سلسلة القبائل العربية في العراق (4) قبيلة بني تميم

- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 1 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
سلسلة القبائل العربية في العراق ( 4 )
قبيلة بني تميم
« إن بني تميم لم يغب لهم نجم ، إلا طلع لهم آخر »
( نهج البلاغة : 3 / 18 )
بقلم :
عبد الهادي الربيعي
راجعه وأكمله :
علي الكوراني العاملي
الطبعة الأولى 1431 ه - 2010 م
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 2 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 3 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

مقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم
قبيلة بني تميم أكبر قبائل العرب ، أو من أكبرها ، من قبل الإسلام إلى عصرنا الحاضر . وتاريخها حافل بالأحداث ، وقد نبغ منها شخصيات عديدة في الفروسية والحرب والعلم والدين وكانت منتشرة في العراق والجزيرة ، ثم انتشرت بعد الإسلام في مناطق الفتح من بلاد الشام ومصر والمغرب وإيران ، وما زالت في العراق ، وخاصة جذورها ، ومنهم بطن المصالحة الذي منه مشيختها في العالم من آل سهيل ، وهم يقيمون في بغداد وحولها .
وقد صدر حول بني تميم كتب عديدة ، لكن هذا الكتاب تعريف عام بهم ، خاصة الذين استوطنوا في العراق ، وشاركوا في الفتوحات ، وساهموا في صناعة تاريخ الإسلام .
وقد تناولنا في الفصل الأول نسب تميم وبطونها القديمة والحالية ، وأماكن سكناها ، ودورها مع أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) .
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 4 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
وخصصنا الفصل الثاني لإسلامهم ، فقد كان رئيسهم في زمن النبي ( صلى الله عليه وآله ) أكثم بن صيفي صديقاً حميماً لأبي طالب ( عليه السلام ) ، وكانت لهم مع بني هاشم قرابة رحم .
والفصل الثالث ، لموقفهم بعد النبي ( صلى الله عليه وآله ) ورفضهم لخلافة السقيفة ، وما ترتب عليه من قتل رئيسهم مالك بن نويرة ( رحمه الله ) .
والفصل الرابع ، لموقفهم ضد حركة الردة والمتنبئين حتى لو كانوا منهم أو كانت لهم معهم صلات تحالف .
والخامس ، لنصرتهم لأهل بيت النبي ( صلى الله عليه وآله ) بعد وفاته ومشاركتهم مع أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في حرب الجمل وصفين .
والسادس ، لذكر عدد قليل من شخصياتهم يتسع لها هذا الموجز .
ولا يسعني في الختام إلا أن أتقدم بالشكر لسماحة الشيخ علي الكوراني العاملي على رعايته لهذا الجهد وتوجيهاته السديدة ، ثم لإكماله الكتاب وصياغته بقلمه ، أدامه الله ذخراً للمؤمنين .
عبد الهادي الربيعي
19 / رجب الأصب / 1429
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 5 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

الفصل الأول : بنو تميم . . ملامح عامة

1 - نسب بني تميم

قبيلة تميم من القبائل العدنانية ، وتنتسب إلى تميم بن مر بن أدّ بن طابخة بن إياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان ، وطابخة لقب واسمه عمرو . ولتميم إخوة أربعة : ثعلبة وبنوه يدعون بني ظاعنة نسبة إلى أمهم ، وبكر بن مر وبنوه يدعون بالشعراء ، وأراشة بن مر ، والغوث بن مر وقد التحق أبناؤهما باليمن . وتميم خامس إخوته ، لكن نباهته جعلته يبرز عليهم ، وتعلو سمعته وسمعة أبنائه بين القبائل . ( موسوعة تميم بين الماضي والحاضر - المقدمة . تأليف رئيس بني تميم في العالم : الشيخ خميس آل سهيل ) .

2 - منازل بني تميم

كانت تميم تسكن في الجاهلية وصدر الإسلام ، في نجد ، وانتشرت منها إلى البصرة واليمامة والبحرين ، والعذيب من
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 6 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
أرض الكوفة ، ثم تفرقت في الحواضر . ( معجم قبائل العرب : 1 / 126 ) فهم في بادية البصرة وكاظمة ، الكويت حالياً ، إلى نهاية نجد المتاخمة للحجاز غرباً . ومن عذيب الهجانات والرقة شمالاً إلى البحرين وما يوازيها في الصحراء جنوباً .
وما زالت هذه الأمكنة موطن بعضهم ، كبني دارم وبني يربوع الذين كانوا في البادية الغربية للعراق المتاخمة للبصرة والناصرية والسماوة والديوانية وكربلاء والنجف حالياً .
وعندما دخلوا الإسلام انتشروا في الحواضر الإسلامية القريبة كالبصرة والكوفة والحيرة وخارج جزيرة العرب كإيران ومصر وفلسطين . ونزل بنو العم منهم في الأهواز ، قال جرير الخطفي :

سيروا بني العم فالأهواز منزلكم * ونهر تيري فلم تعرفكم العرب

( الأنساب للسمعاني : 4 / 234 )
ونهر تيري ، يعرف الآن بالجراحي . وسكنت الهجيم في محلة بالبصرة سميت باسمهم ، وينسب هذا البطن إلى الهجيم بن عمرو بن تميم ( معجم قبائل العرب : 3 : 121 ) وكذلك بنو سعد .
وسكنت بعض بطونهم الكوفة والحيرة في الرابية . ( معجم البلدان : 2 / 277 ) وهي قرب الحيرة ، وكان النعمان بن المنذر يذهب إليها بعض أيامه . ( شرح نهج البلاغة : 7 / 92 ) .
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 7 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
وقد عدهم العزاوي : « من قبائل العراق قديماً والمترددة إليه بكثرة . ( عشائر العراق : 1 / 88 ) .
وذكر المؤرخون أن منازلهم كانت بعد تمصير الكوفة شرق مسجد الكوفة ( تاريخ الكوفة للبراقي / 163 ) ولعل هذا الحي مشترك بينهم وبين همدان . ( تاريخ الطبري : 5 / 499 ) .
وقال الشيخ خميس السهيل رئيس بني تميم في العالم :
« ومن أقدم الشعوب عهداً بالمجئ إلى العراق تميم ، فقد كانت تتجول وراء المراعي في الصحراء المتاخمة للعراق ، حتى منتصف القرن الثامن عشر الميلادي ، حينما شاطرت شمَّر جبلي أجأ وسلمى ، ثم حلت شمال بغداد وفي منطقة عقرقوف ، وبعضها توغل في مناطق الفرات الأوسط » . ( موسوعة بني تميم : المقدمة ) .
وجاؤوا من الكوفة لنصرة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في حرب الجمل ، وعلى رأسهم معقل بن قيس الرياحي التميمي . ( الجمل / 173 ) .
كما خرج رئيسهم في البصرة الأحنف بن قيس إلى وادي السباع أثناء معركة الجمل ، وكتب إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : إني مقيم في قومي على طاعتك ، فإن شئت حبست عنك أربعة آلاف سيف من بني سعد ، وإن شئت أتيتك في مئتين من أهل بيتي ! فأرسل إليه أمير المؤمنين : أن أحبس واكفف . ( الجمل / 158 ) .
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 8 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

3 - بطون بني تميم

تمتاز تميم بكثرة عددها ، فهي أكبر القبائل العربية عدداً ، وبطونها كثيرة قديماً وحديثاً ، ومن أشهر بطونها :
1 : بنو سعد بن زيد بن مناة بن تميم بن مر ، ومنهم : الأحنف بن قيس ، وجارية بن قدامة السعدي ، وأضرابهم من الرجال .
2 : بنو مجاشع بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم ، ومن رجالات هذه القبيلة : الأصبغ بن نباتة ، وعياض بن حماد قاضي أهل عكاظ في الجاهلية ، وأعين بن ضبيعة والفرزدق والأقرع بن حابس وأمثالهم .
3 : بنو مازن بن عمرو بن تميم ، ومن أشهرهم : أبو عمرو بن العلاء المازني النحوي البصري ، وعبد الله بن الأعور المازني نزيل البصرة والملقب بالأعشى ، الحجاج بن عمرو بن غزية المازني .
4 : بنو رياح بن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم ، ومنهم : معقل بن قيس الرياحي ، والحر بن يزيد الرياحي .
5 : بنو عطارد بن عوف بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 9 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
6 : بنو يربوع بن مالك بن حنظلة بن زيد مناة بن تميم ، ومنهم : مالك بن نويرة ، والفضيل بن عياض .
7 : بنو أسيد بن عمر بن تميم بن مر ، ومن الوجوه البارزة في هذه القبيلة أكثم بن صيفي حكيم العرب .
8 : بنو الهجيم بن عمرو بن تميم ، ومنهم : جابر بن سليم أحد صحابة النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وأبو تميمة طريف بن مجالد ، وهذه القبيلة كانت تسكن البصرة .
9 : بنو العم بن مالك بن حنظلة بن زيد مناة بن تميم واسمه مرة ، ومنهم : المعلى بن أسد ، وأحمد بن إبراهيم بن المعلى ، ومحمد بن عبد الله البصري وغيرهم .
10 : بنو الأعرج ( الحارث أو الحرث ) بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم ، ومنهم : الأسلع بن شريك خادم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، ونائل بن جشعم وهو أحد شجعان بني تميم .
11 : بنو طهية بن مالك بن حنظلة بن زيد مناة ، ومنهم : عائذ بن حملة الطهوي ، والقعقاع بن عمرو التميمي حضر مع أمير
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 10 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
المؤمنين ( عليه السلام ) الجمل وصفين ، والأبرد بن طهرة الطهوي أحد شهداء صفين ، وشاعر آل محمد ( عليهم السلام ) أبو الغوث أسلم بن مهوز .
12 : بنو امرئ القيس بن زيد مناة بن تميم : وكان منهم زيد بن عدي الشاعر صاحب النعمان بن المنذر ، ومنهم : مقاتل بن حسان بن ثعلبة صاحب قصر مقاتل الواقع في الطريق بين مكة والكوفة ، وهذه القبيلة كانت تسكن الحيرة من قبل الإسلام .
13 : بنو العنبر بن عمرو بن تميم ، وهم أفخاذ كثيرة : بنو جندب وبنو مالك ، وبنو كعب ، وبنو بشه . . . .
14 : بنو دارم بن مالك بن حنظلة ، ومن دارم محمد بن عمير بن عطارد كان سيد أهل الكوفة ، وأجود المصر ، وصاحب ربع تميم وهمدان ، واستعمله الإمام ( عليه السلام ) على تميم الكوفة في صفين
15 : بنو منقر بن عبيد بن مقاعس ، ومنهم قيس بن عاصم المنقري .
16 : بنو كليب بن يربوع ، ومنهم جرير بن عطية الشاعر .
17 : بنو غرس بن زيد بن عبد الله بن دارم ، ومنهم زرارة وابنه عطارد .
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 11 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
18 : بنو صريم بن مقاعس ، ومنهم البرك بن عبد الله الذي حاول قتل معاوية .
ولبني تميم بطون أخرى كثيرة منها : بنو مالك بن تميم ، وبنو عمرو بن العلاء بن عمار ، وبنو يربوع ، وبنو ثعلبة بن يربوع ، وبنو الحارث بن يربوع ، وبنو العنبر بن يربوع ، وبنو ربيعة بن مالك بن زيد مناة ، وبنو عبد الله بن دارم ، وبنو عوف بن كعب بن سعد بن زيد مناة ، والحبطات بنو الحرث ، وغيرهم . وهذه البطون كلها من أولاد تميم الأربعة : عمرو والحارث وزيد مناة .
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 12 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

4 - بطون تميم ومساكنهم الحالية في العراق

أما بطون بني تميم في عصرنا الحالي ، فقد ذكرها الشيخ خميس السهيل في موسوعته عن تميم ، وهم :
1 : المصالحة : وهم من أكبر بطون تميم وأكثرها انتشارا ، هاجروا من نجد واتجهوا شرقاً حتى دخلوا العراق من منطقة ذي قار . ( موسوعة بني تميم / 214 )
ومن عشائر هذا البطن ، ممن يسكنون في مختلف مناطق العراق :
البو سهيل ، والعراجلة ويسكنون قضاء المدائن ، والبو عاشور ولهم فروع كثيرة ، والبو حسن وهو فروع كثيرة أيضاً ، والبو ظاهر ، والبو سعيد ، والبو شذر ، ولهؤلاء أيضاً فروع ( المصدر السابق : ) والمصالحة في ديالى ، آلبو شاهر ، آل طعمة ، البو محيميد ، الحويضات ، الحميدان ، البو خلف في المحمودية ، البو فدعوس الطرشان ، الحاجي ، البو حمد ويسكنون بغداد ، الدبيسات والعوينات ، ويسكنون واسط وذي قار والديوانية والبصرة والنجف وكربلاء .
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 13 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
ومن المصالحة في ميسان : المرزوية ، الرماحة ، بيت ملف ، بيت أيتيم ، الدهاربة ، بيت نصيف ، بيت مهنا ، المراعبة ، الصوالح ، حنظلة ، الشريفات ، الدبيسات ، والعوينات .
ومنهم آل بو بالي ويسكنون بغداد والكوت ، البو فرة ، البو سعودي في الكوت ، البو حمرة ، ويسكنون بغداد - البياع .
ومن المصالحة في الحلة : البو موسى ، البو عبد الحسين ، البو عبود ، البو سلطان ، البو خليل ، البو سلمان ، البو مالك .
ومنهم في المسيب : البو رمضان ، البو حمد ، ومنهم في كنعان .
ومنهم : آل علي في المشخاب ، نهر شلال ، وغماس ، والحمزة الغربي ، والحيرة ، والدسم ، والديوانية - سومر ، وبغداد ، الكاظمية ، والشعلة ، وكربلاء والنجف ، حي الأنصار . وقد ذكر لآل علي اثنين وعشرين فرعاً . ( المصدر السابق : 231 )
ومن المصالحة : عشيرة الفلاح ، وتسكن الكوت والعزيزية وبغداد ، ويسكن بعضهم البصرة ، وتضم المصالحة مجموعة من العشائر ، وهم : البو عريف ، الطعمة ، البو طليب ، الدرويش ، البو صريم ، ويسكنون الصويرة .
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 14 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
ومن هذه العشائر : الماجد ، وهم فروع كثيرة ، والسياف ومسكنهم البصرة وميسان ، والشناجيل ويسكنون قضاء القاسم في الحلة ، ومنهم في المشخاب والمناذرة ، عشيرة آلبو خشان ، وعشيرة آلبو هله ، ويسكن هؤلاء العزيزية والصويرة والمحاويل وسدة الهندية . ( موسوعة بني تميم / 233 ) .
2 : عشائر بني سعد ، بنو خيقان ( خيكان ) وذكر أنهم يرجعون إلى قبيلة سعد ، ومن فروعهم : آل شميس ، آل جوير ، النواشي ، العساكرة ، البو شعيرة ، العمايرة ، آل الأحول ، البو شامة ، المطيرات والفراغنة . ولكل فرع من هذه الفروع فروع أخرى صغيرة . ( المصدر السابق : 254 ) .
ومن عشائر سعد التي ذكروها : العناقر ، ويسكنون البصرة والكويت ، وتتفرع هذه العشيرة إلى ثمانية وخمسين فرعاً . ( المصدر السابق : 243 ) .
ومن بني سعد : البو سليمان ، وموطنهم البصرة ، وميسان ، وذي قار ، والكوت ، وبغداد ، وبعضهم يسكنون الأهواز ، وهم أكثر من اثني عشر فرعاً . ( المصدر السابق : 255 ) .
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 15 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
ومن بني سعد عشائر الحمران ، وقبيلة عجرش ، ويسكنون البصرة ، وعدُّوا لهم بطوناً كثيرة .
ومنهم بنو ظالم ، ويتفرعون إلى : البو خضر ، آل أسميح ، الحويجمة ، آل بو حسين ولهم فروع أخرى . ( موسوعة بني تميم / 260 ) .
3 : ومن عشائر تميم في العراق : بنو الأغلب ، الشديدة وتسكن البصرة وذي قار ، والأهواز ، وهم فروع عديدة أيضاً ، والسواكيت ، والطاهر وتسكن ذي قار ، والبو مشعل في الحلة ، وسعيد ، وأخشيِّم في ذي قار ، وعشيرة بهيدل .
4 : ومن عشائر بني حنظلة في ديالى : البو فرج وهم فروع : البو هليل ، البو نصيري ، البو ثنوان ، البو ديوان ، البو شولي ، البو داود ، البو شنان ، البو سعيد ، الخليفات ، البو خالد .
5 : عشائر بني دارم ، ومنهم آل حصموت ويسكنون الديوانية ، والنجف ، وكربلاء ، والسماوة ، والحلة ، وبغداد .
ومن فروعها : البو عبد الله ، البو موسى ، البو جويلي ، البو سعد البو شتات ، البو صياح . ومنهم الخضيرات وجدهم عبد الله بن محمد بن محمود أحد الشعراء الشيعة المعروفين . ( المصدر : 278 ) . ولهذه العشيرة فروع منهم : البو بلال ، البو عبد العال ، العويسات
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 16 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
الكوايد ، والطجاج ، البو إبراهيم ، البو فياض ، البو حشمة ، وذكر لكل من هذه الفروع فروعا أخرى . ( المصدر / 279 ) .
6 : عشائر بني يربوع ، ومنها العتاتبة ، والسلايط ، ويسكنون البصرة ، والزبير ، وذي قار ، وهم فروع عدة . ( المصدر / 290 ) .
ومن يربوع البو عوسج ، والبو حسان ، وقد عدُّوا لهذه العشيرة أربعاً وعشرين فرعاً .
7 : عشائر أخرى : مثل النوفل ، ويسكنون البصرة وميسان وبغداد وذكر لهم خمسة عشر فرعاً . ( المصدر / 228 ) ، القطارنة والمصيلح ، وعشيرة حنظلة وتسكن النجف ، والحمران ويسكنون النجف وبعضهم في الحلة ، والعطاطفة وهم فروع خمسة ، وعشيرة العراعرة وتسكن الناصرية والبصرة وبغداد ، وعدَّ لها عشر فروع ، وآل مذكور في البصرة والأهواز ، والبو دلي كذلك ، والشريفات وهي عشيرة مشهورة في العراق ، ويتوزع أبناؤها على جل محافظاته ، والرُّفيع ومنهم السعد ، والرميزان في البصرة ، وآل كنعان ، ويسكنون ضفتي شط العرب .
وقد ذكر الشيخ خميس السهيل في موسوعته بطوناً أخرى ، وبعضها اختلف في نسبتها إليهم . ( المصدر / 324 ) .
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 17 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

5 - نسبوا محمد بن عبد الوهاب إلى تميم

ادَّعى بعضهم نسباً للشيخ محمد بن عبد الوهاب إلى بني تميم فقالوا : « محمد بن عبد الوهاب ، بن سليمان ، بن علي ، بن محمد ، بن أحمد ، بن راشد ، بن بريد ، بن محمد ، بن بريد ، بن مشرف ، بن عمر ، بن معضاد بن ريس ، بن زاخر ، بن محمد ، بن علوي ، بن وهيب ، بن قاسم بن موسى ، بن مسعود ن بن عقبة ، بن سنيع ، بن نهشل ، بن شداد ، بن زهير ، بن شهاب ، بن ربيعه ، بن أبي سود ، بن مالك بن حنظلة ، بن مالك ، بن زيد التميمي . من المشارفة من المعاضيد من آل ريس ، من قبيلة الوهبة » .
( http : / / ar . wikipedia . org / wiki / % D )
وخالفهم آخرون فقالوا من آل فيروز : « هو الشيخ محمد بن عبد الوهاب بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب آل فيروز من الوهبة من بني تميم » . ( http : / / www . ansab - online . com / phpBB )
وخالفهم آخرون فقالوا من آل عكل بني عم بني تميم ، قال : « آل الشيخ محمد بن عبد الوهاب ، هناك من نسبهم إلى بني عكل إخوة بني تميم ، بني عمهم . وعكل تنسب أحياناً إلى بني تميم على
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 18 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
طريقة نسبة القوم إلى بني عمهم المشهورين والأكثر . ففي كلا الحالين يصح نسبة محمد بن عبد الوهاب إلى بني تميم .
وبنو عكل هؤلاء ينسب إليهم العكالا من الدياحين . وكذلك عوائل في الرس . والله أعلم . ويوجد بنو عكل من بكر بن وائل ويوجد عائلة العكلي في نجد ، تنتسب إلى وائل » .
( http : / / www . ansab - online . com / phpBB )
لكن نسبه بعضهم إلى بني حنيفة ( صديق حسن خان ) . ولهم أقوال أخرى في نسب شيخهم محمد بن عبد الوهاب ، والنتيجة أنه نسبته إليهم محل اختلاف وظنون ، وليس فيها قطع ويقين .
كما قالوا إن آل ثاني حكام قطر ، ينسبون إلى الوهبة من تميم وهو المشهور ، وقيل ينسبون إلى العتوب » . ( http : / / www . banyzaid . com / vb / t )
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 19 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

6 - حروب بني تميم وأيامها

كان لبني تميم حروب كثيرة ووقائع كغيرهم من القبائل ، منها :
1 - يوم الصفقة : حيث أغارت بنو تميم على قافلة أموال جاءت لكسرى من عامله على اليمن ، حتى لا تقع بيد بكر بن وائل فيستعينوا بها عليهم ، فأمر كسرى عامله على البحرين وهو فارسي تلقبه العرب بالمكعبر : بأن لا يدع لبني تميم عيناً تطرف .
وكان بنو تميم يأتون إلى هجر للتزود بالطعام والميرة ، فأرسل المكعبر بعض شرطته ينادون في الناس ، من كان من بني تميم فليحضر ، فإن الملك قد أمر لهم بميرة وطعام ، وبهذه الحيلة جمعهم في حصن يسمى المشقر ، وأغلق أبوابه عليهم وقتل منهم رجالاً كثيرة ! ( الطبري : 1 / 583 ) . واستغلت مذحج هذا الظرف فأغارت على بني تميم فزادت المصيبة عليهم .
2 - يوم القصيبة : وهي أرض لتميم في اليمامة ، أغار عليهم فيها عمرو بن هند ملك الحيرة ، لأن سويد بن ربيعة التميمي قتل أخاه وسمي يوم أواره الثاني ، لأنه أحرق منهم مئة ، انتقاماً لأخيه ! ( معجم البلدان : 1 : 366 )
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 20 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
وأغار النعمان بن منذر على بني تميم ، ومعه بكر بن وائل والصنائع من العرب ، لكن تميماً هزمتهم .
3 - وأما أيامهم مع بكر بن وائل فكثيرة ، لأن العداوة كانت بينهم على أشدها ، منها : يوم ذي أحثال ، ويوم هزبر ، ويوم الستار ، ويوم الجفار ، ويوم خوى ، ويوم سفار ، ويوم الغطالي وهو آخر وقعة كانت بين القبيلتين قبل مبعث النبي ( صلى الله عليه وآله ) .
وكانت بينهم معارك أخرى بعد الإسلام ، منها : يوم الوقيط ، ويوم الوتدة ، ويوم نجب ، ويوم رحرحان الثاني ، ويوم ملزق ، وكان لتميم على بني عبس وبني عامر ، حيث قتلت تميم جميع من أتاها غازياً .
4 - ومن وقعاتهم الحربية مع شيبان : يوم نباح ، انتصرت فيه و تميم ، ويوم الزويرين ويوم غبيط المدرة انتصرت فيهما بنو شيبان .
5 - ومن معاركهم مع بني حنيفة : يوم ملهم ، ويوم كلاب انتصروا فيه على مذحج . ويوم مسلحة ، غزا فيه قيس بن عاصم بني عجل ، ولهم معركة مع بني قشير في وادي مروت ، ولهم يوم نجران على أهل اليمن . ( معجم قبائل العرب : 1 / 127 ) .
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 21 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

الفصل الثاني : إسلام بني تميم

1 - أحاديث في فضل بني تميم

كتب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) إلى عبد الله بن عباس وهو عامله على البصرة ( نهج البلاغة : 3 / 18 ) : « وقد بلغني تنمرك لبني تميم وغلظتك عليهم ، وإن بني تميم لم يغب لهم نجم إلا طلع لهم آخر وإنهم لم يسبقوا بوِغم ( ثأر ) في جاهلية ولا إسلام .
وإن لهم بنا رحماً ماسة وقرابة خاصة ، نحن مأجورون على صلتها ومأزورون على قطيعتها . فأربع ( انتبه ) أبا العباس رحمك الله فيما جرى على لسانك ويدك من خير وشر ، فإنا شريكان في ذلك وكن عند صالح ظني بك ، ولا يفيلن رأيي فيك . والسلام » .
وفي الخصال / 227 ، عن الإمام الرضا ( عليه السلام ) قال : « إن رسول الله كان يحب أربع قبائل : كان يحب الأنصار ، وعبد القيس ، وأسلم ، وبني تميم . وكان يبغض : بني أمية ، وبني حنيفة ، وبني ثقيف ،
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 22 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
وبني هذيل . وكان ( صلى الله عليه وآله ) يقول : لم تلدني أم بكرية ولا ثقفية . وكان يقول : في كل حي نجيب ، إلا في بني أمية » .
وعندما وفَدَ عليه قيس بن عاصم المنقري في نفر من بني تميم قال عنه النبي ( صلى الله عليه وآله ) : هذا سيد أهل الوبر » . ( أمالي المرتضى / 172 ) .
وروي عنه ( صلى الله عليه وآله ) أن قائد قوات الإمام المهدي المنتظر ( عليه السلام ) هو شعيب بن صالح من بني تميم ، وأنه قال : « تخرج راية من خراسان ، ثم تخرج أخرى ثيابهم بيض ، على مقدمتهم رجل من تميم يوطئ للمهدي سلطانه » . ( معجم الإمام المهدي : 1 / 137 ، و 351 ) .
وروي أنه يقاتل السفياني حتى يخرجه من الكوفة ، ثم يكون قائد جيش المهدي ( عجل الله تعالى فرجه الشريف ) إلى دمشق والقدس . ( المصدر السابق : 1 / 355 ) .
ورووا أن عمر بن الخطاب ومعاوية كانا يذمان بني تميم ، فقد ذكر الذهبي في سير أعلام النبلاء ( 4 : 91 ) : أن عمر ذمهم فقام الأحنف فقال : يا أمير المؤمنين أئذن لي . قال : تكلم ، فقال الأحنف : إنك ذكرت تميماً فعممتهم بالذم ، وإنما هم من الناس فيهم الصالح والطالح . فقال عمر : صدقت » .
وروى ابن أبي الحديد : أن معاوية قال للأحنف بن قيس وجارية بن قدامة ورجال من سعد معهما ، كلاماً أحفظهم ( أغضبهم ) فردوا عليه بجواب مقذع ( مؤلم ) وكانت امرأة معاوية في دار قريبة
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 23 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
فسمعت كلامهم ، فلما خرجوا جاءت إلى معاوية فقالت له : لقد سمعت من هؤلاء الأجلاف كلاماً تلقوك به فلم تنكر ، فكدت أن أخرج إليهم فأسطو بهم ! ( شرح نهج البلاغة : 15 / 133 ) .
وأهم هذه الأحاديث في مدح بني تميم : حديث أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وقصده بالرحم خؤولتهم لبني هاشم .

2 - أكثم بن صيفي صديق أبي طالب ( عليه السلام )

وهو أكثم بن صيفي بن رباح بن الحارث بن مخاشن بن معاوية بن شريف بن جروة بن أسيد بن عمرو بن تميم . ( الإصابة : 1 / 350 ) .
وهو سيد بني تميم وحكيم العرب وأحد شخصياتها البارزة . وروي أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) بعث إليه برسالة يدعوه إلى الإسلام ، كما بعث إلى الملوك ، ونص الرسالة : « بسم الله الرحمن الرحيم . من رسول الله محمد إلى أكثم بن صيفي ، أحمد الله إليك ، إن الله أمرني أن أقول لا إله إلا الله ، أقولها وآمر الناس بها ، والخلق خلق الله ، والأمر كله لله ، خلقهم وأماتهم وهو ينشرهم وإليه المصير ، أدبتكم بآداب المرسلين ، ولتسألن عن النبأ العظيم ، ولتعلمنَّ نبأه بعد حين » . فبعث أكثم رجلين من قومه ليطَّلعا على دعوة النبي ( صلى الله عليه وآله ) فقصدا يثرب فلما وصلا قالا للنبي ( صلى الله عليه وآله ) : نحن رسولا
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 24 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
أكثم بن صيفي ، وهو يسألك من أنت وما أنت وبما جئت ؟ فقال ( صلى الله عليه وآله ) : أنا محمد بن عبد الله وأنا عبد الله ورسوله ، ثم تلا عليهم : إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ . فرجعا إلى أكثم وأخبراه بما قاله ( صلى الله عليه وآله ) فقال : يا قوم أراه يأمر بمكارم الأخلاق وينهى عن ملائمها ( ما فيه لوم ) فكونوا في هذا الأمر رؤساء ، ولا تكونوا فيه أذناباً ، وكونوا فيه أولاً ، ولا تكونوا فيه آخراً » ( الإستيعاب : 1 / 146 ) .
فحزم أمره إلى المسير إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) في مئة من قومه ، فأدركه الموت قبل أن يصل إلى يثرب ، لذا ذكر المفسرون ( الميزان : : 5 / 57 ) أنه المعني بقوله تعالى : وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللهِ .
وقد عرف بالحكمة وسمي بحكيم العرب ، ورويت عنه حكم كثيرة ، وسئل ممن تعلمت الحكمة والحلم والسيادة ؟ فقال : من حليف الحلم والأدب ، وسيد العجم والعرب ، أبي طالب بن عبد المطلب » ( البحار : 35 / 134 ) وكان معجباً بأبي طالب وأولاد عبد المطلب ( عليه السلام ) .
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 25 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
ففي المنمق / 34 ، لابن حبيب : « ذكروا أن أكثم بن صيفي قال : دخلت البطحاء بطحاء مكة فإذا أنا ببني عبد المطلب يخترقونها كأنهم أبرجة الفضة ، وكأن عمائمهم نوق الرجال ألوية ، يلحفون الأرض بالحبرات ( ثيابهم طويلة ) فقال أكثم : يا بني تميم ، إذا أراد الله أن ينشئ دولة أنبت لها مثل هؤلاء ، هذا غرس الله لا غرس الرجال ! قال هشام : لم يكن في العرب عدة بني عبد المطلب أشرف منهم ولا أجسم ، ليس منهم رجل إلا أشم العرنين يشرب أنفه قبل شفتيه ، ويأكل الجذع ويشرب الفرق » .
يقصد أنهم ضخام يأكل أحدهم خروفاً ويشرب سطل لبن .
وقال الصدوق في كمال الدين / 570 : « وعاش أكثم بن صيفي أحد بني أسد بن عمرو بن تميم ، ثلاث مائة وستين سنة ، وقال بعضهم مائة وتسعين سنة . . . فقال في ذلك :

وإن امرءً قد عاش تسعين حجةً * إلى مائة لم يسأم العيش جاهلُ
خلت مائتان غير ست وأربعٍ * وذلك من عد الليالي قلائلُ

وقال محمد بن سلمة : أقبل أكثم بن صيفي يريد الإسلام فقتله ابنه عطشاً فسمعت أن هذه الآية نزلت فيه : وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللهِ . ولم تكن
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 26 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
العرب تقدم عليه أحداً في الحكمة ، وإنه لما سمع برسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بعث ابنه حليساً فقال : يا بني إني أعظك بكلمات فخذ بهن من حين تخرج من عندي إلى أن ترجع إلي : إئت نصيبك في شهر رجب فلا تستحله فيستحل منك ، فإن الحرام ليس يحرم نفسه وإنما يحرمه أهله ، ولا تمرن بقوم إلا نزلت عند أعزهم وأحدث عقداً مع شريفهم ، وإياك والذليل فإنه أذل نفسه ولو أعزها لأعزه قومه ، فإذا قدمت على هذا الرجل فإني قد عرفته وعرفت نسبه ، وهو في ( خير ) بيت من قريش وهي أعز العرب ، وهو أحد رجلين إما ذو نفس أراد ملكاً ، فخرج للملك بعزه فوقره وشرفه وقم بين يديه ، ولا تجلس إلا بإذنه حيث يأمرك ويشير إليك ، فإنه إن كان ذلك كان أدفع لشره عنك وأقرب لخيره منك . فإن كان نبياً فإن الله لا يحس فيتوهم ولا ينظر فيتجسم ، وإنما يأخذ الخيرة حيث يعلم ، لا يخطئ فيستعتب إنما أمره على ما يحب .
وإن كان نبياً فستجد أمره كله صالحاً وخبره كله صادقاً وستجده متواضعاً في نفسه متذللاً لربه ، فذل له فلا تحدثن أمراً دوني ، فإن الرسول إذا أحدث الأمر من عنده خرج من يدي الذي أرسله ، واحفظ ما يقول لك إذا ردك إلي ، فإنك لو توهمت أو نسيت جشمتني رسولا غيرك . وكتب معه : باسمك اللهم .
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 27 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
من العبد إلى العبد ، أما بعد : فأبلغنا ما بلغك ، فقد أتانا عنك خبر لا ندري ما أصله ، فإن كنت أريت فأرنا ، وإن كنت علمت فعلمنا ، وأشركنا في كنزك . والسلام .
فكتب إليه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فيما ذكروا : من محمد رسول الله إلى أكثم بن صيفي : أحمد الله إليك . إن الله تعالى أمرني أن أقول : لا إله إلا الله وآمر الناس بقولها ، والخلق خلق الله عز وجل والأمر كله لله ، خلقهم وأماتهم وهو ينشرهم وإليه المصير ، أدبتكم بآداب المرسلين ، ولتسألن عن النبأ العظيم ، ولتعلمن نبأه بعد حين . فلما جاءه كتاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال لابنه : يا بني ماذا رأيت ؟ قال : رأيته يأمر بمكارم الأخلاق ، وينهى عن ملائمها . فجمع أكثم بن صيفي إليه بني تميم ثم قال : يا بنى تميم لا تحضروني سفيهاً فإن من يسمع يَخَلْ ، ولكل إنسان رأي في نفسه ، وإن السفيه واهن الرأي وإن كان قوى البدن ، ولا خير فيمن لا عقل له . يا بنى تميم ، كبرت سنى ودخلتني ذلة الكبر ، فإذا رأيتم مني حسناً فأتوه وإذا أنكرتم منى شيئاً فقوموني بالحق أستقم له ، إن ابني قد جاءني وقد شافه هذا الرجل فرآه يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، ويأخذ بمحاسن الأخلاق ، وينهى عن ملائمها ، ويدعوا إلى أن يعبد الله وحده ، وتخلع الأوثان ويترك
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 28 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
الحلف بالنيران . ويذكر أنه رسول الله وأن قبله رسلاً لهم كتب ، وقد علمت رسولاً قبله كان يأمر بعبادة الله عز وجل وحده . إن أحق الناس بمعاونة محمد ومساعدته على أمره أنتم ، فإن يكن الذي يدعو إليه حقاً فهو لكم ، وإن يك باطلاً كنتم أحق من كف عنه وستر عليه . وقد كان أسقف نجران يحدث بصفته ، ولقد كان سفيان بن مجاشع قبله يحدث به وسمى ابنه محمداً ، وقد علم ذوو الرأي منكم أن الفضل فيما يدعو إليه ويأمر به ، فكونوا في أمره أولاً ولا تكونوا أخيراً ، اتبعوه تشرفوا ، وتكونوا سنام العرب ، و أتوه طائعين من قبل أن تأتوه كارهين ، فإني أرى أمراً ما هو بالهويني ، لا يترك مصعداً إلا صعده ، ولا منصوباً إلا بلغه إن هذا الذي يدعوا إليه لو لم يكن ديناً ، لكان في الأخلاق حسناً . أطيعوني واتبعوا أمري ، أسأل لكم ما لا ينزع منكم أبداً ، إنكم أصبحتم أكثر العرب عدداً ، وأوسعهم بلداً ، وإني لأرى أمراً لا يتبعه ذليل إلا عز ، ولا يتركه عزيز إلا ذل ، اتبعوه مع عزكم تزدادوا عزاً ، ولا يكن أحد مثلكم . إن الأول لم يدع للآخر شيئاً وإن هذا أمر لما هو بعده من سبق إليه فهو الباقي ، واقتدى به الثاني ، فأصرموا أمركم فإن الصريمة قوة ، والاحتياط عجز . . .
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 29 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
وكتبت طئ إلى أكثم فكانوا أخواله ، وقال آخرون : كتبت بنو مرة وهم أخواله ، أن أحدث إلينا ما نعيش به فكتب :
أما بعد : فإني أوصيكم بتقوى الله وصلة الرحم ، فإنها تثبت أصلها ، وتنبت فرعها ، وأنهاكم عن معصية الله وقطيعة الرحم ، فإنها لا يثبت لها أصل ولا ينبت لها فرع ، وإياكم ونكاح الحمقاء فإن مباضعتها قذر وولدها ضياع ، وعليكم بالإبل فأكرموها فإنها حصون العرب ، ولا تضعوا رقابها إلا في حقها ، فإن فيها مهر الكريمة ورقوء الدم ، وبألبانها يتحف الكبير ويغذى الصغير ، ولو كلفت الإبل الطحن لطحنت ، ولن يهلك امرء عرف قدره ، والعدم عدم العقل ، والمرء الصالح لا يعدم المال ، ورب رجل خير من مائة ، ورب فئة أحب إلي من قبيلتين ، ومن عتب على الزمان طالت معتبته ومن رضي طابت معيشته . . .
وفي السنة التاسعة دخلت تميم في الإسلام ، وجاء وفدها إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) وهم سبعون أو ثمانون رجلاً ، وعلى رأسهم عطارد بن حاجب بن زرارة ، والأقرع بن حابس ، والزبرقان بن بدر ، وعمرو بن الأهتم ، وقيس بن عاصم .
وزعم بعضهم كما في رواية أحمد مسنده ( 3 / 488 ) والطبري في تفسيره ( 1 / 320 ) أن قوله تعالى : إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 30 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
لا يَعْقِلُونَ . نزلت فيهم ، لأنهم أخذوا ينادون رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بصوت عال من وراء الحجرات ! لكن المفيد ( رحمه الله ) قال في المسائل العكبرية / 51 : « نزلت في واحد بعينه نادى النبي ( صلى الله عليه وآله ) » !
وقال السيد الحميري إنه جد القاضي سوار ، عندما شكاه إلى المنصور العباسي فقال ، كما في الفصول المختارة للشريف المرتضى / 92 :

يا أمين الله يا منصور يا خيره الولاة * إن سوار بن عبد الله من شر القضاة
نعثلي جملي لكم غير موات * جده سارق عنز فجرة من فجرات
والذي كان ينادي من وراء الحجرات * يا هنات اخرج إلينا إننا أهل هنات
فاكفنيه لا كفاه الله شر الطارقات * سن فينا سنناً كانت مواريث الطغاة

* *
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 31 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

الفصل الثالث : موقف بني تميم بعد وفاة النبي ( صلى الله عليه وآله )

مالك بن نويرة يرفض بيعة أبي بكر

كان مالك بن نويرة بن جمرة بن شداد بن عبد بن ثعلبة بن يربوع التميمي اليربوعي ، هامة الشرف في بني تميم ، وعرنين المجد في بني يربوع ، من علية العرب ، وممن تضرب الأمثال بفتوته نجدة وكرماً وحفيظة وشجاعة وبطولة ، أسلم وأسلم معه بنو يربوع بإسلامه ، وولاه النبي ( صلى الله عليه وآله ) صدقات قومه . ( النص والاجتهاد / 116 ) .
وفي الفضائل لشاذان بن جبرئيل القمي / 75 : « قال البراء بن عازب بينا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) جالس في أصحابه إذا أتاه وافد من بني تميم مالك بن نويرة ، فقال : يا رسول الله علمني الإيمان . فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأني رسول الله ، وتصلي الخمس ، وتصوم رمضان ، وتؤدي الزكاة وتحج البيت ،
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 32 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
وتوالي وصيي هذا من بعدي ، وأشار إلى علي ( عليه السلام ) بيده ، ولا تسفك دماً ، ولا تسرق ، ولا تخون ، ولا تأكل مال اليتيم ، ولا تشرب الخمر ، وتوفى بشرائعي ، وتحلل حلالي ، وتحرم حرامي ، وتعطي الحق من نفسك للضعيف والقوي ، والكبير والصغير ، حتى عد عليه شرائع الإسلام .
فقال يا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أعد عليَّ فإني رجل نَسَّاء ، فأعاد عليه ، فعقدها بيده ، وقام وهو يجر إزاره وهو يقول : تعلمت الإيمان ورب الكعبة ، فلما بعد من رسول الله قال ( صلى الله عليه وآله ) : من أحب أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا الرجل !
فقال أبو بكر وعمر : إلى من تشير يا رسول الله ؟ فأطرق إلى الأرض ، فجدَّا في السير فلحقاه فقالا : لك البشارة من الله ورسوله بالجنة . فقال : أحسن الله تعالى بشارتكما إن كنتما ممن يشهد بما شهدت به فقد علمتما ما علمني النبي محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، وإن لم تكونا كذلك ، فلا أحسن الله بشارتكما .
فقال أبو بكر : لا تقل ، فأنا أبو عائشة زوجة النبي ( صلى الله عليه وآله ) ! قال : قلت ذلك ، فما حاجتكما ؟ قالا : إنك من أصحاب الجنة فاستغفر لنا ، فقال : لا غفر الله لكما ، تتركان رسول الله صاحب الشفاعة ،
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 33 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
وتسألاني أستغفر لكما ، فرجعا والكآبة لائحة في وجهيهما ، فلما رآهما رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) تبسم ، وقال : أفي الحق مغضبة ؟ !
فلما توفى رسول الله ورجع بنو تميم إلى المدينة ومعهم مالك بن نويرة ، فخرج لينظر من قام مقام رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فدخل يوم الجمعة وأبو بكر على المنبر يخطب بالناس ، فنظر إليه وقال : أخو تيم ؟ ! قالوا : نعم . قال : فما فعل وصي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الذي أمرني بموالاته ؟ قالوا : يا أعرابي الأمر يحدث بعده الأمر !
قال : بالله ما حدث شئ ، وإنكم قد خنتم الله ورسوله ( صلى الله عليه وآله ) ! ثم تقدم إلى أبى بكر وقال : من أرقاك هذا المنبر ووصي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) جالس ؟ فقال أبو بكر : أخرجوا الأعرابي البوال على عقبيه من مسجد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) !
فقام إليه قنفذ بن عمير وخالد بن الوليد ، فلم يزالا يلكزان عنقه حتى أخرجاه ، فركب راحلته وأنشأ يقول :

أطعنا رسول الله ما كان بيننا * فيا قوم ما شأني وشأن أبي بكر
إذا مات بكر قام عمرٌو ومقامه * فتلك وبيت الله قاصمة الظهر
يدب ويغشاه العشار كأنما * يجاهد جماً أو يقوم على قبر
فلو قام فينا من قريش عصابة * أقمنا ولكن القيام على جمر

- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 34 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
قال : فلما استتم الأمر لأبي بكر وجه خالد بن الوليد وقال له : قد علمت ما قاله مالك على رؤس الأشهاد ، ولست آمن أن يفتق علينا فتقاً لا يلتئم ، فاقتله ! فحين أتاه خالد ، ركب جواده وكان فارساً يعد بألف ، فخاف خالد منه فآمنه وأعطاه المواثيق ، ثم غدر به بعد أن ألقى سلاحه ، فقتله وأعرس بامرأته في ليلته ، وجعل رأسه في قدر فيها لحم جزور لوليمة عرسه ، وبات ينزو عليها نزو الحمار » !
كان مالك بن نويرة ( رحمه الله ) مطمئناً إلى أن كتيبة خالد بن الوليد التي تحركت من المدينة لا تقصده ، ولو أراد المواجهة لأمر أتباعه بالتجمع لا بالتفرق ! فباغته خالد إلى البطاح : « فلم يجد بها أحداً وكان مالك قد فرقهم ونهاهم عن الاجتماع ، وقال : يا بني يربوع إنا دعينا إلى هذا الأمر ، فأبطأنا عنه فلم نفلح ، وقد نظرت فيه فرأيت أن الأمر لا يتأتى بغير سياسة ، وإذا الأمر لا يسوسه الناس فإياكم ومناوأة القوم ، فتفرقوا وادخلوا في هذا الأمر ، فتفرقوا على ذلك ، فلما قدم خالد البطاح بث السرايا . . . فجاءته الخيل بمالك بن نويرة ونفر من بني ثعلبة بن يربوع ، فاختلفت السرية فيهم ، وكان فيهم أبو قتادة الأنصاري وكان ممن شهد أنهم أذَّنوا وأقاموا وصلُّوا ، فأمر خالد بحبسهم وكانت ليلة باردة فقال
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 35 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
خالد : أدفئوا أسراكم ، وهي تعني القتل في لغة كنانة ، فقتل ضرار بن الأزور مالكاً » ! ( الكامل لابن الأثير : 2 / 364 ) .
وروي أن خالد بن الوليد طمع بامرأة مالك لما رأى جمالها ، فقتله وتزوجها في نفس الليلة . ( تاريخ اليعقوبي : 2 / 131 ) .
وعمد إلى التمثيل بجثة مالك ومن معه ، وهذا يدل على أنه كان يضمر حقداً ، فقد قطع رؤوسهم وجعلها أثافي للقدور ( جعلها تحت القدور ونصبها عليها ) وترك جثثهم عارية في الصحراء ، حتى جاء المنهال التميمي أبو زوجة مالك فغطاه ، وأصحابه ببعض الثياب . ( الإصابة : 6 / 249 ) .
ولما قتل خالد مالكاً واستباح زوجته ، كان في عسكره أبو قتادة الأنصاري ، فركب فرسه والتحق بأبي بكر وحلف ألا يسير في جيش تحت لواء خالد أبداً ، فقصَّ على أبي بكر القصة فقال : لقد فتنت الغنائم العرب ، وترك خالد ما أمرته ! فقال عمر : إن عليك أن تقيده بمالك ، فسكت أبو بكر ! ( شرح النهج : 1 / 179 ) .
وفي تاريخ الطبري : 2 / 504 : « فلما بلغ قتلهم عمر بن الخطاب تكلم فيه عند أبي بكر فأكثر وقال : عدو الله عدا على امرئ مسلم فقتله ، ثم نزا على امرأته ! وأقبل خالد بن الوليد قافلاً حتى دخل المسجد وعليه قباء له عليه صدأ الحديد معتجرا بعمامة له قد غرز
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 36 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
في عمامته أسهماً ، فلما أن دخل المسجد قام إليه عمر ، فانتزع الأسهم من رأسه فحطمها ، ثم قال : أرئاء قتلت امرءً مسلماً ، ثم نزوت على امرأته ، والله لأرجمنك بأحجارك !
ولا يكلمه خالد بن الوليد ، ولا يظن إلا أن رأى أبى بكر على مثل رأى عمر فيه ، حتى دخل على أبى بكر ، فلما أن دخل عليه أخبره الخبر واعتذر إليه فعذره أبو بكر وتجاوز عنه ما كان في حربه تلك ! قال : فخرج خالد حين رضى عنه أبو بكر وعمر جالس في المسجد ، فقال : هلمَّ إليَّ يا ابن أم شملة ! قال فعرف عمر أن أبا بكر قد رضى عنه فلم يكلمه ودخل بيته » !
وأم شملة هي حنتمة أم عمر ، تحقيراً لها بأنها من فقرها كانت تلبس إزاراً غير ساتر ، وكان خالد لا يقبل أنها من بني مخزوم !
* *
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 37 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

الفصل الرابع : تنبؤ الأسود العنسي وطليحة وسجاح

1 - لم يؤيد بنو تميم المتنبئين

ادعى مسيلمة الحنفي النبوة في اليمامة في زمن النبي ( صلى الله عليه وآله ) وسمَّاه رسول الله بالكذاب . وحنيفة قبيلة من قبائل بكر بن وائل ( معجم قبائل العرب : 1 / 127 ) وعدُّهم من تميم اشتباه .
كما تنبأ عبهلة بن كعب العنسي المذحجي ، المعروف بالأسود العنسي في اليمن ، وكان كاهناً مشعوذاً فوثب في نجران وزعم أنه نبي ، فتبعته جماعة من مذحج ، ثم جاء إلى صنعاء واستولى عليها بعد أن قتل واليها من قبل النبي ( صلى الله عليه وآله ) شهر بن بادان ، ثم استولى على عدن ومدن أخرى وعظم أمره ، وعامله المسلمون بالتقية . وبعث النبي ( صلى الله عليه وآله ) إلى يعلى بن أمية وفيروز الديلمي وهو من مسلمة الفرس ، فقتلوا الأسود العنسي . ( معجم البلدان : 3 : 255 )
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 38 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
كما ادعى النبوة طليحة الأسدي ، وتجمع المسلمون لقتاله ، لكن جاءهم خبر وفاة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) . ( الكامل : 2 / 343 ) .
ثم تنبَّأت سجاح بنت الحارث بن سويد اليربوعي التميمية ، وكان أبوها تنصَّر وسكن الجزيرة ، وهي بين دجلة والفرات شمال غرب العراق . وأمها من بني تغلب تزوجها أبوها وعاش معهم فولدت له سجاحاً ، وكانت متكهنة تزعم أنها كسطيح وابن سلمة والمأمون الحارثي وغيرهم من الكهان .
ثم ادَّعت سجاح النبوة بعد وفاة النبي ( صلى الله عليه وآله ) واستجاب لها بعض الناس من تغلب وبني النمر وأياد وشيبان وكلهم من ربيعة ، فتركوا النصرانية ودخلوا معها في أمرها ، فجاءت بهم من الجزيرة إلى بلاد قومها تميم ، لتغزو بهم المدينة المنورة ، فلما وصلت الحزن ( وهي أرض خشنة لبني يربوع قريبة من الكوفة - معجم البلدان : 2 / 255 ) أرسلت إلى مالك بن نويرة وهو على بني يربوع ، والى وكيع بن مالك وهو على بني مالك بن حنظلة تدعوهما إلى الموادعة ، فوادعوها وشرطوا عليها أن لا تعبر بجيشها من أراضيهم ، فتوجهت نحو بني حنيفة في اليمامة وفيها مسيلمة الكذاب ، فأرسل لها رسولاً يخبرها عن رغبته باللقاء بها ، فأعطته الأمان
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 39 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
فزارها في أربعين من بني حنيفة ، ثم بادلته الزيارة ، ثم ما لبثا أن تزوجا واعترفت له بالنبوة . فقاتلهما المسلمون وقتلوهما .
وفي هذه المدة ثبت بنو تميم على الإسلام ، وقد مات النبي ( صلى الله عليه وآله ) وله عمال على صدقاتهم هم : الزبرقان بن بدر على صدقات الرباب ( معجم البلدان : 2 : 275 ) وعوف والأبناء وهم عدة قبائل من تميم : عبشمس ، عوافة ، عوف ، جشم ، مالك ، بني عمرو بن سعد بن زيد مناة ، وسهم بن منجاب وقيس بن عاصم على البطون كالحبطات ، وبني امرئ القيس ، وبني صريم ، وبني الحارث ، ومقاعس .
وصفوان بن صفوان على بهدى ، وهي قرية ذات نخل باليمامة ( معجم البلدان : 1 / 514 ) وقيل على بني عمرو ( الإصابة : 3 / 350 ) وسبرة بن عمرو على خضم ، وهو ماء لبني العنبر بن عمرو بن تميم . ( معجم البلدان : 2 / 377 ) .
وروي أن قيس بن عاصم قسم صدقات قومه على فقرائهم وعندما طالبه مبعوث أبي بكر بها دفعها من ماله ( الطبري : 2 / 522 ) .
وروى ابن عباس أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) بعث صلصال بن شرحبيل إلى صفوان بن صفوان التميمي ، ووكيع بن عدس الداري ، وغيرهم يحضهم على قتال أهل الردة ( الطبري : 2 / 495 ) وهو يدل على أنهم لم
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 40 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
يكونوا مرتدين ، بل قاوموا الارتداد ، وأن النبي ( صلى الله عليه وآله ) كان يثق بحسن إسلامهم .
وقد شارك بنو تميم في قتال مسيلمة الكذاب ، وكان قائد الجيش الذي قاتل مسيلمة سبرة بن عمرو العنبري التميمي واستخلفه قائد الجيش على اليمامة بعد مقتل مسيلمة ( الإصابة : 3 / 350 ) .
وذكر الطبري : 2 / 522 ، أن عوفاً والأبناء أطاعوا الزبرقان بن بدر فثبتوا على إسلامهم ، وذبوا عنه .
فهؤلاء سادة بني تميم وزعماؤها ، ومثلهم أتباعهم إلا من شذ .
* *
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 41 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

الفصل الخامس : نصرة بني تميم لأهل البيت ( عليهم السلام )

1 - مشاركتهم في حرب الجمل

عندما توجه أمير المؤمنين ( عليه السلام ) إلى البصرة لإخماد فتنة أصحاب الجمل ، بعث إلى الكوفة يستنهض المسلمين ، فجاءته أمداد الكوفة في اثني عشر ألف مقاتل ، وكان ثلاثة آلاف منهم من بني تميم ، وعلى رأسهم بطل الإسلام معقل بن قيس الرياحي .
أما تميم البصرة فكانت ظروفهم مختلفة ، بسبب الضغوط النفسية والاجتماعية التي مارسها طلحة والزبير على أهل البصرة عموماً ، وعلى بطون تميم وقادتها خصوصاً .
وقد أقنع رئيسهم الأحنف بن قيس من كان قريباً منه بأن لا ينساقوا خلف الدعايات ولا ينضموا إلى جيش عائشة والناكثين ،
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 42 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
وخرج في أربعة آلاف من بني سعد إلى وادي السباع ، وأرسل إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يطلب أمره .
وخالف هلال بن وكيع أمر الأحنف فبايع أصحاب الجمل ، فقد بعث طلحة والزبير إلى هلال ليأتيهما ، فرفض ، فجاءاه إلى داره لكنه توارى عنهما فعذلته أمُّه ولم تزل تقنعه وتعنِّفه حتى خرج إليهما وبايعهما وتبعه بنو عمرو بن تميم وبنو حنظلة ، إلا بني يربوع فإن عامتهم كانوا شيعةً لعلي ( عليه السلام ) . ( شرح النهج : 9 / 320 ) .
فكانت تميم الكوفة كلها مع الإمام ( عليه السلام ) ، أما تميم البصرة فانقسمت إلى ثلاث فرق : فرقة معه وهم بنو يربوع ، وفرقة لازمت الحياد مع الأحنف وهم بنو سعد وكانوا الأكثرية ، وبنو عمرو وبنو حنظلة ، صاروا إلى جانب أصحاب الجمل .
وعندما صار ابن عباس ( رحمه الله ) والياً على البصرة ، أراد أن يعاقب بني تميم لوقوف قسم منهم مع أصحاب الجمل ، فكتب له أمير المؤمنين ( عليه السلام ) رسالة يمنعه من ذلك ، ويمدح فيها بني تميم ، كما سيأتي .
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 43 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

2 - مشاركة بني تميم في حرب صفين

في حرب صفين كانت تميم إلى جانب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وكذا بقية القبائل حتى ضبَّة والأزد الذين كانوا من أشد الناس دفاعاً عن عائشة وطلحة والزبير ، وقتل منهم خلق كثير في معركة الجمل .
قال الثقفي في الغارات ( 1 / 52 ) : « استنفر علي ( عليه السلام ) أهل البصرة إلى حرب معاوية ، وأجاب الناس إلى المسير ونشطوا وخفوا ، فاستعمل ابن عباس أبا الأسود الدؤلي على البصرة ، وخرج حتى قدم على علي ( عليه السلام ) ومعه رؤوس الأخماس : عمرو بن مرجوم العبدي على عبد قيس ، وصبرة بن شيمان الأزدي على الأزد ، والأحنف بن قيس على تميم وضبة والرباب » .
وقد جعل علي ( عليه السلام ) مضر الكوفة والبصرة وتميماً في القلب ، وجعل على الميمنة قبائل اليمن ، وجعل على الميسرة قبيلة ربيعة ، كما قسم سادات تميم على الشكل الآتي :
جعل الأحنف بن قيس على تميم البصرة ، أي قائداً عاماً لتميم البصرة جميعاً . وجعل جارية بن قدامة السعدي على سعد ورباب
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 44 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
البصرة . وجعل أعين بن ضبيعة على بني عمرو وبني حنظلة البصرة . وجعل عمير بن عطارد على تميم الكوفة ، كما صنع مع الأحنف . وعلى عمرو وحنظلة الكوفة شبث بن ربعي . وعلى بني سعد الكوفة والرباب منها الطفيل أبا صريمة . وجعل مسعود الفدكي التميمي على قرَّاء البصرة . ( شرح النهج : 4 / 27 ) .

3 - التميميون من شهداء كربلاء

أجبر عبيد الله بن زياد ببطشه قبائل الكوفة من بني تميم وغيرها على الخروج إلى حرب الحسين ( عليه السلام ) ، فهدد من تخلف بالقتل ، وبث الجواسيس والعيون لإخباره بمن تخلف !
قال الدينوري في الأخبار الطوال / 254 : « وكان ابن زياد إذا وجه الرجل إلى قتال الحسين في الجمع الكثير ، يصلون إلى كربلاء ، ولم يبق منهم إلا القليل ، كانوا يكرهون قتال الحسين ، فيرتدعون ، ويتخلفون . فبعث ابن زياد سويد بن عبد الرحمن المنقري في خيل إلى الكوفة ، وأمره أن يطوف بها ، فمن وجده قد تخلف أتاه به . فبنيا هو يطوف في أحياء الكوفة إذ وجد رجلاً من أهل الشام قد كان قدم الكوفة في طلب ميراث له ، فأرسل به إلى ابن زياد ، فأمر به ، فضربت عنقه . فلما رأى الناس ذلك خرجوا » .
ويمكن تقسيم الذين خرجوا لحرب الحسين إلى أربع فئات :
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 45 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
1 : جند الشام الذي كان مرابطاً في الكوفة ، فالحكومة الأموية كان عندها قطعات من جيش الشام ترابط في الكوفة وحولها .
قال ابن أعثم في الفتوح ، بعد أن أورد خطبة ابن زياد التي وعد فيها بزيادة العطاء للمقاتلين : « ثم نزل المنبر ، ووضع لأهل الشام العطاء فأعطاهم ، ونادى فيهم بالخروج إلى عمر بن سعد ليكونوا عونا له على قتال الحسين » . ( الفتوح : بن أعثم الكوفي : 5 : 89 ) .
وبعض أسماء هؤلاء الشاميين معروفة في التاريخ ، كبكر بن حمران الأحمري ، الذي تولى قتل مسلم بن عقيل ( عليه السلام ) ، والحصين بن نمير السكوني ، أحد قادة عمر بن سعد في كربلاء .
2 : شخصيات من قريش وحلفائها كانت تسكن الكوفة ، ومن هؤلاء عمر بن سعد ورهطه ، وعمرو بن حريث المخزومي ، ومسلم بن عمرو الباهلي ، صاحب القربة التي أبى أن يسقي منها مسلم بن عقيل ، وغيرهم .
3 : شيعة آل أبي سفيان ، وقد سمى الإمام الحسين ( عليه السلام ) كل جيش ابن سعد في كربلاء بهذا الاسم ، وكثير منهم من الأصل مع معاوية وبني أمية ، وكانوا من قبائل مختلفة .
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 46 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
4 : بعض الناس الذين كان عندهم محبة لأهل البيت ( عليهم السلام ) لكن اعتراهم ضعف وخوف من بطش بني أمية ، فشاركوا في جيش يزيد إلى قتال الحسين ( عليه السلام ) . لكنهم سرعان ما شعروا بالندم بعد استشهاد الحسين ( عليه السلام ) ، وعادت لهم بصيرتهم ، فتوالت ثوراتهم ضدَّ بني أمية مع سليمان بن صرد ، ثم مع المختار بن أبي عبيدة الثقفي ، ثم مع زيد بن علي ( عليه السلام ) ، بل كان ثأر الحسين ( عليه السلام ) هو المحرك الأساسي لثورتهم مع الخراسانيين ، فيما عرف بالثورة العباسية ، فقد كان شعارها : يا لثارات الحسين .
وقد شارك بنو تميم بفعالية في ثورة التوابين ، ثم في ثورة المختار بن أبي عبيد الثقفي ، وتتبعوا معه قتلة الحسين ( عليه السلام ) في الكوفة ، كعمر بن سعد وشمر وخولي وسنان وحرملة ، فقتل منهم عددٌ كبير ، وفرَّ آخرون إلى الشام والبصرة .
ثم خرج إبراهيم بن مالك الأشتر ( رحمه الله ) لقتال جند الشام في معركة في الموصل ، وكان على ربع تميم وهمدان في هذه المعركة قيس بن عاصم الهمداني ، وحبيب بن منقذ الهمداني . وهُزم الشاميون شرَّ هزيمة وقتل عبيد الله بن زياد . ( أمالي الطوسي / 241 ) .
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 47 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
والنتيجة : أنه نظراً لكثرة بني تميم ، فقد كان منهم كثرة في جيش يزيد ، لكن كان منهم أبرار فازوا بشرف الشهادة مع الحسين ( عليه السلام ) ، وأولهم الحر بن يزيد الرياحي ( رحمه الله ) .

4 - الحر بن يزيد الرياحي

أحد القادة المشهورين والفرسان المبرزين من بني رياح بن يربوع ، ورد اسمه والسلام عليه في الزيارتين الناحية والرجبية ، وذكرته كافة المصادر السنية والشيعية .
ولم يكن الحر من الذين راسلوا الحسين ( عليه السلام ) ، بل كان قائداً على ألف فارس أرسلهم عبيد الله بن زياد ، لاعتراض الحسين ( عليه السلام ) ومنعه من دخول الكوفة ، فالتقى به عند جبل ذي حسم ، وأخذ يسايره ويمنعه من التوجه حيث أراد ، حتى نزل في كربلاء .
وكان الحر مؤدباً في خطابه مع الإمام ( عليه السلام ) رغم أنه كان قائد جيش معادٍ ، وكان يصلي وأصحابه بصلاته . ( الفتوح : 5 / 76 ) .
وفي يوم عاشوراء عندما رأى الحر ضلال عمر بن سعد وأميره ابن زياد ، انحاز قبل المعركة إلى معسكر الحسين ( عليه السلام ) معلناً توبته ، وقاتل قتال الأبطال ، وهو يقول :

إني أنا الحر ومأوى الضيف * أضرب في أعناقكم بالسيف

- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 48 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

عن خير من حلَّ بوادي الخيف * أضربكم ولا أرى من حيف

( مناقب آل أبي طالب : 3 / 250 )
ثم شدَّت عليه الرجالة فصرعته فاحتمله أصحاب الحسين ( عليه السلام ) حتى وضعوه بين يديه أمام الفسطاط الذي كانوا يقاتلون دونه وبه رمق ، فجعل الحسين يمسح الدم والتراب عن وجهه ، وهو يقول : « أنت الحر كما سمتك أمك ، أنت الحر في الدنيا ، وأنت الحر في الآخرة » . ورثاه بعضهم وقيل علي بن الحسين ( عليه السلام ) :

لنعم الحرُّ حُرُّ بني رياحِ * صبورٌ عند مُشْتَبَكِ الرِّماح
ونعم الحر إذ واسى حسيناً * فجاد بنفسه عند الصياح

( أعيان الشيعة : 4 / 614 ) .
وبعد المعركة جاء بنو تميم وأخذوا جثمان الحر ، ودفنوه في موضع قبره الفعلي في كربلاء ، وقبره مزار ( رحمه الله ) .

5 - الحجاج بن يزيد السعدي

ورد السلام عليه في زيارة الناحية المقدسة المنسوبة للإمام المهدي ( عجل الله تعالى فرجه الشريف ) باسم الحجاج بن زيد ، لكن الشيخ السماوي ذكره في إبصار العين باسم الحجاج بن بدر السعدي . ( إبصار العين / 113 ) .
ومن المتفق عليه أنه من بني سعد البصرة ، وقد حمل كتاباً إلى الحسين ( عليه السلام ) من مسعود بن عمرو الأزدي ، جواباً على كتاب
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 49 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
الحسين ( عليه السلام ) إليه والى زعماء البصرة يدعوهم لنصرته ، وبقي بعد ذلك في كربلاء مع الحسين ( عليه السلام ) واستشهد معه .

6 - سعد بن حنظلة التميمي

في المناقب : ثم برز سعد بن حنظلة التميمي مرتجزاً :

صبراً على السيوف والأسنه * صبراً عليها لدخول الجنة
وحور عين ناعمات هنه * يا نفس للراحة فاجهدنَّه

وفي طلاب الخير فارغبنَّه
( مناقب آل أبي طالب : 3 / 251 )
وذكره المجلسي في البحار ( 45 : 18 ) عن مقتل الحسين ( عليه السلام ) لمحمد بن أبي طالب ، وقال الشيخ شمس الدين : « إن التصحيف بينه وبين حنظلة بن أسعد الشبامي بعيد جداً » . ( أنصار الحسين : 89 )

7 - شبيب بن عبد الله النهشلي

أبو عمرو النهشلي ، ورد ذكره والسلام عليه في الزيارتين ، وهو من تميم البصرة ( مستدرك علم رجال الحديث : 8 : 427 ) .
قال السيد الأمين في أعيان الشيعة : 2 / 398 : « وكان فارساً شجاعاً عابداً متهجداً ، قال الشيخ هبة الله بن نما الحلي : حدث مهران
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 50 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
مولى بني كاهل قال : شهدت كربلاء مع الحسين ( عليه السلام ) فرأيت رجلاً يقاتل قتالاً شديداً ، لا يحمل على قوم إلا كشفهم ، ثم يرجع إلى الحسين ( عليه السلام ) وهو يرتجز ويقول :
في جنة الفردوس تعلو صُعُدا
فقلت : من هذا ؟ فقيل أبو عمرو النهشلي ، فاعترضه عامر بن نهشل أحد بني اللات بن ثعلبة فقتله واحتز رأسه ، وكان أبو عمرو هذا متهجداً كثير الصلاة .

6 - عمرو بن ضبيعة التميمي

وقد عدته بعض المصادر من بني تميم ، وقالوا كان فارساً شجاعاً من أهل الكوفة ، كان مع عمر بن سعد فلما رأى ردَّ الشروط على الحسين ، ومنعهم إياه من الرجوع ، انحاز إلى الحسين ( عليه السلام ) . وقد ورد اسمه في زيارة الناحية . ( مزار المشهدي / 494 ) .

7 - جرير بن يزيد الرياحي

عدَّه الإمام الصادق ( عليه السلام ) من الشهداء كما في الزيارة الرجبية المنسوبة إليه . واستقرب بعضهم أنه تصحيف للحر بن يزيد ( مستدرك علم رجال الحديث : 2 / 129 ) إلا إن اسم الحر ورد في نفس الزيارة ( أنصار الحسين : 157 ) . والله العالم
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 51 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

الفصل السادس : من أعلام بني تميم

1 - خبَّاب بن الأرتّ

بما أن شخصيات بني تميم من أصحاب النبي والأئمة ( صلى الله عليه وآله ) كثيرون يصعب إحصاؤهم ، لذا نورد فهرساً بأهمهم :
وأولهم خبَّاب بن الأرتّ ( رحمه الله ) . روي أنه سادس المسلمين إسلاماً كان صحابياً فاضلاً من المهاجرين الأولين ، شهد بدراً وما بعدها من المشاهد مع النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وكان ممن عُذِّب في الله فصبر على دينه ، سكن الكوفة بعد وفاة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وشهد مع أمير المؤمنين ( عليه السلام ) صفين ، وقيل أنه توفي سنة سبع وثلاثين للهجرة ، وقيل سنة تسع وثلاثين ، وصلى عليه أمير المؤمنين ( عليه السلام ) . ( الاستيعاب : 2 / 438 ) . وقال ( عليه السلام ) : « رحم الله خباب بن الأرت ، فلقد أسلم راغباً ، وهاجر طائعاً ، وعاش مجاهداً ، طوبى لمن ذكر المعاد وعمل للحساب ، وقنع بالكفاف ورضي عن الله » . ( نهج البلاغة : الخطبة : 42 ) .
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 52 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

3 - عبد الله بن خباب

ولد في المدينة ، وسماه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بهذا الاسم . ( الإستيعاب : 3 / 894 ) ، وكان ( رحمه الله ) كأبيه خباب من شيعة علي ( عليه السلام ) وشهد معه الجمل وصفين . ( مناقب آل أبي طالب : 2 / 369 ) .
وعندما انخدع الخوارج برفع معاوية للمصاحف ، وألزموا أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أن يقبل بالتحكيم : « فقال عبد الله بن خباب ، وكان من الفرسان الأبطال وكان له فضل : يا أمير المؤمنين ! إنك أمرتنا يوم الجمل بأمور مختلفة ، فكانت عندنا أمراً واحداً ، فقبلناها منك بالتسليم منا لأمرك ، وهذه من تلك الأمور ، ونحن اليوم أصحابك أمس ، وأراك كارهاً لهذه القضية ، وأيم الله ما المكثر المنكر ، بأعلم من المقتر المقل ، وقد كانت الحرب قد أخذت بأنفاس هؤلاء القوم ، فلم يبق منهم إلا رجاء ضعيف وصبر مستكره ، فاستغاثوا بالمصاحف وفزعوا إليها من حرِّ أسنتنا وحدِّ سيوفنا ، فأجبتهم إلى ما دعوك إليه ، فأنت أولنا إيماناً وآخرنا عهداً بنبينا محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، وإلا فهذه سيوفنا في رقابنا ، ورماحنا في أكفنا ، وقلوبنا في أجوافنا ، وقد أعطيناك تبعتنا غير مستكرهين ، والأمر إليك والسلام » . ( الفتوح : 4 / 202 )
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 53 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
وكان عاملاً لأمير المؤمنين على المدائن ، وكان أول شهيد من أصحاب أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) على يد الفئة الضالة الخوارج .
روى ابن حجر في الإصابة ( 4 / 64 ) « أن الصرم لقي عبد الله بن خباب بالدار ( منطقة ) وهو متوجه إلى علي بالكوفة ، ومعه امرأته وولده ، فقال الصرم : هذا رجل من أصحاب محمد ( صلى الله عليه وآله ) نسأله عن حالنا وأمرنا ومخرجنا ، فانصرفوا إليه فسألوه فقال : أما بأعيانكم فلا ، ولكن سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : يكون من بعدي قوم يقرؤن القرآن لا يتجاوز تراقيهم . . . الحديث » .
وفي شرح النهج : 2 / 281 : « قال أبو العباس ( المبرد ) : إن واصل بن عطاء أقبل في رفقة فأحسوا بالخوارج ، فقال واصل لأهل الرفقة : إن هذا ليس من شأنكم فاعتزلوا ودعوني وإياهم ، وكانوا قد أشرفوا على العطب ، فقالوا : شأنك ، فخرج إليهم فقالوا : ما أنت وأصحابك ؟ فقال : قوم مشركون مستجيرون بكم ليسمعوا كلام الله ويفهموا حدوده . قالوا : قد أجرناكم ، قال : فعلمونا ، فجعلوا يعلمونهم أحكامهم ، ويقول واصل : قد قبلت أنا ومن معي ، قالوا : فامضوا مصاحبين فقد صرتم إخواننا ، فقال : بل تبلغوننا مأمننا لأن الله تعالى يقول : وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْلَمُونَ .
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 54 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
قال : فنظر بعضهم إلى بعض ثم قالوا : ذاك لكم ، فساروا معهم بجمعهم حتى أبلغوهم المأمن .
قال أبو العباس : ولقيهم عبد الله بن خباب في عنقه مصحف ، على حمار ، ومعه امرأته وهي حامل ، فقالوا له : إن هذا الذي في عنقك ليأمرنا بقتلك ! فقال لهم : ما أحياه القرآن فأحيوه وما أماته فأميتوه ، فوثب رجل منهم على رطبة سقطت من نخلة فوضعها في فيه فصاحوا به فلفظها تورعاً . وعرض لرجل منهم خنزير فضربه فقتله ، فقالوا : هذا فساد في الأرض ، وأنكروا قتل الخنزير ، ثم قالوا لابن خباب : حدثنا عن أبيك ، فقال : إني سمعت أبي يقول : سمعت رسول الله ( ص ) يقول : ستكون بعدي فتنة يموت فيها قلب الرجل كما يموت بدنه ، يمسي مؤمناً ويصبح كافراً ، فكن عبد الله المقتول ولا تكن القاتل . قالوا : فما تقول في أبي بكر وعمر ؟ فأثنى خيراً ، قالوا : فما تقول في علي قبل التحكيم وفى عثمان في السنين الست الأخيرة ؟ فأثنى خيراً . قالوا فما تقول في علي بعد التحكيم والحكومة ؟ قال : إن علياً أعلم بالله وأشد توقياً على دينه ، وأنفذ بصيرة . فقالوا : إنك لست تتبع
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 55 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
الهدى ، إنما تتبع الرجال على أسمائهم ، ثم قربوه إلى شاطئ النهر فأضجعوه فذبحوه !
قال أبو العباس : وساوموا رجلاً نصرانياً بنخلة له فقال : هي لكم فقالوا : ما كنا لنأخذها إلا بثمن ، فقال : وا عجباه ، أتقتلون مثل عبد الله بن خباب ، ولا تقبلون جنا نخلة إلا بثمن » !
ثم قتلوا زوجة عبد الله بن خباب بصورة بشعة ، حيث بقروا بطنها ، واستخرجوا جنينها ! فغضب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وأسرع في معالجة أمرهم ، فلم ينفع معهم إلا الحرب فقصدهم في النهروان وقال لهم : أقيدونا بدم عبد الله بن خباب ، أخرجوا لنا قتلته ، فقالوا : كلنا قتله ! فأمر أصحابه أن يحملوا عليهم ، وكان الخوارج أربعة آلاف ، فلم ينج منهم سوى تسعة أشخاص .
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 56 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

4 - غالب بن صعصعة

بن ناجية الدارمي المجاشعي ، والد الشاعر الفرزدق ، وكان من كرام العرب ، أقرى مئة ضيف ، واحتمل عشر ديات لأناس لا يعرفهم . وفي مستدركات علم رجال الحديث ، أنه كان من أصحاب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) . ( مستدرك علم رجال الحديث : 6 : 181 )
وفد عليه بعد فراغه من حرب الجمل ومعه ابنه الفرزدق فقال : من أنت ؟ قال : غالب بن صعصعة المجاشعي . فقال ( عليه السلام ) : ذو الإبل الكثيرة ؟ قال : نعم ، قال ما فعلت إبلك ؟ قال : أذهبتها النوائب وذعذعتها الحقوق ، فقال : وذلك أحمد سبلها ، ثم قال : يا أبا الأخطل من هذا الغلام الذي معك ؟ قال ابني الفرزدق ، وهو شاعر ، قال علمه القرآن فهو خير له من الشعر .
وأبوه صعصعة بن ناجية أول من أحيا الوئيد قبل الإسلام ، وذلك حينما اشترى ثلاث مئة موؤودة فأعتقهن ورباهن ، وكانت العرب تئد البنات خوف الإملاق . ( شرح نهج البلاغة : 10 / 21 ) .
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 57 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

5 - الفرزدق الشاعر

وهو همام بن غالب بن صعصعة ، أبو فراس الشهير بالفرزدق ، من نبلاء أهل البصرة ، عظيم الأثر في اللغة حتى قيل لولا الفرزدق لذهب ثلث لغة العرب ، ولولا أشعاره لذهبت نصف أيام العرب . ( الأعلام للزركلي : 8 : 93 ) .
ولد الفرزدق في خلافة عمر ، وتوفي سنة مئة وعشر للهجرة ، وذلك يعني أنه عاصر خمساً من الأئمة ( عليهم السلام ) : أمير المؤمنين والإمام الحسن والحسين وزين العابدين علي بن الحسين وشطراً من حياة الإمام الباقر ( عليهم السلام ) إلا أن الرجاليين عدوه من صحابة الإمام زين العابدين ولعله لاشتهار قصيدته فيه . ( معجم رجال الحديث : 14 / 276 ) .
وقال المرزباني في شعراء الشيعة / 22 : « الفرزدق همام بن غالب كان شيعياً ، وكان الأصمعي يذمه بذلك ، غير أنه لم يكن مظهراً لذلك لخوفه من بني أمية .
دخل الفرزدق يوماً على سليمان بن عبد الملك ، وكان سيلمان يشنؤه فتنكر له وأغلظ في خطابه حتى قال له : من أنت لا أم لك ؟
فقال : أولا تعرفني ؟ أنا من حي هم أوفى العرب ، وأحلم العرب وأسْوَد العرب ، وأجْوَد العرب ، وأشجع العرب ، وأشعر
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 58 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
العرب . فقال سليمان : لتحتجن لما ذكرت أو لأوجعنَّ ظهرك ، ولأبعدنَّ دارك . قال :
أما أوفى العرب فحاجب بن زرارة ، رهن قوسه عن العرب كلها فأوفى .
وأما أحلم العرب ، فالأحنف بن قيس يضرب به المثل حلماً .
وأما أسْود العرب ، فقيس بن عاصم قال رسول الله : هذا سيد أهل الوبر .
وأما أشجع العرب فحريش بن هلال السعدي .
وأما أجود العرب فخالد بن عتاب بن ورقاء الرياحي .
وأما أشعر العرب فها أنا ذا عندك ! ( شعراء الشيعة : 22 )
وللفرزدق مواقف جليلة في الدفاع عن أهل البيت ( عليهم السلام ) ، لكن أشهرها موقفه من الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) ، فقد روى الجميع أن هشام بن عبد الملك حج في أيام خلافة أبيه ، وطاف بالبيت وأراد أن يستلم الحجر فلم يقدر من الزحام ، فنصب له منبر فجلس عليه وأطاف به أهل الشام ، فبينا هو كذلك إذ أقبل علي بن الحسين ( عليه السلام ) وعليه إزار ورداء ، من أحسن الناس وجهاً وأطيبهم رائحة فجعل يطوف حول البيت ، فإذا بلغ موضع الحجر تنحَّى
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 59 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
الناس عنه ليستلمه هيبة له وإجلالاً ، فغاض ذلك هشاماً فقال رجل من أهل الشام لهشام : من هذا الذي هابته الناس هذه الهيبة وأفرجوا له عن الحجر ؟ فقال هشام : لا أعرفه ! لئلا يرغب فيه أهل الشام ، فقال الفرزدق وكان حاضراً لكني أعرفه ، ثم أنشد ميميته العصماء ، التي طار صيتها في الأرجاء .
وأتم رواياتها في المناقب : 3 / 306 ، قال : « الحلية ، والأغاني ، وغيرهما : حج هشام بن عبد الملك فلم يقدر على الاستلام من الزحام فنصب له منبر وجلس عليه وأطاف به أهل الشام ، فبينما هو كذلك إذ أقبل علي بن الحسين وعليه إزار ورداء ، من أحسن الناس وجهاً وأطيبهم رائحة ، بين عينيه سجادة كأنها ركبة عنز ، فجعل يطوف فإذا بلغ موضع الحجر تنحى الناس حتى يستلمه هيبة له ، فقال شامي : مَن هذا يا أمير ؟ فقال : لا أعرفه ، لئلا يرغب فيه أهل الشام ، فقال الفرزدق وكان حاضراً : لكني أنا أعرفه ، فقال الشامي : من هو يا أبا فراس ؟ فأنشأ قصيدة ذكر بعضها في الأغاني والحلية والحماسة ، والقصيدة بتمامها :

يا سائلي أينَ حلَّ الجودُ والكرمُ * عندي بيانٌ إذا طلابُهُ قدموا
هذا الذي تعرفُ البطحاءُ وطأتَهُ * والبيتُ يعرفُهُ والحلُّ والحَرَمُ
هذا ابنُ خَيْرِ عبادِ الله كلِّهِمُ * هذا التّقيُّ النقيُّ الطاهرُ العَلَمُ

- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 60 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

هذا الذي أحمدُ المختارُ والدُه * صلى عليه إلهي ما جرى القلمُ
لو يعلمُ الركنُ من قد جاء يلثِمُهُ * لَخَرَّ يَلْثِمُ منهُ ما وطى القَدَمُ
هذا عليٌّ رسولُ الله والدُه * أمست بنور هداه تهتدي الأمم
هذا الذي عمُّه الطيارُ جعفرُ والمَق‍ * تولُ حمزةُ ليثٌ حُبُّهُ قَسَمُ
هذا ابنُ سيدة النسوانِ فاطمةٌ * وابنُ الوصيِّ الذي في سيفه نِقَمُ
إذا رأتهُ قريشٌ قال قائلُها * إلى مكارم هذا ينتهي الكرم
يكادُ يُمْسكُهُ عرفانُ راحتِهِ * ركنُ الحطيم إذا ما جاءُ يَستلم
وليسَ قولُك من هذا بِضَائِرِهِ * العُرْبُ تعرفُ من أنكرتَ والعجم
يُنْمَى إلى ذِرْوَةِ العزِّ التي قَصُرَتْ * عن نيلها عربُ الإسلام والعجم
يُغْضي حَيَاءً ويُغْضى من مَهَابَتِهِ * فما يُكَلَّمُ إلا حينَ يَبْتَسٍمُ
يِنْجَابُ نُورُ الدُّجى عن نور غُرَّتِه * كالشمس يَنْجَابُ عن إشراقها الظلم
بكفِّهِ خَيْزَرَانٌ ريحُهُ عَبِقٌ * من كفِّ أورعَ في عِرْنِينِهِ شَمَمُ
ما قال لا قطُّ إلا في تشهدِه * لولا التشهدُ كانت لاءهُ نَعَمُ
مُشْتُقَّةٌ من رسولِ الله نَبْعَتُهُ * طابتْ عناصرُه والخِيمُ والشِّيَمُ
حَمَّالُ أثقالِ أقوامٍ إذا فُدِحُوا * حُلْوُ الشمائل تحلو عنده نعم
إن قال قالَ بما يهوى جميعُهُمُ * وإن تكلمَ يوماً زانَهُ الكَلِمُ
هذا ابنُ فاطمةٍ إن كنتَ جاهلَهُ * بجدِّه أنبياءُ الله قد خُتموا
اللهُ فضَّلَهُ قِدْماً وشرَّفَهُ * جرى بذاك له في لَوْحِهِ القلم

- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 61 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

من جَدِّهِ دانَ فضلُ الأنبياءِ لهُ * وفضلُ أمته دانت لهُ الأمم
عمَّ البريةَ بالإحسان وانقشعتْ * عنها العِمَايَةُ والإملاقُ والظلم
كلتا يديْه غياثٌ عمَّ نفعهُمَا * تَسْتَوْكِفَانٍ ولا يَعْرُوهما عَدَم
سهلُ الخليقة لا تُخشى بوادرُهُ * يَزينُهُ خِصلتانِ الحلمُ والكرمُ
لا يُخلفُ الوعدَ ميموناً نقيبتُهُ * رحبُ الفَنَاءِ أريمٌ حينَ يَعْتَرِمُ
من معشرٍ حبُّهُمْ دينٌ وبُغْضُهمُ * كفرٌ وقُرْبُهُمُ مَنْجىً ومُعْتَصَمُ
يُسْتَدْفَعُ السوءُ والبلوى بحبَّهِمُ * ويُستزادُ به الإحسانُ والنِّعَم
مُقَدَّمٌ بعدَ ذكر الله ذكرُهُمُ * في كلِّ فرضٍ ومختومٌ به الكلِم
إن عُدَّ أهلُ التُّقَى كانوا أئمتَهُمْ * أو قيلَ من خيرُ أهلِ الأرضِ قيلَ هم
لا يَستطيعَ جوادٌ بعدَ غايتِهِمْ * ولا يدانيهمَ قومٌ وإن كَرُمُوا
همُ الغيوثُ إذا ما أزمةٌ أزمتْ * والأسْدُ أسُدُ الشَّرى والبأسُ مُحْتَدم
يأبى لهم أن يحلَّ الذمُّ ساحتَهُمْ * خِيمٌ كريمٌ وأيدٍ بالنَّدى هُضُمُ
لا يُقبض العسرُ بسطاً من أكفِّهِمُ * سَيَّانَ ذلك إن أثروْا وإن عُدموا
إنَّ القبائلَ ليست في رقابهم * لأوَّليِّة هذا أو لهُ نعم
منْ يعرفْ اللهَ يعرفْ أوَّلِيَّةَ ذَا * فالدينُ من بيت هذا نالهُ الأمم
بيوتُهُمْ في قريش يُستضاءُ بها * في النائبات وعند الحِلم إن حلموا
فجدُّه من قريش في أزمَّتِها * محمدٌ وعليٌّ بعدَه عَلَمُ
بدرٌ له شاهدٌ والشِّعبُ من أحُدٍ * والخندقان ويومَ الفتحِ قد عَلموا

- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 62 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

وخَيْبَرٌ وحُنَيْنٌ يَشهدانِ له * وفي قُريْظةَ يومٌ صَيْلَمٌ قَتَمُ
مواطنٌ قد عَلَتْ في كلِّ نائبة * على الصحابة لم أكْتُمْ كمَا كَتَمُوا

فغضب هشام ومنع جائزته ، وقال : ألا قلت فينا مثلها ؟ قال : هات جداً كجده وأباً كأبيه وأماً كأمه حتى أقول فيكم مثلها ! فحبسه بعسفان بين مكة والمدينة ، فبلغ ذلك علي بن الحسين ( عليهما السلام ) فبعث إليه باثني عشر ألف درهم وقال : أعذرنا يا أبا فراس فلو كان عندنا أكثر من هذا لوصلناك به ، فردها وقال : يا ابن رسول الله ما قلت هذا الذي قلت إلا غضباً لله ولرسوله ( صلى الله عليه وآله ) ! وما كنت لأرزأ عليه شيئاً ! فردها إليه وقال : بحقي عليك لمَّا قبلتها فقد رأى الله مكانك وعلم نيتك فقبلها ، فجعل الفرزدق يهجو هشاماً وهو في الحبس ، فكان مما هجاه به :

أيحبسني بين المدينة والتي * إليها قلوب الناس تهوى منيبها
يقلب رأساً لم يكن رأسَ سيِّدٍ * وعيناً له حَوْلاءَ بادٍ عُيُوبها

وفي الخرائج : 1 / 267 : « فلما طال الحبس عليه وكان يوعده بالقتل ! شكى إلى علي بن الحسين ( عليهما السلام ) فدعا له فخلصه الله فجاء إليه وقال : يا ابن رسول الله إنه محا اسمي من الديوان . فقال : كم كان عطاؤك ؟ قال : كذا . فأعطاه لأربعين سنة وقال ( عليه السلام ) : لو علمت
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 63 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
أنك تحتاج إلى أكثر من هذا لأعطيتك . فمات الفرزدق بعد أن مضى أربعون سنة » ! ( راجع جواهر التاريخ : 4 / 191 ) .
ورُويت للفرزدق مواقف أخرى في الدفاع عن أهل البيت ( عليهم السلام ) منها أنه هجا زياد بن أبيه لسبه أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، واضطر للإختفاء منه مدة طويلة ، وهجا مسكين الدارمي وهو من أقاربه لأنه رثى زياداً لما مات . ( تاريخ الطبري : 4 / 171 و 225 )

6 - الأحنف بن قيس السعدي

1 - اسمه الضحاك ، بن قيس ، بن معاوية ، بن الحصين ( مقاعس ) بن عبادة ، بن النزال ، بن مرَّة بن عبيد ، بن الحارث بن كعب ، بن سعد بن زيد مناة بن تميم .
أدرك النبي ( صلى الله عليه وآله ) ولم يره ( أسد الغابة : 1 / 55 ) ، وروي أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) بعث رجلاً يدعو بني سعد إلى الإسلام وكان الأحنف فيهم ، فجعل يعرض عليهم الإسلام فقال الأحنف : والله إنه يدعو إلى خير ويأمر بالخير ، وما أسمع إلا حسناً ، وإنه ليدعو إلى مكارم الأخلاق ، وينهى عن ملائمها ، فذكر الرجل ذلك للنبي ( صلى الله عليه وآله ) فقال : اللهم اغفر للأحنف » .
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 64 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
2 - وفد إلى المدينة على عهد عمر بن الخطاب مع أبي موسى الأشعري ، الذي كان والياً على البصرة آنذاك ، ليرفعوا إليه بعض حوائج أهل البصرة ، فلم يتكلم أحد سوى الأحنف ، وكان مما قال : « وإنَّا أناس بين سبحة وبين بحر أجاج ، لا يأتينا طعامنا إلا في مثل حلقوم النعامة ، فأعد لنا قفيزنا ودرهمنا ، فأعجب منه ذلك عمر لكنه أعرض عنه لحداثة سنه ، فقال له أجلس يا أحنف فغلب لقبه على اسمه » . ( تاريخ دمشق : 24 / 312 ) .
قال الأحنف بن قيس : « قدمت على عمر بن الخطاب ، فاحتبسني حولاً ، فقال : يا أحنف ، إني قد بلوتك وخبرتك وخبرت علانيتك ، فلم أر إلا خيراً ، وأنا أرجو أن تكون سريرتك مثل علانيتك ، وإنا كنا نتحدث إنما يهلك هذه الأمة كل منافق عليم ، فإذا أنت مؤمن عليم اللسان » . ( تهذيب الكمال : 2 / 285 ) .
أقول : لا وجه لحبس عمر للأحنف سنة إلا مزاج عمر ، وقد كان الأحنف رئيس قبيلة بني تميم الكبيرة ، ودل صبره رغم مكانته وارتباطاته على عقله . وقد سماه عمر الأحنف ، وهو الذي في مشط قدمه مَيْلٌ أو تشوه . ( الصحاح : 4 / 1374 ) .
3 - كان من شيعة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وروى عن أبي ذر ( رحمه الله ) قال : « كنا ذات يوم عند رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في مسجد قبا ، ونحن نَفَرٌ من
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 65 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
أصحابه فقال : معاشر أصحابي يدخل عليكم من هذا الباب رجل هو أمير المؤمنين وإمام المسلمين ، قال فنظروا وكنت فيمن نظر فإذا نحن بعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) قد طلع ، فقام ( صلى الله عليه وآله ) فاستقبله وعانقه وقبَّل ما بين عينيه ، وجاء به حتى أجلسه إلى جانبه ، ثم أقبل علينا بوجهه الكريم ، فقال : هذا إمامكم بعدي ، طاعته طاعتي ، ومعصيته معصيتي ، وطاعتي طاعة الله ، ومعصيتي معصية الله عز وجل » . ( أمالي الصدوق / 634 ) .
4 - كان أول من استجاب لدعوة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) حينما دعا أهل البصرة لقتال معاوية ، فلما وصل كتاب أمير المؤمنين إلى ابن عباس في البصرة ، قرأه للناس وقال : أيها الناس استعدوا للشخوص إلى إمامكم ، وانفروا خفافاً وثقالاً وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم . . فلما أتمَّ كلامه قام الأحنف فقال : نعم والله لنجيبك ، ونخرج معك على العسر واليسر ، والرضا والكره ، نحتسب في ذلك الأجر ، ونأمل به من الله الثواب العظيم . ( شرح النهج : 3 / 187 ) .
وجاء الأحنف مع وجوه قومه وأشراف البصرة من القبائل الأخرى إلى الإمام ( عليه السلام ) في الكوفة فقال الأحنف : يا أمير المؤمنين إن تك سعد لم تنصرك يوم الجمل فإنها لم تنصر عليك ، وقد عجبوا أمس ممن نصرك وعجبوا اليوم ممن خذلك ، لأنهم شكوا
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 66 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
في طلحة والزبير ولم يشكوا في معاوية ، وعشيرتنا بالبصرة فلو بعثتنا إليهم فقدموا إلينا فقاتلنا بهم العدو وانتصفنا بهم ، وأدركوا اليوم ما فاتهم بالأمس . . فقال ( عليه السلام ) : أكتب إلى قومك من بني سعد فكتب الأحنف إلى بني سعد : « أما بعد ، فإنه لم يبق أحد من بني تميم إلا وقد شقوا برأي سيدهم غيركم ، وعصمكم الله برأيي حتى نلتم ما رجوتم ، وأمنتم ما خفتم وأصبحتم منقطعين من أهل البلاء ، لاحقين بأهل العافية ، وإني أخبركم بأنا قدمنا على تميم الكوفة ، فأخذوا علينا بفضلهم مرتين ، بمسيرهم إلينا مع علي ، وإجابتهم إلى المسير إلى الشام ، فأقبلوا إلينا ولا تتكلوا عليهم » . ( أعيان الشيعة : 1 : 466 ) .
5 - عرض الأحنف على أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أن يكون مندوبه للتحكيم مع ابن العاص فقال : « يا أمير المؤمنين : إنك رُميت بحجر الأرض ، ومن حارب الله ورسوله أنف الإسلام ، وإني قد عجمت هذا الرجل ، يعني أبا موسى ، وحلبت شطره فوجدته كليل الشفرة قريب القعر ، وإنه لا يصلح لهؤلاء القوم إلا رجل يدنو منهم حتى يكون في أكفهم ، ويتباعد منهم حتى يكون بمنزلة النجم منهم ، فإن شئت أن تجعلني حكماً فاجعلني ، وإن شئت فاجعلني ثانياً أو ثالثاً ، فإن عمراً لا يعقد عقدة إلا حللتها ،
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 67 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
ولا يحل عقدة إلا عقدت لك أشد منها ، فعرض الإمام ( عليه السلام ) ذلك على الناس فأبوه ! وقالوا لا يكون إلا أبو موسى » ( شرح النهج : 2 / 230 )
ولما رأى الأحنف إصرار أهل الكوفة على تحكيم أبي موسى نصح أبا موسى عندما ودَّعه قائلاً : « يا أبا موسى أعرف خطب هذا الأمر واعلم إن له ما بعده ، وإنك إن أضعت العراق فلا عراق ، إتق الله فإنها تجمع لك دنياك وآخرتك وإذا لقيت غداً عمراً فلا تبدأه بالسلام ، فإنها وإن كانت سنة إلا أنه ليس بأهلها ، ولا تعطه يدك فإنها أمانة ، وإياك أن يقعدك على صدر الفراش فإنها خدعة ، ولا تلقه إلا وحده ، وأحذر أن يكلمك في بيت فيه مخدع تخبأ لك فيه الرجال والشهود » . ( شرح النهج : 2 / 249 ) .
6 - وعندما وصلت عائشة إلى البصرة دعته لنصرتها ، وأرسلت إليه أن يأتيها مرتين ، فأبى ! فكتبت إليه : يا أحنف ، ما عذرك في ترك جهاد قتلة أمير المؤمنين ، أمن قلَّة عدد أو أنك لا تطاع في العشيرة ؟ فكتب إليها : إنه والله ما طال العهد بي ولا نسيت عهدي في العام الأول وأنت تحرضين على جهاده وتذكرين أن جهاده أفضل من جهاد فارس والروم ! ( شرح الأخبار : 1 / 381 ) .
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 68 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
7 - قال له معاوية : « أنت الساعي على أمير المؤمنين عثمان ، وخاذل أم المؤمنين عائشة ، والوارد الماء على عليٍّ بصفين ؟ !
فقال الأحنف : من ذاك ما أعرف ومنه ما أنكر ، أما أمير المؤمنين فأنتم معاشر قريش حضرتموه بالمدينة والدار منا عنه نازحة ، وقد حضره المهاجرون والأنصار وكنتم بين خاذل وقاتل ، أما عائشة فإني خذلتها في طول باع ورحب سرب ، وذلك أني لم أجد في كتاب الله إلا أن تقرَّ في بيتها .
وأما ورودي الماء بصفين فإني وردت حين أردت أن تقطع رقابنا عطشاً ! فقام معاوية وأمر له بخمسين ألف درهم » ( المصدر : 1 : 745 ) .
8 - كان ( رحمه الله ) شجاعاً قائداً ، فقد جعله أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أميراً على تميم البصرة كلها في معركة صفين . ( شرح نهج البلاغة : 4 : 27 )
كما كان له دور قيادي في الفتوحات ، فكان فتح مرو الروذ زمان عمر على يديه . ( تاريخ دمشق : 24 : 313 ) ، وكان على مقدمة الجيش في فتح هرات ، وطخارستان ، وطالقان ، والجوزجان ( شرح النهج : 4 : 27 ) ، وقد بقي الأحنف سيداً لتميم أربعين سنة .
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 69 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
9 - قال الحسن البصري : ما رأيت شريف قوم أفضل من الأحنف . وقال سفيان : ما وزن عقل الأحنف بعقل إلا وزنه . ( تاريخ دمشق : 4 : 316 ) .
10 - يضرب به المثل في الحلم فيقال : أحلم من الأحنف ، وله في ذلك أخبار مأثورة ( الغارات : 2 : 754 ) . واشتهر بالحكمة ، ورويت عنه حكم كثيرة منها : « أربع من كن فيه كان كاملاً ، ومن تعلق بخصلة منها كان صالحاً : دين يرشده ، أو عقل يسدده ، أو حسب يصونه ، أو حياء يحجزه » ( معدن الجواهر للكراجكي : 45 ) وتوفي في الكوفة سنة سبع وستين ، ودفن في الثوية . ( الغارات : 2 : 754 )
11 - خطب شاميٌّ في مجلس معاوية : « فكان آخر كلامه أن لعن علياً ( عليه السلام ) فأطرق الناس ! وتكلم الأحنف فقال لمعاوية : إن هذا القائل لو يعلم أن رضاك في لعن المرسلين للعنهم ، فاتق الله ودع عنك علياً ، فقد لقي ربه وأفرد في قبره وخلا بعمله ، وكان والله المبرز بسبقه الطاهر خلقه ، الميمون نقيبته ، والعظيم مصيبته . فقال معاوية : يا أحنف لقد أغضيت العين على القذى ، وقلت بغير ما ترى ، وأيم الله لتصعدنَّ المنبر فلتلعنه طوعاً أو كرهاً ! فقال له الأحنف : إن تعفني فهو خير لك ، وإن تجبرني على ذلك فوالله لا تجري به شفتاي أبداً . قال : فاصعد المنبر ! قال الأحنف :
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 70 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
أما والله لأنصفنَّك في القول والفعل . قال : وما أنت قائل يا أحنف ؟ قال : أصعد المنبر فأحمد الله بما هو أهله ، وأصلي على نبيه ثم أقول : أيها الناس إن معاوية أمرني أن ألعن علياً ، وإن علياً ومعاوية اختلفا واقتتلا وادَّعى كل واحد منها أنه بغي على فئته ، فإذا دعوت فأمِّنوا رحمكم الله ، ثم أقول : اللهم ألعن أنت وملائكتك وأنبياؤك وجميع خلقك الباغي منهما على صاحبه ، وألعن الفئة الباغية ، اللهم العنهم لعنا كثيراً ! يا معاوية : لا أزيد على هذا ولا أنقص حرفاً ، ولو كان فيه ذهاب نفسي ، فسكت معاوية وأعفاه عن ذلك » . ( مواقف الشيعة : 1 / 244 ) .
12 : « قال الأحنف : دخلت على معاوية فقدم إلي من الحلو والحامض ما كثر تعجبي منه ، ثم قدم لونا ما أدري ما هو فقلت :
ما هذا ؟ قال : مصارين البط محشوة بالمخ ، قد قلي بدهن الفستق ، وذر عليه الطبرزد . فبكيت فقال : ما يبكيك ؟ قلت : ذكرت علياً بينا أنا عنده فحضر وقت إفطاره ، فسألني المقام إذ دعا بجراب مختوم ، قلت : ما في الجراب ؟ قال : سويق شعير . قلت : خفت عليه أن يؤخذ أو بخلت به ؟ قال : لا ولا أحدهما ولكني خفت أن يلته الحسن والحسين بسمن أو زيت . قلت : محرم هو يا أمير المؤمنين ؟ قال : لا ولكن يجب على أئمة الحق أن يعتدوا أنفسهم
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 71 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
من ضعفة الناس لئلا يطغى الفقير فقره . قال معاوية : ذكرت من لا ينكر فضله » . ( التذكرة الحمدونية / 69 ، وشيخ المضيرة / 208 ) .

7 - الأصبغ بن نباتة المجاشعي

1 : هو الأصبغ بن نباتة بن الحارث بن عمرو بن فاتك بن عامر بن مجاشع بن دارم التميمي . تابعي من صحابة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) .
قال السيد الخوئي ( رحمه الله ) : « من المتقدمين من سلفنا الصالحين ، وذكره النجاشي وقال : كان من خاصة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) » . ( معجم رجال الحديث : 4 : 132 ) . « وكان شيخاً شريفاً ناسكاً عابداً ، ومن ذخائر أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وممن بايعه على الموت من فرسان العراق يوم صفين » ( تحف العقول / 213 ) .
2 : كان الأصبغ شديد الحب لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وكان ملازماً له شهد معه مشاهده كلها الجمل وصفين والنهروان ، وحدث عنه ليلة وفاته ( عليه السلام ) فقال : « لما ضرب ابن ملجم أمير المؤمنين ( عليه السلام ) غدونا عليه ، في نفر من أصحابنا : أنا والحارث وسويد بن غفلة وجماعة معنا ، فقعدنا على الباب ، فسمعنا البكاء فبكينا ، فخرج إلينا الحسن بن علي ( عليه السلام ) فقال : يقول لكم أمير المؤمنين انصرفوا إلى منازلكم ، فانصرف القوم غيري ، واشتد البكاء من منزله ،
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 72 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
فبكيت ، فخرج الحسن ( عليه السلام ) فقال : ألم أقل لكم انصرفوا ! فقلت : لا والله يا بن رسول الله ما تتابعني نفسي ، ولا تحملني رجلي أن أنصرف حتى أرى أمير المؤمنين صلوات الله عليه . قال : فتلبث فدخل ولم يلبث أن خرج فقال لي : أدخل ، فدخلت على أمير المؤمنين فإذا هو مستند معصوب الرأس بعمامة صفراء ، قد نزف واصفر وجهه ، ما أدري وجهه أصفر أم العمامة ! فأكببت عليه فقبلته وبكيت ، فقال لي : لا تبك يا أصبغ ، فإنها والله الجنة . فقلت : جعلت فداك أعلم أنك تصير إلى الجنة ، وإنما أبكي لفقداني إياك يا أمير المؤمنين » . ( قصة الكوفة : 474 ) .
3 : جعله الإمام ( عليه السلام ) رئيساً لشرطة الخميس في صفين ، وتعني كلمة الشرطة إنهم اشترطوا الموت وبايعوا أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وقال لهم : فأنا أشارطكم الجنة ، ولست أشارطكم على ذهب ولا فضة ( الاختصاص / 2 ) .
وسئل الأصبغ كيف سميتم شرطة الخميس ؟ فقال : « إنَّا ضمنا له الذبح وضمن لنا الفتح » ( أعيان الشيعة : 3 : 456 ) .
وكان في شرطة الخميس وجوه أصحاب أمير المؤمنين ، كميثم التمار ، ورشيد الهجري ، وحبيب بن مظاهر الأسدي ، ومحمد بن
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 73 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
أبي بكر ، وسويد بن غفلة ، والحارث الهمداني . ويبلغ عددهم ستة آلاف رجل .
4 : كان الأصبغ شيخاً ناسكاً عابداً ، من ذخائر علي ( عليه السلام ) ، وقد طلب منه في صفين أن يأذن له بالقتال ، فأذن له ذات يوم ، وكان يضنُّ به عن الحرب والقتال . ( شرح نهج البلاغة : 8 : 82 ) .

8 - أعين بن ضبيعة المجاشعي

1 : هو أعين بن ضبيعة بن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم ( أسد الغابة : 1 : 104 ) ، كان من أوائل الملتحقين من تميم البصرة بمعسكر أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لما ورد البصرة في حرب الجمل ، وجعله أميراً على رجالة بني تميم ، وجارية بن قدامه على تميم البصرة أجمع ( الجمل : الشيخ المفيد : 72 ) .
2 : كان أعين بن ضبيعة فدائياً ، من الذين انتدبهم الإمام ( عليه السلام ) لعقر جمل عائشة لأنه أصبح مشكلة تهدد المسلمين ، فصرخ ( عليه السلام ) : « ويلكم ، أعقروا الجمل فإنه شيطان ! ثم قال : أعقروه وإلا فنيت العرب ، ولا يزال السيف قائماً وراكعاً حتى يهوي هذا البعير إلى الأرض » ! ( شرح النهج : 1 / 253 ) .
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 74 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
« فقصد ذوو الجد من أصحابه قصد الجمل حتى كشفوا أهل البصرة عنه ، وأفضى إليه رجل من مراد الكوفة يقال له أعين بن ضبيعة ، فكشف عرقوبه بالسيف فسقط وله رغاء » . ( الأخبار الطوال : 150 )
3 : بعد أن قتل معاوية محمد بن أبي بكر والي مصر واستولى عليها ، أرسل عبد الله بن الحضرمي إلى البصرة وأمره أن يدعو إلى الأخذ بثأر عثمان ويؤلِب الناس ضدَّ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، فالتف حوله من كان له هوى في عثمان واشتد أمره حتى كاد يستولى على قصر الإمارة في البصرة ، وكان الوالي آنذاك زياد بن عبيد من قبل عبد الله بن عباس ، ووصل الخبر إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فاستدعى أعين بن ضبيعة ، وقال له : يا أعين ألم يبلغك إن قومك وثبوا على عاملي مع ابن الحضرمي في البصرة يدعون إلى فراقي وشقاقي ، ويساعدون القاسطين الضلاَّل عليَّ ؟
فقال أعين : لا تُسأ يا أمير المؤمنين ، ولا يكن ما تكره ، ابعثني إليهم وأنا لك زعيم بطاعتهم وتفريق جماعتهم ، ونفي ابن الحضرمي من البصرة أو قتله .
فقال ( عليه السلام ) : فأخرج الساعة ، فخرج إلى البصرة وأتى واليها زياد وأخبره عن إرسال الإمام له لوأد الفتنة ، ثم قال : إني لأرجو أن
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 75 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
يكفى هذا الأمر إن شاء الله ، ثم أتى رحله فجمع رجالاً من قومه ثم خطب فيهم فقال بعد أن حمد الله وأثنى عليه : يا قوم علام تقتلون أنفسكم ، وتهرقون دماءكم على الباطل مع السفهاء الأشرار ؟ وإني والله ما جئتكم حتى عبيت لكم الجنود ، فإن تنيبوا إلى الحق يقبل منكم ويكف عنكم ، وإن أبيتم فهو والله إستئصالكم وبواركم ، فقالوا : بل نسمع ونطيع ، فقال : انهضوا الآن على بركة الله عز وجل ، فنهض بهم إلى جماعة ابن الحضرمي ، فصافوه وواقفهم عامة يومه يناشدهم الله ، ويقول : يا قوم لا تنكثوا بيعتكم ولا تخالفوا إمامكم ، ولا تجعلوا على أنفسكم سبيلاً ، فقد رأيتم وجربتم كيف صنع الله بكم عند نكثكم بيعتكم وخلافكم . فكفوا عنه ولم يكن بينه وبينهم قتال ، وهم في ذلك يشتمونه وينالون منه ، ثم انصرف عنهم وآوى إلى فراشه ظناً منه أنهم تؤثر فيهم الموعظة والنصيحة ، لكن عشرة من أتباع ابن الحضرمي ، وقيل من الخوارج دخلوا رحله ليلاً وقتلوه وهو نائم على فراشه ( أعيان الشيعة : 3 : 468 ) فاستشهد ( رحمه الله ) سنة ثمان وثلاثين للهجرة . فأرسل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) جارية بن قدامة السعدي ، فمضى بمن جاء معه من الكوفة إلى ابن الحضرمي وأتباعه ، فاقتتلوا ساعة فانهزم ابن الحضرمي وأتباعه ، وأووا إلى
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 76 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
دار رجل من أتباعهم ، فحاصرهم جارية ثم دعا بنار فأحرق عليهم المنزل ، فهلك ابن الحضرمي » . ( أعيان الشيعة : 3 / 50 ) .

9 - جارية بن قدامة السعدي

1 : هو جارية بن قدامة بن زهير بن الحصين بن رزاح بن أسعد بن بجير بن ربيعة بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم ، عم الأحنف وقيل ابن عمه ، صحابي رأى النبي ( صلى الله عليه وآله ) وروى عنه ( الطبقات : 7 / 56 ) ولازم وصيه ( عليه السلام ) وشهد معه مشاهده كلها ، وهو الذي أخذ بيعة أهل البصرة للإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) حينما تولى الخلافة ، وهو بطل من أبطال الإسلام .
2 : نصح جارية بن قدامة عائشة فقال لها : « لَقتل عثمان أهون من خروجك من بيتك على هذا الجمل الملعون عرضة للسلاح !
إنه قد كان لك من الله ستر وحرمة فهتكت سترك وأبحت حرمتك ، إنه من رأى قتالك يرى قتلك ! فإن كنت أتيتنا طائعة فارجعي إلى منزلك ! وإن كنت أتيتينا مستكرهة فاستعيني بالناس » . ( مواقف الشيعة : 2 / 376 ) .
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 77 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
3 : حضر جارية مشاهد الإمام ( عليه السلام ) كلها ، فكان أميراً على تميم البصرة في معركة الجمل ، ثم سكن الكوفة ليكون قرب الإمام ( عليه السلام ) ، وحضر معه صفين أميراً على سعد ورباب البصرة ، وشهد معه وقعة النهروان . وظهرت كفاءته في إخماد الفتن التي كانت تندلع هنا أو هناك ، فكانت تخرج مجموعة فتعيث في الأرض فساداً ، فخرج أشرس بن عوف بالدسكرة في مئتين ثم جاء إلى الأنبار ، فوجه إليه الإمام ( عليه السلام ) الأشرس بن حسان فقتله وأتباعه وذلك سنة ثمان وثلاثين للهجرة .
وخرج هلال بن علقمة وتبعه أكثر من مئتين ، فوجه إليه الإمام ( عليه السلام ) معقل بن قيس . وخرج أشهب بن بشر في مئة وثمانين في المكان الذي قتل فيه هلال ، فوجه الإمام ( عليه السلام ) إليه جارية بن قدامة فاقتتلوا حتى قتل الأشهب وأتباعه . ثم خرج سعيد بن قفل قرب المدائن فخرج إليه سعد بن مسعود الثقفي فقتله وأصحابه . وخرج رجل يقال له أبو مريم السعدي في شهرزور وتبعه بعض الموالي ، فندب له الإمام شريح القاضي في سبع مئة ، ففر شريح وجيشه من المعركة ، فخرج إليهم أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بنفسه ، وعلى مقدمته جارية بن قدامة ، فدعاهم جارية إلى طاعة الإمام وحذرهم القتل فلم يستجيبوا ، ولحقهم أمير المؤمنين ( عليه السلام )
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 78 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
فدعاهم أيضاً فلم يستجيبوا ، فقاتلهم فقتل أغلبهم ( البحار : 33 / 419 ) وارتدَّ أهل نجران عن الإسلام ، فوجه إليهم أمير المؤمنين ( عليه السلام ) جارية بن قدامة فردهم إلى رشدهم ( رجال الطوسي : 1 / 322 ) .
4 : استعمل معاوية أسلوب الغارات على أطراف العراق والحجاز ، وكان أكبرها غارة بسر بن أبي أرطاة ، وكان هدفها القتل ونشر الرعب ، فعاث فساداً ونهباً وتحريقاً في كل مكان مر فيه ، وقتل فيها ثلاثين ألفاً !
وكان بسر قاسي القلب فظاً سفاكاً للدماء ، فأوصاه معاوية : « سر حتى تصل المدينة ، وأطرد الناس ، وأخفْ من مررت به ، وأنهب أموال كل من أصبت له مالاً ممن لم يكن دخل في طاعتنا ! ومن جملة ما أوصاه : « واقتل شيعة عليٍّ حيث كانوا » ( شرح النهج : 2 / 7 ) . فمضى بسر يجد السير حتى دخل المدينة ، وعليها أبو أيوب الأنصاري وال من قبل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، فحرق بسر داره ودور آخرين ، وفر أبو أيوب منه . ثم مضى إلى مكة وعاملها قثم بن العباس ، فهرب منها أيضاً ، فنهب بسر أموال أهلها .
ثم مضى إلى اليمن وعليها عبيد الله بن العباس ، فألقى القبض على ولديه وهما صغيران فذبحهما على درج صنعاء ! فندب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أصحابه ، فتثاقلوا وأجاب جارية فقال : « أنت
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 79 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
لعمري ميمون النقيبة ، حسن النية صالح العشيرة » ( البحار : 34 : 13 ) وبعثه في ألفين لمواجهة بسر ، فسار جارية حتى وصل البصرة ، ثم مضى نحو الحجاز ، وواصل مسيره حتى وصل اليمن ، ففرَّ بسر وكل من كان على هوى معاوية ، وما زال جارية يتعقبه وبسر يفر من بين يديه حتى أخرجه إلى الشام هارباً ( البحار : 34 : 15 ) .
5 : دخل جارية بن قدامة على الإمام الحسن ( عليه السلام ) بعد مقتل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) معزياً ومبايعاً فقال : « ما يجلسك ؟ سِر رحمك الله إلى عدوك قبل أن يسار إليك ! فقال الإمام الحسن ( عليه السلام ) : لو كان الناس كلهم مثلك لسرت إليهم » . ( معجم رجال الحديث : 4 : 350 ) .
6 : قال معاوية لجارية يوماً وقد وفد عليه بعد وفاة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : « أنت الساعي مع علي أبن أبي طالب ، والموقد النار في شعلتك تجوس قرى عربية تسفك دماءهم ؟ قال جارية : يا معاوية ! دع عنك علياً فما أبغضنا علياً منذ أحببناه ، ولا غششناه من صحبناه ! قال : ويحك يا جارية ! ما أهونك على أهلك إذ سموك جارية ! فقال جارية : وما أهونك على أهلك إذ سموك معاوية ، وهي الأنثى من الكلاب ! قال معاوية : لا أم لك فقال : أمي ولدتني للسيوف التي لقيناك بها في أيدينا ، قال : إنك تهددني ؟ قال : إنك لم تفتحنا قسراً ولم تملكنا عنوة ، ولكنك
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 80 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
أعطيتنا عهداً وميثاقاً وأعطيناك سمعاً وطاعة ، فإن وفيت لنا وفينا لك ، وإن فزعت إلى غير ذلك ، فإنا تركنا وراءنا رجالاً شداداً وألسنة حداداً !
فقال معاوية : لا أكثر الله في الناس أمثالك ! فقال : قل معروفاً وراعنا ، فإن شرَّ الدعاء المحتطب » . ( معجم رجال الحيث : 1 / 247 ) .
هذا ، وشخصيات بني تميم كثيرة ، نكتفي بفهرس لنماذج منها :
1 - خليد بن قرة اليربوعي : بعثه أمير المؤمنين ( عليه السلام ) والياً على خراسان لما أعلنوا ارتدادهم عن الإسلام ( تاريخ خليفة / 151 ) وكان كسرى ( يزد جرد ) في كابل فبعث إليهم عماله ، فقاتلهم خليد وهزمهم ، وأسر بنات كسرى فنزلن على أمان ، فبعث بهن إلى علي ( عليه السلام ) . ( أعيان الشيعة : 6 / 335 )
2 - عائذ بن حملة الطهوي : من قراء القرآن ، اعترض هو وصلحاء الكوفة كمالك الأشتر ، وكميل بن زياد ، وزيد بن صوحان وأخيه صعصعة ، على ولاتها الأمويين الفاسدين ، فلم يقبل منهم عثمان ، ونفاهم إلى الشام ، فآذاهم معاوية !
وشهد عائذ مع أمير المؤمنين ( عليه السلام ) مشاهده ، ثم كان مع حجر بن عدي وإخوانه في اعتراضهم على سياسة المغيرة وزياد ولاة
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 81 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
الكوفة من قبل معاوية . وعندما أمر زياد بالقبض على حجر اشتبك معهم أصار حجر ، ومنهم عائذ وحموه . ( الطبري : 4 / 193 ) .
3 - عامر بن عبد قيس العنبري التميمي ، الزاهد المشهور ( الإصابة : 5 : 60 ) من الزهاد الثمانية من أصحاب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ( معجم رجال الحديث : 10 / 212 ) . رووا له كرامات ( الطبقات : 7 / 106 ، والإصابة : 5 / 60 ) وكان من الناقمين على عثمان فنفاه إلى الشام . ( الطبري : 3 / 373 ) .
4 - عبد الله بن حكيم السعدي : من بني مجاشع بن دارم ، من وجوه أهل البصرة . ولما قدم طلحة والزبير البصرة أتاهما بكتب كتبها طلحة إليهم يؤلبهم على عثمان فقال له : يا طلحة ! أتعرف هذه الكتب ؟ قال : نعم . قال : فما حملك على التأليب عليه بالأمس والطلب بدمه اليوم ؟ فقال : لم أجد في أمر عثمان شيئاً إلا التوبة ، والطلب بدمه ! ( أنساب الأشراف : 1 / 229 ) .
5 - عتبة بن الأخنس : من أصحاب حجر بن عدي الذين قتلهم معاوية ، نجا من القتل بطلب أبي الأعور السلمي .
6 - عمير بن عطارد : بن حاجب بن زرارة التميمي ، سيد مضر في الكوفة ، كان قائد تميم الكوفة يوم صفين ، وله بطولات .
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 82 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
7 - محرز بن شهاب المنقري : من أصحاب حجر بن عدي ، واستشهد معه في مرج عذراء بدمشق . ( أعيان الشيعة : 9 : 45 )
8 - مسلم بن عبد الله المجاشعي : شاب من بني تميم أجاب دعوة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ورفع المصحف ودعا إليه أصحاب الجمل ، فقطعوا يمينه ، فأخذه بشماله ، فقطعوها وقتلوه . ( شرح النهج : 9 / 112 ) .
10 - الأبرد بن طهرة الطهوي : بنو طهية بطن من تميم ، سموا باسم أمهم ( معجم قبائل العرب : 2 : 685 ) . واستشهد الأبرد مع أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في صفين . ( أعيان الشيعة : 2 : 245 ) . وشهد معه صفين ابنه القعقاع بن الأبرد ، وروى مشاهداته . ( وقعة صفين / 363 ) .
13 - ربعي بن كأس العنبري : بعثه أمير المؤمنين ( عليه السلام ) على سجستان عندما ظهر فيها مشاغبون فرتب وضعها . ( تاريخ خليفة / 151 ) .
17 - عبد الله بن حوية : وهو من أصحاب حجر بن عدي ( رحمه الله ) وقد نجا من القتل بطلب حبيب بن مسلمة . ( تاريخ خليفة / 461 )
20 - مالك بن حبيب اليربوعي : كان على شرطة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في الكوفة ، وخلفه لتعبئة المقاتلين إلى صفين . ( أمالي المفيد : 128 ) .
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 83 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
21 - مالك بن حري النهشلي : كان قائداً مع أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في صفين ، وقد استشهد ( رحمه الله ) فيها . ( الإصابة : 6 : 394 ) .
24 - معقل بن قيس الرياحي : من صناديد العرب ، ومن أصحاب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) الخاصين ، حضر معه مشاهده ، فكان في حرب الجمل على الرجالة من تميم الكوفة ( الجمل / 172 ) وكان قائداً بارزاً في صفين ( الفتوح : 3 / 147 ) وقائد الميسرة في النهروان . ( الطبري : 4 / 63 ) .
وبعثه لمطاردة الخريت بن راشد الخارجي إلى جبال الأهواز ، فقاتله وهزمه ، ثم طارده إلى فارس حتى قتله ( الفتوح : 4 / 84 ) .
وفي سنة تسع وثلاثين للهجرة بعث معاوية يزيد بن شجرة للإغارة على مكة ، وإفساد موسم الحج على المسلمين ، وكان قثم بن العباس واليه على مكة ، فكتب له أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : « وقد وجهت إليكم جمعاً من المسلمين ذوي بسالة ونجدة ، مع الحسيب الصليب الورع التقي معقل بن قيس الرياحي » .
وهي شهادة بحق معقل ( رحمه الله ) . فهرب منه ابن شجرة ، وأدرك بعض جيشه بوادي القرى فأسرهم وفاداهم الإمام ( عليه السلام ) بالذين كان أسرهم معاوية . ( الغارات : 2 / 503 ) .
وكان آخر من اختاره أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ليكر على معاوية ، فاستشهد الإمام ( عليه السلام ) ورجع معقل إلى الكوفة . ( الغارات : 2 / 481 ) .
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 84 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
25 - نهشل بن حري بن ضمرة النهشلي : شاعر مخضرم ، أسلم ولم ير النبي ( صلى الله عليه وآله ) ولازم أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وحضر معه حروبه ، وهو أخو مالك بن حري الذي استشهد في صفين . ( الأعلام : 8 / 49 ) .
26 - ظبيان بن عمارة السعدي : أحد فرسان بني تميم ، صحب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وهو حديث السن وبرز في صفين لعبد الله بن المنذر التنوخي وكان فارس أهل الشام فقتله ظبيان ( البحار : 32 / 432 ) . وعندما استولى أصحاب معاوية على الفرات ، كان أول من حمل على أهل الشام ، قال الراوي : فضربهم والله حتى خلَّوا له الماء » ( شرح النهج : 3 / 327 ) .
وكان من فرسان جارية بن قدامة السعدي في قمع فتن معاوية ،
كما قاتل الخريت بن راشد الناجي تحت راية معقل بن قيس الرياحي . ( شرح النهج : 3 / 148 ) وقد قبض هو وعبيد الله الطائي على سنان بن الجراح عندما حاول اغتيال الإمام الحسن ( عليه السلام ) « فصرعه عبيد الله الطائي ، وجاء ظبيان فأخذ المغول من يده ، فقطع به أنفه وضرب رأسه بحجر فقتله ، ونجا الإمام الحسن ( عليه السلام ) » ( شرح النهج : 16 / 26 ) . ثم كان ظبيان في حركة التوابين مع سليمان بن صرد الخزاعي . ( أصدق الأخبار / 6 ) .
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 85 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
27 - ربيعة بن شيبان السعدي : « أبو حوراء البصري ، عن الحسن بن علي ( عليه السلام ) ، قال النسائي : ثقة » . ( أعيان الشيعة : 6 : 462 ) .
28 - ليلى بنت مسعود النهشلية : زوجة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، ولدت له عبيد الله وأبا بكر ، وقد استشهدا مع الحسين ( عليه السلام ) .
29 - جروة بنت غالب التميمية : كانت محبة لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) . روى ابن طيفور في بلاغات النساء / 75 : « أن معاوية احتجم بمكة ، فلما أمسى أرق أرقاً شديداً فأرسل إلى جروة ابنة غالب التميمية ، وكانت مجاورة بمكة ، وهي من بني أسيد بن عمرو بن تميم ، فلما دخلت قال : مرحباً يا جروة ! أرعناك ؟ قالت : إي والله ، لقد طرقت ساعة لا يطرق الطير في وكره ، فأرعت قلبي وصبياني ، وأفزعت عشيرتي وتركت بعضهم يموج في بعض يرجعون القول ، ويديرون الكلام خشية منك وشفقة عليَّ !
فقال لها : ليسكن روعك ولتطب نفسك فالأمر على خلاف ما ظننت ، إني احتجمت فأعقبني ذلك أرقاً فأرسلت إليك لتخبريني عن قومك ، قالت : عن أي قوم تسألني ؟ قال : بني تميم ، قالت : هم أكثر الناس عدداً ، وأوسعهم بلداً ، وأبعدهم أمداً ، هم الذهب الأحمر ، والحسب الأفخر . فقال : صدقت ، فأنزليهم
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 86 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
لي ؟ قالت : أما بنو عمر بن تميم فأصحاب بأس ونجدة ، وتحاشد وشدة ، لا يتخاذلون عند اللقاء ، ولا يطمع فيهم الأعداء سلمهم فيهم وسيفهم على عدوهم . قال : صدقت ونعم القوم لأنفسهم . قالت : أما بنو سعد بن زيد مناة ، ففي العدد الأكثرون ، وفي النسب الأطيبون ، يضرون إن غضبوا ، ويدركون إن طلبوا ، أصحاب سيوف وجحف ، ونزال وزلف ، على أن بأسهم فيهم وسيفهم عليهم .
وأما حنظلة ، فالبيت الرفيع ، والحسب البديع ، والعز المنيع ، والمكرمون للجار ، والطالبون بالثار ، والناقضون للأوتار . قال : إن حنظلة شجرة تفرع ، قالت : صدقت ، فأما البراجم ، فأصابع مجتمعة ، وكف ممتنعة .
وأما بنو طهية ، فقوم هوج ، وقرن لجوج . وأما بنو ربيعة فصخرة صماء ، وحية رقشاء ، يغزون غيرهم ، ويفخرون بقومهم .
أما بنو يربوع ففرسان الرماح ، وأسود الصباح ، يعتنقون الأقران ، ويقتلون الفرسان . وأما بنو مالك فجمع غير مفلول ، وعزٌّ غير مجهول ، ليوث هرَّارة ، وخيول كرَّارة .
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 87 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
وأما بنو دارم ، فكرم لا يدانى ، وشرف لا يسامى ، وعزٌّ لا يوارى . قال : أنت أعلم الناس بتميم . . . ثم سألها : فما قولك في عليٍّ ؟ قالت : جاز والله الشرف حداً لا يوصف ، وغاية لا تعرف وبالله أسأل إعفائي مما أتخوف » .
* *
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 88 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

التميميون من أصحاب باقي الأئمة ( عليهم السلام )

يوجد في أصحاب الأئمة من آل البيت ( عليهم السلام ) الكثير من بني تميم ، ومنهم أصحاب خاصون وحواريون .
وقد ذكرهم علماء الرجال في كتبهم الرجالية كالشيخ الطوسي في رجاله والنجاشي في فهرسته ، والسيد الخوئي في معجم رجال الحديث وغيرهم ، ومن جملة من ذكروهم :
أسلم بن أيمن المنقري ، و زياد بن أبي زياد المنقري ، من أصحاب الباقر ( عليه السلام ) .
ومن أصحاب الإمام الصادق ( عليه السلام ) :
الجارود بن السري السعدي وبكر بن حاجب التميمي ، وجابر بن نوح الحماني ، والجهم بن صالح التميمي ، والحباب بن موسى السعدي ، ودارم بن قبيصة بن نهشل ، والحسين بن أحمد المنقري ، وحماد بن أسحم التميمي ، وحميد بن حماد بن حوار ، وخارجة بن مصعب المروزي ، وخلاد بن واصل بن سليم المنقري ، وداود بن صالح التميمي ، ورباح بن أسود ، ورباح بن عاصم السعدي ، وزفر بن الهذيل العنبري ، وزياد بن الحسن بن فرات القزاز ،
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 89 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
وسعاد بن سليمان الحماني ، وسعير بن الخمس ، وسلمة بن عبيدة التميمي ، وسليمان بن زياد التميمي ، وسنان بن هارون البرجمي ، وسيف بن عبد الرحمن ، وشعيب بن راشد التميمي ، وعباد بن صهيب اليربوعي ، وعبد الله بن شعيب التميمي ، وعبد الله بن كثير اليربوعي ، وعمرو بن مسلم التميمي ، وعبد الرحمن بن نجران ، وغياث بن إبراهيم الأسيدي ، ومصعب بن سلام التميمي ، ومحمد بن عبد الله الطهوي ، ومحمد بن مارد التميمي ، ومحمد بن إسحاق بن أبي عثمان البرجمي ، ومحمد بن إسحاق بن عتاب البرجمي ، ومحمد بن مساور ، ومحمد بن همام التميمي الكوفي ، ومحمد بن الهيثم التميمي ، ومحمد بن الورد المنقري ، والفضيل بن عياض الزاهد ، ونعيم بن مورع ، والهيثم بن عروة التميمي ، ويحيى بن علي التميمي الربعي الكوفي . ومن أصحاب الإمام موسى الكاظم ( عليه السلام ) : محمد بن تميم النهشلي . ومن أصحاب الرضا ( عليه السلام ) : الحسن بن عبد الله التميمي ، وعبد الله بن محمد التميمي .
* *
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 90 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

من علماء بني تميم وأدبائهم

1 - أحمد بن إبراهيم بن المعلى بن أسد العمي : « كان ثقة في حديثه حسن التصنيف » . ( معجم السيد الخوئي : 2 / 18 ) . ولجده أسد العمي مصنفات كثيرة منها : التاريخ الكبير ، ومناقب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) .
2 - أحمد بن الماصوري العطاردي : قال في أمل الآمل : 1 / 21 : « فاضل يروي عن ابن قدامة القاضي أبي المعالي وعن السيد الشريف الرضي » .
3 - أحمد بن محمد السري : قال شمس الدين الذهبي في السير : 15 / 576 : « الإمام الحافظ الفاضل ، أبو بكر أحمد بن محمد السري ، ابن أبي دارم ، التميمي الكوفي الشيعي محدث الكوفة . . . كان موصوفا بالحفظ والمعرفة إلا أنه يترفض » ، وهو من أساتذة التلعكبري ، هارون بن موسى بن أحمد بن سعيد الشيباني ، أحد وجوه الطائفة وكبار علمائها . سمع منه سنة ثلاث مائة وثلاث وثلاثين وما بعدها ، وله منه إجازة ( رجال الطوسي : 411 )
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 91 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
4 - أسلم بن مهوز ، أبو الغوث الطهوي : كان معاصراً للبحتري ، وكلاهما من منبج قرب حلب ، إلا إن البحتري كان يمدح الملوك ، وهذا يمدح أهل البيت ( عليهم السلام ) . قال في مدح الإمام الهادي والعسكري ( عليهما السلام ) :

إذا ما بلغت الصادقين بني الرضا * فحسبك من هاد يشير إلى هاد
مقاويل إن قالوا ، بهاليل إن دعوا * وُفاةٌ بميعاد ، كُفاةٌ بمرتاد
إذا أوعدوا أعفوا وإن وعدوا وفوا * فهم أهل فضل عند وعد وإيعاد
ينابيع علم الله أطواد دينه * فهل من نفاد إن علمت لأطواد
نجوم متى ما نجم خبا مثله بدا * فصلى على الخابي المهيمن والباد
نجوم متى ما نجم خبا مثله بدا * فصلى على الخابي المهيمن والباد
عباد لمولاهم موالٍ لعباده * شهود عليهم يوم حشر وإشهاد
هم حجج لله ثنتى عشرة متى * عددت فثاني عشرهم خلف الهادي

( أعيان الشيعة : 1 : 181 )
5 - جعفر بن محمد التميمي ، من شيوخ الكليني ( رحمه الله ) ( أعيان الشيعة : 3 : 305 ) .
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 92 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
6 - الحسن بن محمد بن جعفر ( ابن النجار ) . نحوي ومؤرخ له كتاب تاريخ الكوفة نقل منه ابن طاووس ، توفي سنة أربع مئة واثنان للهجرة ( المصدر السابق : 5 : 241 ) .
7 - حنظلة بن زكريا . بن يحيى بن حنظلة القاضي التميمي روى عنه التلعكبري وله منه إجازة ( رجال الطوسي : 432 )
8 - زكريا بن يحيى الكوفي . عده النجاشي ( 173 ) من المصنفين .
9 - شهاب الدين سعد بن محمد بن سعد بن صيفي التميمي ، أبو الفوارس الملقب بحيص بيص ، الفقيه الأديب الشاعر ، قيل أنه كان أعلم الناس بأيام العرب ، أخذ الناس عنه علما وأدبا كثيراً نقل عن معجم الأدباء وتاريخ ابن خلكان : « أنه رأى في المنام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) قال فقلت له : يا أمير المؤمنين ! تفتحون مكة فتقولون من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ، ثم يَتُمُّ على ولدك الحسين في الطف ما تمَّ ! فقال : أما سمعت أبيات ابن صيفي في هذا ؟ فقلت : لا ، فقال : إسمعها منه . ثم استيقظت فبادرت إلى دار حيص بيص ، فخرج إليَّ فذكرت له الرؤيا فشهق وأجهش بالبكاء وحلف بالله إن كانت خرجت من فمي ، أو خطي إلى أحد ، وإن كنت إلا نظمتها في ليلتي هذه ، ثم أنشدني :
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 93 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
ملكنا فكان العفو منا سجيةً * فلما ملكتم سال بالدم أبطحُ
وحللتم قتل الأسارى وطالما * غدونا عن الأسرى نعفُّ ونصفح
فحسبُكُمُ هذا التفاوتُ بيننا * وكلُّ إناءٍ بالذي فيه ينضح » .
( أعيان الشيعة : 7 : 228 )
هذا ، ولا يتسع المجال حتى لسرد أسماء شخصيات بني تميم الكثيرة .
وفي الختام ننبه إلى دراسة مهمة بعنوان : قبيلة بني تميم ودورها في تاريخ الإسلام وإيران . باللغة الفارسية ، وهي رسالة ماجستير من جامعة أصفهان ، للكاتبة مريم سعيديان جزي ، نشرتها المكتبة التخصصية في تاريخ إيران والإسلام . وهي دراسة جادة ، تتميز بالشمول والتوثيق .
* *