه جلية الحال، ورغبه في النهوض بالخيل والرجال، وحكمه في تخيير من شاء من الأبطال، فتخير ثلاثة آلاف فارس، ثم خرج من الكوفة، وشيعه المختار إلى دير أبي موسى، وأوصاه بشي من أدوات الحرب، وان احتاج إلى مدد عرفه. فقال: أريد ألا تمدني إلا بدعائك وكفى به مددا. ثم كتب المختار إلى عبد الرحمان بن سعيد بن قيس: أما بعد، فخل بين يزيد وبين البلاد إن شاء الله، والسلام عليك.
فسار يزيد بن أنس حتى بلغ أرض الموصل فنزل بموضع يقال له: بافكى قرب نهر الخازر، وبلغ خبره إلى عبيد الله بن زياد وعرف عدتهم. فقال: أرسل إلى كل ألف ألفين، وبعث ستة آلاف فارس، فجاءوا والقائد يزيد بن أنس مريض قد اشتدَّ به المرض، فأركبه أصحابه حمارا والرجالة يمسكونه يمينا وشمالا فيقف على الصفوف، ويحثهم على القتال، ويرغبهم في حميد المآل، وقال: إن هلكت فأميركم ورقاء بن عازب الأسدي، فان هلك فأميركم عبد الله بن ضمرة العذري، فان هلك فأميركم سعر بن أبي سعر الحنفي.
ووقع القتال بينهم في ذي الحجة يوم عرفة، سنة 66 قبل شروق
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 83 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
الشمس، فما ارتفع النهار حتى انهزم عسكر الشام، وأزالوهم عن ساحة الحرب زوال السراب، وأتوا قائدهم يزيد بثلاثمائة أسير وقد أشرف يزيد بن أنس على الموت، فأشار بيده أن اضربوا رقابهم، فقتلوا جميعا. ثم مات يزيد بن أنس رحمه الله في ذلك اليوم وصلى عليه ابن عازب، ثم أمر أصحابه بالانسحاب لقلة عددهم، وعجزهم عن مواجهة ابن زياد. (انظر: ذوب النضار:110وما بعدها)
6- ورقاء بن عازب: بطل من أبطال بني أسد، حضر معركة الموصل مع يزيد بن أنس، وكان يزيد عندما خرج من الكوفة ولاه قيادة المقاتلين من قبيلتي مذحج وأسد، ثم جعله على الخيل عندما نشب القتال (الطبري:4/514) ، فقاتل قتال الأبطال حتى كان النصر والظفر، ثم مات يزيد فتولى ورقاء قيادة الجيش من بعده، ورأى أن الرجوع الى تكريت في انتظار المدد من المختار أفضل لجيشه، فعاد الى تكريت وكتب الى المختار بالنصر، وموت يزيد بن أنس. فأمره المختار بالتوقف مكانه حتى يأتيه إبراهيم بن الأشتر، فشهد ورقاء معه معركة الخازر الشهيرة، وفيها هزم جيش الأمويين هزيمة منكرة، وقتل قائدهم عبيد الله بن زياد (لعنه الله) قتله إبراهيم بن الأشتر. (المصدر السابق:4/555)، ولم تذكر كتب التاريخ شيئا من أخباره بعد يوم الخازر.
7- الشيخ أحمد بن محمد بن فهد الحلي الأسدي: أبو العباس،
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 84 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
الملقب بجمال الدين، أحد مشاهير العلماء الأعلام، ولد سنة757هـ ، ونشأ وترعرع في الحلة التي صارت مركزا علميا بعد سقوط بغداد على يد هولاكو التتار، وفي أجواء هذه المدينة نشأ العلامة ابن فهد الحلي الأسدي، ولما أن بلغ سني التمييز والإدراك اتجه إلى طلب العلم وانضم إلى هذا المسلك المقدس، فتتلمذ على يد الشيخ الفاضل علي بن خازن الجابري أحد تلاميذ الشهيد الأول ردحا من الزمن، وحصل على درجة رفيعة في علمي الفقه والحديث. ولم يكتفي بهذا بل تطلعت همته العلية إلى مزيد من العمق والرسوخ في العلوم، فتتلمذ أيضا على الشيخ نظام الدين عبد الحميد النيلي، والشيخ ضياء الدين علي بن الشهيد الأول، والسيد بهاء الدين علي بن عبد الكريم، واستمر على بسط التلمذة مستفيدا من فيوضات هؤلاء العلماء حتى ترقى إلى درجة الاجتهاد في الفقه، ثم أصبح مرجعا وملاذا للعلماء في الحلة وفرش بساط التدريس في المدرسة الزينبية في الحلة السيفية، واجتمع حوله جمع غفير من الطلاب ينهلون من ينابيع علمه ومعرفته، ويقتبسون من أنواره وفيوضاته. (مقدمة المهذب البارع:1/11)
ألف ابن فهد عددا كبيرا من المؤلفات، منها: تعيين ساعات الليل وتشخيصها بمنازل القمر، ونبذة الباغي فيما لا بد منه من آداب الداعي، والمهذّب البارع في شرح المختصر النافع، والتواريخ الشرعية
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 85 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
عن الأئمّة المهدية، كفاية المحتاج إلى مناسك الحاج، ومصباح المبتدي وهداية المقتدي، والموجز الحاوي لتحرير الفتاوي، والتحصين في صفات العارفين، وغاية الإيجاز لخائف الإعواز، واللمعة الجلية في معرفة النية، وعدّة الداعي ونجاح الساعي، وجوابات المسائل البحرانية، والمحرّر في الفتوى، والموجز الهادي، وأسرار الصلاة، وآداب الداعي، وتاريخ الأئمّة، وغيرها من الكتب. (المصدر السابق:1/41)
8- الشيخ أحمد بن علي النجاشي: أبو العباس، إمام فن الرجال، وصاحب كتاب فهرست مؤلفي الشيعة، وكتابه هذا أهم الأصول الرجالية عند الإمامية وأعمها فائدة، وقد عكف عليه كل من تأخر عنه واستضاء بنوره، وهو العمدة في الجرح والتعديل، وفي معرفة كتب أصحابنا الأقدمين. (رجال النجاشي:2)
ولد الشيخ النجاشي في صفر سنة 372 هـ بالكوفة، وأخذ العلم عن عدد من أجلاء عصره، كالشيخ المفيد، والشيخ أحمد بن عبد الواحد البزاز، وابن الغضائري، وأبوه الشيخ علي بن أحمد النجاشي، والشيخ هارون بن موسى ا الشيباني، وغيرهم. ثم شرع بإلقاء الدروس على تلامذته ومريديه، ولعل من أبرز تلامذته شيخ الطائفة محمد بن الحسن الطوسي.
وللشيخ النجاشي مؤلفات أخرى غير كتاب الرجال منها: الكوفة
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 86 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
وما فيها من الفضائل والآثار، ومختصر الأنواء ومواضع النجوم، والجمعة وما ورد فيها من أعمال، وأنساب بني نصر بن قعين. توفي الشيخ النجاشي سنة 450هـ ودفن في مدينة سامراء. (موقع مركز آل البيت للمعلومات)
9- الشيخ المقداد بن عبدالله السيوري: فقيه، أصولي، متكلم. ولد في الحلة ونشأ فيها، وتتلمذ على يد كبار العلماء في مدارسها، ثم انتقل الى النجف فبقي فيه الى أن توفي سنة 826 هـ . (الذريعة: الطهراني:1/251)
وللمقداد السيوري عدد من المؤلفات منها: الأنوار الجلالية في شرح الفصول النصيرية، نضد القواعد الفقهية، التنقيح الرائع في شرح المختصر النافع، نهاية المأمول في شرح مبادئ الأصول، إرشاد الطالبين الى نهج المسترشدين، تجويد البراعة في شرح تجريد البلاغة، النافع يوم الحشر، الأربعون حديثا، كنز العرفان في فقه القرآن، وكتب أخرى غيرها. (انظر: نضد القواعد الفقهية:ص7 وما بعدها)
10- الشيخ ابن بطريق: الشيخ أبو الحسين، يحيى بن الحسن بن الحسين بن علي بن محمد بن البطريق الحلي، الأسدي.
ولد سنة 533هـ في الحلة، ودرس عند أكابر علماء عصره، كالشيخ ابن شهر آشوب، والشيخ محمد بن علي الطبري صاحب كتاب بشارة المصطفى، والشيخ إقبال بن المبارك الواسطي، وغيرهم.
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 87 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
ثم أخذ العلم والحديث عنه بعض الأجلة، كالسيد فخار بن معد الموسوي، وابنه علي بن يحيى الأسدي، والسيد محمد بن أبي هاشم العلوي، والسيد محمد بن معد الموسوي، وغيرهم.
ولابن بطريق عدد من المؤلفات أشهرها كتاب العمدة من عيون الأخبار، وكتاب خصائص الوحي المبين في مناقب أمير المؤمنين عليه السلام ، والمستدرك المختار في مناقب وصي المختار، وكتاب اتفاق صحاح الأثر في إمامة الأئمة الاثني عشر، وغيرها من الكتب. (انظر: العمدة ص5 وما بعدها)
11- الشيخ مفيد الدين محمد بن علي الأسدي: أحد المشايخ الفقهاء الأجلة. نقل مترجموه في مكانته العلمية: أن الخواجة نصير الدين الطوسي الفيلسوف المشهور لما جاء الى الحلة، سأل المحقق نجم الدين المعروف بالمحقق الحلي صاحب كتاب شرائع الإسلام، عن أعلم الجماعة بعلم الأصول والكلام، فأشار المحقق في الجواب إلى الشيخ مفيد الدين الأسدي، وإلى والد العلامة الحلي. وقال: هذان أعلم الجماعة بعلم الكلام، وأصول الفقه. (معجم رجال الحديث:16/194)
12- الشيخ فخر الدين الطريحي: قال الحر العاملي في أمل الآمل:2/215: ((فاضل زاهد ورع عابد فقيه شاعر جليل القدر، له كتب منها: مجمع البحرين، والمقتل، والفخرية في الفقه، والمنتخب في
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 88 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
الزيارة، والخطب، وله شعر ورسائل)).
13- الشيخ محمد رضا الشبيبي: شاعر من نوابغ الشعراء المتأخرين، وزعيم وطني، مفكر رصين، وهو ينتمي إلى الأسرة الشبيبية المعروفة في النجف، وأول من استوطن هذه الحاضرة من رجالها الشيخ محمد بن شبيب بن الشيخ راضي بن إبراهيم بن صقر بن دليهم من قبيلة بني أسد من فخذ يسمى (المواجد)، ومسكنهم الجزائر في جنوب العراق. (الموسوعة الحرة)
ولد الشبيبي في مدينة النجف الأشرف عام 1889م، ودخل كتاتيبها لتعلم القراءة والكتابة، حفظ القرآن على يد سيدة فاضلة عرفت باسم مريم البراقية، وتتلمذ على يد علماء أفاضل، وتولى وزارة المعارف عدة مرات في العهد الملكي، وأصبح رئيساً لمجلس الأعيان، ورئيساً لمجلس النواب، وعضواً في المجمع العلمي في دمشق، ومجمع اللغة العربية في القاهرة، ثم رئيساً للمجمع العلمي العراقي. منحته جامعة القاهرة دكتوراه فخرية في اللغة العربية والدراسات الإسلامية عام (1950م).
اصدر الشبيبي الكثير من المطبوعات منها: ديوان الشبيبي، وفن التربية في الإسلام ، ومؤرخ العراق ابن الفوطي، رحلة في بادية السماوة، وأصول ألفاظ اللهجة العراقية، ولهجات الجنوب، وغيرها
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 89 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
وكتب العديد من البحوث والمقالات في الصحف والمجلات العراقية والعربية. كما ترك مخطوطات عديدة منها: فلاسفة اليهود في الإسلام، تاريخ الفلسفة، المسألة العراقية، المأنوس في لغة القاموس، تاريخ النجف.
توفي الشيخ الشبيبي في 26 تشرين الثاني عام 1965 بعد حياة حافلة بالانجازات والإبداع والمواقف الوطنية المشرفة، ونعت إذاعة بغداد والعديد من الإذاعات العربية خبر وفاة الشبيبي، وكتبت الصحف والمجلات العراقية قصائد ومقالات في رثائه. (موقع الجيران الالكتروني)
ومن بني أسد عدد كبير من العلماء، منهم: الشيخ صفي الدين الطريحي، والشيخ سيف الدين الطريحي، والشيخ حسام الدين بن جمال الدين بن طريح، والشيخ عبد السميع بن فياض الأسدي، والشيخ كاتب بن راضي الطريحي، والشيخ أحمد بن مسعود الحلي الأسدي، سديد الدين، والشيخ أبو الخير بركة بن محمد بن بركة الأسدي، والشيخ خليل بن ظفر الأسدي، وغيرهم الكثير. (انظر: أمل الآمل للحر العاملي، وتراجم الرجال للسيد أحمد الحسيني في المواد المذكورة)
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 90 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

الفصل السابع: أشهر موالي بني أسد

1- ميثم بن يحيى التمار: من خوَّاص أمير المؤمنين عليه السلام وأصفيائه، وحملة أسراره، وأجلة أصحابه، وأحد أبطال شرطة الخميس الذين عاهدوا الإمام أمير المؤمنين على الموت دونه، وضمن لهم عليه السلام بذلك الجنة (رجال البرقي:36)، ثم صحب ولده الحسن السبط عليه السلام ، ثم صحب الحسين عليه السلام وبقي وفيا لآل البيت النبوي حتى استشهد على يد عبيد الله بن زياد قبل نزول الحسين عليه السلام كربلاء بعشرة أيام. وكان ميثم عبدا لامرأة من بني أسد، فاشتراه الإمام علي عليه السلام منها، وأعتقه. (الإصابة:6/249)
ثم كان عدد كبير من أبناء ميثم حملة لعلوم آل البيت عليهم السلام ورواة حديثهم، منهم: عمران بن ميثم، من أصحاب الإمام زين العابدين عليه السلام ، ومن أصحاب الإمام الصادق عليه السلام ، وولداه شعيب وصالح، وكذلك: إبراهيم بن شعيب، وإسحاق بن شعيب، وإسماعيل بن شعيب، وعقبة بن صالح بن ميثم، وأحمد بن الحسن بن إسماعيل بن شعيب الميثمي، من أصحاب الكاظم عليه السلام ، وعلي بن إسماعيل بن
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 91 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
شعيب بن ميثم، من أصحاب الرضا عليه السلام . (انظر: رجال الطوسي، ورجال النجاشي، ومعالم العلماء، ونقد الرجال في المواد المذكورة)
2- سعيد بن جبير: مولى بني والبة، أصله من الكوفة، عده الطوسي ص114، في أصحاب الإمام زين العابدين عليه السلام . وقال العلامة في الخلاصة ص157: إنه كان يأتم بعلي بن الحسين عليه السلام ، وأن الإمام كان يثني عليه، وما سبب قتل الحجاج له إلا على هذا الأمر، وكان مستقيما.
ويعد سعيد بن جبير من مشاهير القراء والمفسرين، ولما خرج عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث على عبد الملك بن مروان خرج معه ثائرا على الظلم والظالمين، فلما قتل عبد الرحمن ذهب سعيد الى مكة، فألقى واليها خالد القسري القبض عليه وأرسله الى الحجاج الثقفي بواسط فقتله. (الأعلام:3/93)
3- علي بن يقطين: كوفي الأصل، من أصحاب الإمام الكاظم عليه السلام ، وكان أبوه يقطين داعية للعباسيين، فطلبه مروان الحمار فهرب، وكانت أمه قد هربت به وبأخيه عبيد حتى ظهرت الدولة العباسية فرجعوا جميعا. ولما كانت لوالد المترجم منزلة سامية لدى الدولة العباسية أول أمرها حيث كان داعيا لهم، كانت لعلي ولده فوق تلك المنزلة أيام عصرها الذهبي حيث اتخذه الرشيد وزيرا له. وكان على
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 92 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
صلة وثيقة بالإمام موسى الكاظم عليه السلام يعمل بإرشاده على إغاثة المظلومين حتى قال فيه: يا علي، أن لله أولياء مع أولياء الظلمة يدفع بهم عن أوليائه، وأنت منهم يا علي. وقد سعي به مرارا إلى الرشيد في أنه يتشيع حتى أراد الرشيد إهلاكه لو لم تتداركه رحمة من ربه. (أعيان الشيعة:8/372)
4- المفضل بن عمرو: أحد الشخصيات العلمية المعروفة، روى الكثير من آثار آل البيت عليهم السلام ، نصَّ الشيخ الطوسي ص306، على أنه روى عن الأئمة الأربعة: الحسين، وزين العابدين، والباقر، والصادق عليهم السلام .
5- صفوان بن مهران بن المغيرة الأسدي: المعروف بصفوان الجمال، مولى بني كاهل، كوفي، ثقة، يكنى أبا محمد، كان يسكن بني حرام بالكوفة وأخواه حسين ومسكين. روى عن أبي عبد الله عليه السلام ، وكان صفوان جمالا. له كتاب يرويه عنه جماعة. (رجال النجاشي:198)
6- أبو بكر بن عياش: كان من الزهاد الورعين والأخيار المتعبدين، ومن أرباب الحديث والعلماء المشاهير، وهو الذي ردَّ على موسى بن عيسى فرعون العباسيين ما صدر منه من أمره بكرب قبر الحسين عليه السلام وزرعه، فنهاه ابن عياش عن ذلك، فشتمه موسى وأمر بضربه وحبسه في خبر طويل. توفي أبو بكر بن عياش بالكوفة في سنة
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 93 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
193هـ . (الكنى والألقاب:1/28)
7- عبد الله بن الزبير الرسان: الشاعر المعروف، صاحب الأبيات الشهيرة في رثاء مسلم بن عقيل وهاني بن عروة:
إذا كنت لا تدرين ما الموت فانظري * إلى هانئ في السوق وابن عقيل
شارك في ثورة زيد بن علي في الكوفة فأصيب في المعركة. (رجال الكشي:2/629)، ومن مواليهم أيضا: أبو بصير الأسدي، وداود الرقي، وسليمان بن مهران الأعمش، وكلهم من مشاهير أصحاب الصادق عليه السلام .
ومن مشاهير نساء بني أسد: أم المؤمنين زينب بنت جحش، وأم الندى، حبابة بنت جعفر الوالبية الأسدية، من فضليات النساء، والأثيرات لدى أئمة آل البيت عليهم السلام .
ومن بني أسد أعلام كثيرون لا يتسع المجال لذكرهم.
-----------------------------------
1 ) وهو منصب كان يتولاه في العادة أحد المماليك الأتراك، ويقع هذا المنصب إداريا تحت سلطة أمير الجيوش.