سلسلة القبائل العربية في العراق (15) بنو هلال بن عامر

- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 1 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
سلسلة القبائل العربية في العراق (15)
بنو هلال بن عامر
عبد الهادي الربيعي
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 2 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 3 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم
تعد قبيلة بني هلال بن عامر من أشهر قبائل العرب، لارتباط اسمها بالبطل الأسطوري أبي زيد الهلالي (سلامة بن رزق)، ولأثرها الكبير على تكوين المغرب الحضاري، فقد أسهمت بشكل فاعل في تعريب بلدان المغرب العربي، وتغيير تركيبته السكانية.
وقد رتبت الكتاب على فصول: تناولت في أولها نسب القبيلة وأهم بطونها القديمة والمعاصرة، أما الثاني: فتحدثنا فيه عن منازلهم ومهاجرهم، وتناولنا في الثالث: مختصرا لتاريخ القبيلة في الجاهلية والإسلام، ووقفنا في الفصل الرابع عند محطات من تاريخهم في المغرب، وتركنا الفصل الخامس لترجمة مشاهير أعلامهم. أسأل الله تعالى أن أكون وفقت في إبراز صورة هذه القبيلة الناصعة في هذه اللمحات الخاطفة. ولا يسعني في الختام ألا أن أقف باحترام بين يدي فضيلة الشيخ علي الكوراني العاملي الذي لم يألوا جهدا في توجيهي لإخراج البحث بشكله الحالي، فله مني ألف شكر.
عبد الهادي الربيعي
في الثالث من رمضان المبارك/1433هـ
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 4 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

الفصل الأول : نسب القبيلة

ونبحث فيه:

1- نسب القبيلة

ينسب بنو هلال الى: هلال بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر. (جمهرة أنساب العرب: ابن حزم:273).
وقد ولد هلال بن عامر: عبد الله، ونَهيكا، وعبد مناف، وصخرا، وشَعثة، وشُعيثة، وعائذة، وناشرة، ورويبة، وربيعة. (جمهرة النسب: ابن الكلبي:367)، وزاد النويري في نهاية الأرب:2/337: حضرة، وقال: فأعقب هلال من إحدى عشرة قبيلة وهم أولاده لصلبه، وذكر: شعبة، وشعيبة، بدلا من شعثة وشعيثة.

2- أصهار النبي

ومن مكرمات هذه القبيلة أن النبي صلى الله عليه وآله تزوج بامرأتين من بني هلال، وهما: السيدة زينب بنت خزيمة، والسيدة ميمونة بنت الحارث، وستأتي ترجمتهن في فصل لاحق.
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 5 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

3- أظئار الإمام علي

ومن مكرماتهم ومفاخرهم أيضا أن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام ، ارتضع فيهم على عادة قريش الذين كانوا يرسلون أبناءهم الى البادية للرضاعة، وقد جرت له عليه السلام وهو صبي كرامة لقبه الهلاليون على أثرها بالميمون (المبارك). قال ابن شهر آشوب في المناقب:2/120: ((كانت ظئرة علي عليه السلام التي أرضعته امرأة من بني هلال، خلفته في خبائها مع أخ له من الرضاعة وكان أكبر منه سنا بسنة، وكان عند الخباء قليب (بئر) فمر الصبي نحو القليب ونكس رأسه فيه، فتعلق بفرد قدميه وفرد يديه، أما اليد ففي فمه، وأما الرجل ففي يديه، فجاءت أمه فأدركته. فنادت في الحي: يا للحي من غلام ميمون! امسك علي ولدي، فمسكوا الطفل من رأس القليب؛ وهم يعجبون من قوته وفطنته فسمته أمه مباركا، وكان الغلام في بني هلال يعرف بمعلق الميمون، وولده إلى اليوم))، وفي ذلك يقول طلحة بن عبيد الله العوني الغساني:
ولقبته ظئره ميمونا * إذ رأت السعد به مقرونا
فكان درا عندها مكنونا * يحمي أخا الرضاعة المنونا
ثم يدر ثديها الأبيا
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 6 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
واسم أخيه في بني هلال * فأسال به إن كنت ذا سؤال
معلق الميمون ذا المعالي * بذكره القوم على الليالي
موهبة خُصَّ بها صبيا. (الغدير:4/135)

4- بطون بني هلال القديمة

ذكر النسابون لبني هلال بن عامر بطونا جمة، بقي البعض منها محتفظا باسمه القديم الى يومنا هذا، ومن أشهر بطون هلال القديمة:
1- بنو أبي ربيعة: وهم بنو أبي ربيعة بن نهيك بن هلال بن عامر، منهم: ربيعة بن رياح بن أبي ربيعة الملقب بذي البردين. (جمهرة النسب:371)
2- بنو الحارث بن عبد مناف بن هلال. (معجم قبائل العرب:1/230)
3- بنو حارثة بن عبد الله بن هلال بن عامر، بطن من هلال. (المصدر السابق:1/234)
4- بنو حرب: بطن من هلال منازلهم الحجاز، هم ثلاث بطون: بنو مسروح، بنو سالم، بنو عبد الله، ومنهم: بنو زبيد الحجاز، وبنو عمرو. (نهاية الأرب: 232، جمهرة أنساب العرب:275)
5- حضرة بن هلال: وهم بنو حضرة ابن هلال بن عامر بن صعصعة. (المصدر السابق:1/282)
6- بنو رياح بن أبي ربيعة بن نهيك (جمهرة النسب:371): بطن كبير
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 7 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
سكنوا شمال افريقيا -مصر وتونس والمغرب- وسيأتي الحديث عنهم.
7- بنو زغبة بن أبي ربيعة بن نهيك (المصدر السابق): بطن كبير سكنوا شمال افريقيا، ويرجح بعض الباحثين أن قبيلة بني حسن الهلالية في العراق بطن منهم، وسيأتي تفصيل ذلك.
8- بنو عائذ بن هلال: منهم سعيد بن خُثيم (أو خَيثَم) المحدث أحد أصحاب زيد بن علي بن الحسين عليه السلام . (المصدر السابق:373)
9- بنو عبد الله بن هلال: قال النويري في نهاية الأرب:2/337: ((وهو البطن الأولى من بني هلال، من ثلاث أفخاذ: رُويبة بن عبد الله، وحوثة وحارثة: ابني عبد الله؛ فأعقب رويبة بن عبد الله من أربع عشائر: زغبة، ورياح، وهزم، ومعاوية)).
10- بنو عبد مناف بن هلال بن عامر بن صعصعة. (المعارف:482)
11- بنو عمر (أو عمرو) بن عبد مناف: وقد أولد: ربيعة، وعبد الله، والحيا، منهم: زينب بنت خزيمة بن عبد الله بن عمرو بن عبد مناف، أم المساكين، أحد زوجات النبي صلى الله عليه وآله . (جمهرة النسب:370)
12- بنو ناشرة بن هلال: بطن من هلال بن عامر، تفرعوا من ولديه: عمرو وظالم ابني ناشرة. (جمهرة أنساب العرب:273)
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 8 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
13- بنو نهيك بن عبد مناف: منهم مسعر بن كدام الفقيه. (جمهرة النسب:371)
14- بنو نهيك بن هلال: قال النويري في نهاية الأرب:2/337: ((وأما نهيك بن هلال، فأعقب من خمس قبائل لصلبه، وهم: معشر، وأبو ربيعة، وأبو معاوية، وسهل، وأبو جشم))، وزاد ابن الكلبي في الجمهرة ص371 سهيلا، منهم: قبيصة بن مخارق بن شداد بن معاوية بن أبي ربيعة، أحد الوافدين على رسول الله صلى الله عليه وآله . (جمهرة أنساب العرب:273)
15- بنو الهزم بن رويبة: وهم بنو الهزم بن رويبة بن عبد الله بن هلال، منهم: أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث بن حزن بن بجير بن الهزم، زوج النبي صلى الله عليه وآله ، وأم الفضل لبابة بنت الحارث امرأة العباس بن عبد المطلب. (جمهرة النسب:368)

5- العشائر الهلالية في العراق

ومن العشائر المعاصرة في العراق والتي يرجع نسبها الى هلال بن عامر:
1- الجميلة: قال الأستاذ ثامر العامري في موسوعة العشائر العراقية:8 /112 ملخصا: ((أنهم كانوا في نجد، وانتقلوا الى العراق
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 9 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
قبل أكثر من أربع قرون، وسكنوا الأنبار، والحويجة، والشرقاط، واختلطوا بقبائل الدليم، وذكر لعشائر الحويجة ست فروع، ومثلها لعشائر الشرقاط))، أما جميلة الأنبار فقد ذكرهم في ج2 ص77، ومن تفرعاتهم:
أ- آلبو رملة: وينقسمون الى أربع فروع. ب- آلبو جريو: فرعان.
ت- آلبو حداد: فرعان. ث- آلبو مكلد: فرعان ج- آلبو نصر الله: ثلاث فروع. ح- آلبو خنفر: أربع فروع. خ- آلبو حديد. د- آلبو عوسج وآلبو عاگول. ذ- آلبو شبيل. ر- المرمي. ز- آلبو مطر: فرعان. وذكر فرعا من الجميلة يسكنون الاسكندرية.
2- حرب: أضحى نسب قبيلة حرب معركة للآراء بين النسابين، فقد استقرب الحقيل في كنز الأنساب ص91 أنهم من خولان تبعا للهمداني في الإكليل، وتضارب النقل عن شيوخهم في نسب القبيلة، فقد نقل العزاوي في عشائر العراق:4/288 عنهم أنهم من حرب بن أمية بن عبد شمس، بينما نقل الروضان في موسوعة عشائر العراق:1/192 عنهم القول: بأنهم من معاذ بن وائل أخي بكر بن وائل.
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 10 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
وهذا التردد في نسبهم دفع بالدكتور كحالة في معجم قبائل العرب: 1/259 الى الاعتقاد بأن القبيلة تحالف عشائري، قال: ((حرب : قبيلة أكثرها من العدنانية، وهي غير متحدرة من سلالة واحدة، بل هي مجموعة أحلاف، يدخل فيها كثير من العناصر المختلفة في النسب. تقع أماكنها في نجد وفي الحجاز، أما في الحجاز فتمتد ديارها من جنوبي ينبع إلى القنفذة، على محاذاة الساحل، وحول المنطقة الجبلية الممتدة، من المدينة، إلى مكة، إلى قرب جبل أبانين، ثم تمتد شرقا إلى داخل نجد بقرب وادي الرمان، وحدها الجنوبي درب الحج من بريدة إلى مكة، ويقدر عددهم بالحجاز ب‍ 80000 نسمة.
وأن قسما كبيرا من عشائر هذه القبيلة وأفخاذها يوجد في الحجاز، وأن قسما آخر يوجد في نجد، ويدخل العراق، ويقدر عدد بيوته ب‍ 6000 بيت تقريبا. ويمكن تقسيم حرب إلى ستة بطون: بنو علي، الوهوب، الفردة، بنو سالم، بنو عمرو، ومسروح)).
والذي يظهر من أغلب النسابين أنهم من قبائل هلال بن عامر القديمة والتي احتفظت باسمها حتى اليوم، فقد ذكرهم ابن حزم في جمهرة أنساب العرب ص275 ونسبهم الى بني هلال، وقال: أنهم
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 11 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
يسكنون الحجاز، وهي نفس بلاد بني هلال في الجاهلية وصدر الإسلام، وكذلك القلقشندي في نهاية الأرب ص232، ونقل ثامر العامري في موسوعة العشائر العراقية:9/124 عن شيوخهم بأنهم من هلال بن عامر.
وأغلب أبناء هذه القبيلة يسكنون الحجاز الى الآن، إلا أن فرقا منهم هاجرت الى العراق والأردن وسوريا، فرارا من الغزو الوهابي والمذابح التي ارتكبها الوهابيون في الطائف ومكة.
وفي العراق منهم حاليا مجموعتان:
الأولى: ((تسكن على الفرات قريبا من الأخيضر، وفي الشامية، ومن فروع هذه المجموعة: السالم سليمان، الفارس، البو رفة، الطوالات، الصقور (الصگور)، الخراشات، البو جابر، الهوارة، ولد حمد.
الثانية: يسكنون نينوى، وهم من بني سالم، ومنازلهم في مركز مدينة الموصل وقراها، ومن فروعهم: البو جابر، العكر، الدغيمات، البو سالم، البيشان، العلو، الهوارة، النايف، النوري. (موسوعة عشائر العراق: الروضان:1/193)
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 12 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
3- بنو حسن: وهم من أكبر قبائل بني هلال في العراق، وأكثرها شهرة، وعزا ومجدا، وتاريخ هذه القبيلة حافل بالأحداث الكبيرة، إلا أننا مرغمون على اختصارها وفق الخطة المرسومة للكتاب.
يقول أوبنهايم في بدو العراق الجنوبي ص361 ، أنهم كانوا ضمن ثلث بني مالك من تحالف المنتفق. لكن يظهر أنهم انفصلوا عن المنتفق، إذ لم يشهدوا وقعة حسن باشا والي بغداد بالمنتفق شمال البصرة، بل مر الوزير المذكور بهم في منطقة جفتاية أو العرجة شمال الناصرية عند عودته الى بغداد سنة1120هـ-1708م، وهناك التقى شيخهم عباس الذي عبر عنه العزاوي، بأنه امرئ طاعن في السن، وشجاع لا يجارى. (العراق بين احتلالين:5/178)
ثم يورد لهم ذكرا في حوداث سنة 1267-1850 حيث أوقع بهم نامق باشا وقعة عظيمة، إلا أن العزاوي لم يعثر على تفاصيل الوقعة، ولا مكانها. (المصدر السابق:7/95)، ويظهر منه أنهم امتنعوا عن مشاكسة الدولة العثمانية بعد ذلك، حيث يذكر في حوداث سنة 1308هـ، أن شيخهم في الهندية الشيخ ثعبان حصل على الرتبة الرابعة والخامسة، جزاء خدماته في بسط الأمن وحفظ النظام.
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 13 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
((ثم بدأت العشيرة تتمدد من الهندية نحو الجنوب حتى وصلوا الى الشامية، وانضمت إليهم عشائر من أقربائهم كآل علي، وآل دهيم، والبو حداري، والدحيدح، وتضخم آل الجراح في هور الدخن (العباسية).
وتمكن آل عباس من المحافظة على تماسك القبيلة رغم سعتها، فأصبح بنو حسن من أقوى القبائل في منطقة الفرات الأوسط، لولا النزاع الذي نشب بينهم وبين آل فتلة سنة 1893م)). (بدو العراق الجنوبي:362، وانظر: أربعة قرون من تاريخ العراق: لونكريك:373)
((وفي سنة 1915هاجم بنو حسن دوائر الدولة العثمانية في كربلاء والحلة والكوفة وطويريج، فلاذت الحاميات التركية بالفرار، لكنها سلمت أمور المناطق المحررة الى إدارة شيوخ محليين)). (فصول من تاريخ العراق القريب:المس بيل:94)
وكان الدور الأبرز لعشائر بني حسن في ثورة العشرين، حيث تمكنت من حصر الحامية البريطانية في الكوفة، وتدمير أحد السفن الحربية في الشط، فقامت الطائرات البريطانية بقصف الثوار من الجو، فهدمت البيوت، وخربت المساجد، وقتلت الكثير من الأبرياء. (الثورة العراقية الكبرى: عبد الرزاق الحسني:275)
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 14 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
وحرر قسم من بني حسن الكفل في 20 تموز/1920م، وصدوا كتيبة بريطانية كانت تتقدم باتجاه الكوفة عن طريق الكفل، فمنعوها من الوصول الى أهدافها. (بدو العراق الجنوبي:362)
* * *
أما عن تقسيمات هذه العشيرة، فقد انقسمت آراء النسابين والموثقين في رد الفروع الى الأصول الى آراء عديدة، اخترنا منها تقسيم الدكتور رسول الحسناوي في كتابه قبائل بني حسن ص69 الى ثلاثة أقسام، وهي: الثلث الأول، وهم: آل عباس، وهم رؤساء بني حسن عموما، وآل كباس، وآل جميل، وألبو عارض.
الثلث الثاني: المكاتيم، وآلبو عريف، والثروان. الثلث الثالث: الجراح، ويتألفون من: البو حداري، آل دهيم، آل عزيب، آل نعمان، آل مواش، الشرمان، الزرفات، البو دحيدح، الشبانات، البو شيخ مشهد. ومن عشائر بني حسن:
1- آل شمخي: ويسكنون ناحية الحرية، وهم فرعان:
أ- آل حسن، ومن فرقهم: آل حسن، آلبو عبد الله، آل مريهج، آل شعلان، آل ديوان، آل سلطان، آل طه العبد العباس.
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 15 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
ب- آلبو لفته، ومن فرقهم: آل شمخي، آل متعب، آل كاظم، آلبو عزيز.
2- آلبو عريف، ويسكنون الهندية والعباسية في النجف، والمحمودية وبغداد، ومن تفرعاتهم: النويدرية، والهيلاچية، وآلبو مهية، وآلبو جابر، وآلبو شناوة، والحجازيين.
3- آل كباس (چباس): وأصلهم من شمَّر الجعفر، ثم انصهروا في عشائر بني حسن، ووتوزع منازلهم في الجزرة والعسرة في هور حسين، والبو سوف، والطرفاية والصخر الشرقي، ومن فروعهم: آلبو حسين، آلبو سوف، وآل حسام، وآل عليان.
4- الجراح: ويشكلون ثلث بني حسن، وهم مجموعة عشائر مختلفة في النسب متحدة في الراية. (قبائل بني حسن: د/رسول الحسناوي:97)، ويسكنون الهندية والكوفة والعباسية، ومن أفخاذ هذه العشيرة: البكريين، آلبو نعمان، وهم سبع فند، الذويلات، الصبيحيين، الصلابحة، آلبو حويش، آلبو صحوا، الدرنات، آلبو خليفة.
5- الشرمان: وهم عناصر الرئاسة في بني حسن، ومساكنهم موزعة بين العباسية والحرية والشامية، وينقسمون الى: أخوة نجية،
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 16 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
آلبو جبر، آلبو شيخ جبر، آلبو شنيارة، آلبو حمادي، آلبو نصير، آلبو موسى.
6- الجحيش: وأصلهم من زبيد ثم انضموا الى عشائر بني حسن، ويسكنون العباسية، ومن فرقهم: المعن، البوسمرة، آلبو بزون.
7- الحميدات: من صلب عشائر بني حسن، ومن أكبر عشائر الشامية، ومنهم من يسكنون العباسية.
8- آل بدير: وهم مجموعة من آل بدير الحميرية، انتقلوا من العبرة في الديوانية وجاوروا بني حسن في العباسية فعدوا منهم، ومن فروعهم: آل موسى، الشعار، آلبو غويزي، آلبو نصار، آل خنيجر، آلبو سعيد، بني حچيم، آلبو فلاح، آلبو دحو، النبهان.
9- آلبو نعمان: ويسكنون الكوفة والعباسية، ومن فرقهم: البو حاج ابراهيم. البو عوض. البو كمش. البو بوية. البو صالح. البو شخير. البو شنيتر.
10- آلبو دحيدح: قيل أن أصلهم من الخويلد أو من الجبور، ويسكنون الطبر في العباسية، ومن تفرعاتهم: البو شبيب. البو حمادي. البو شوكة. البو عيث. البو جراد. الناصر.
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 17 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
11- آل جميل: ومساكنهم في ناحية الحيدرية والعباسية والكفل والهندية، وفي محافظة كربلاء.
12- الجعيفر: ويسكنون العباسية، ويتفرعون الى: البو موسى. البو فياض. البو نعمة. علاوي. البو نعمة. رستم. عبد الراضي.
13- المكاتيم (المچاتيم): ويسكنون العباسية والكوفة، ومن فرقهم: البو ناجي. البو صالح. البو كصيد. السادة الشرفة. البو مهنا. البو طويرش. البو ناشي.
14- الشوافع: ويسكنون العباسية، ومن أفخاذهم: البو راشد. البو دهيمش. البو شبل. البو جياد. البو معيكط.
15- آلبو غريب: ويسكنون العباسية، ويتفرعون الى: البو حسين. البو صياح. البو هدوة ويتفرعون إلى: أ- البو محمد. ب- البو ختلان. البو طرة.
16- آلبو حداري: ويسكنون الكوفة والعباسية، ومن فرقهم:
1- البو حسين، ويتفرعون إلى: البو زبالة. البو عطار. البو حوران.
البو مطرود. البو مبارك.
2- العربي، ويتفرعون إلى: البو محيسن. الشوامن. البو مراد.
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 18 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
الزويطات.
3- المعايد، ويتفرعون إلى: البو خشان. البو خليفة. البو زهو.
17- آلبو عارض: ويسكنون الحرية والعباسية، ومن فرقهم: الزغيلات. العشعوش. البو شبل. السريدات. آل حامد. العشعوش من البو حماد. البو عويرض. اللهيبات. آل هدير. البو وسمي. البو مفرح. آل حصمود. البو مروح.
18- الشبانات: وتتوزع منزلهم في الحرية والكوفة البو علي. آل فرحان. البو شدة. البو حسين.
19- الزرفات: ويسكنون العباسية والحرية والكوفة، ومن فروعهم: البو صادق. البو راضي. البو عبد الله. البو وذيح. البو خنجر. البو حجي محمد. البو عقاب.
20- آل مواش: تضاربت الاراء حول أصلها فهم، إما من عشائر خفاجة الحلة. أو من العشائر الشمرية. أو من عشائر بني حسن، ومن الجراح بالذات. مساكنهم في ناحية العباسية وقضاء الكوفة، ويتفرعون إلى: البو عليوي، البو فهيدي، آل خليفة، البو ماضي، وهم ثلاث فند. البو صحو.
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 19 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
21- البو شيخ مشهد: يعتقد بان أصل هذه العشيرة من العبودة، إلا أنها هاجرت من الشطرة قبل اكثر من 150 سنة، وسكنت مع عشائر بني حسن، ونظرا لطول المدة التي قضتها مع هذه العشائر ونتيجة للاختلاط والمصاهرة راحت تعد واحدة من عشائر بني حسن، ومن فروع هذه العشيرة: السناجرة، آل جهل، الحجاج، الشيخ علي، الشيخ محمد.
22- الحواتم: ومساكن الحواتم في قضاء الكوفة وناحيتي العباسية والحرية (محافظة النجف) ويتفرعون إلى: البو خرس. البو شتيو. البو شراد. البو جبل. البو سلاويط. البو سرحان. الكناعرة. الخفاجات. البو جبر. البو حمد. البو عيدان.
23- الثروان: من عشائر بني حسن وأصلها قحطانية، ويسكنون الجدول الغربي قرب كربلاء، ومن فروعهم: البو عزيز. العكيلات. العوران. الحمران. آل زغيبي. العرابدة. آل سليم. آل طيب.
24- المراشدة: يقال أن أصلهم من سنبس الطائية انضموا الى بني حسن نتيجة المجاورة الطويلة، ومن فروع هذه العشيرة: البو مكي، النجادة، البو بچاي، البو شبع، البو تالي، آلبو عليوي، البو حسين،
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 20 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
البو مطرود.
وهناك مجموعة من العشائر متحالفة مع بني حسن وبعضها من السادة، مثل: السادة النفاخ الموسويين، والسادة الجوابر وهم من السادة الموسوية أيضا، والسادة الأميال وهم سادة جميع عشائر بني حسن.
ومن أحلاف بني حسن: الطفيل، والدعوم، وآل مسعود، وگريط، وآل إبراهيم، والغزالات. (موسوعة العشائر العراقية: ثامر العامري:3/241 وما بعدها مختصرا، وانظر: موسوعة عشائر العراق: عبد عون الروضان:1/198 وما بعدها)
وذكر الباحث ثامر العامري في موسوعة العشائر العراقية:3/242 ثلاث قبائل عبر عنهم بأنهم: أخوة بني حسن، وهم: الحميدات، وآل علي، والعوابد.
فأما الحميدات فقد قال عنهم ص238 من الجزء المذكور: ((من العشائر العراقية الكبيرة ولها تفرعات وأفخاذ عديدة...والحميدات شكلت حلفا عشائريا مع العوابد وآل علي، وهذا الحلف يمثل ثلث عشائر بني حسن)) وذكر لهذه العشيرة أحد عشر فخذا، وتلحق ببعضها فند عديدة.
وأما آل علي: فقد قال ص236 بأنهم: ((احدى عشائر بني
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 21 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
حسن... ومنازلهم موزعة بين العباسية والناصرية والهندية والنعمانية والمدَينة...ومنهم طوائف كبيرة في الشامية والحلة))، وذكر في فروعهم احد عشر فخذا.
أما العوابد: فقد وقع في التهافت بشأنهم، فقال في ج9 ص233مختصرا: ((أن العوابد جزء من تحالف بني مالك، وبنو مالك بطن من خزاعة، وقال: أن بني مالك الشامية والنجف غير بني مالك أحد أعمدة تحالف المنتفق، ثم عاد ص234 ليقول أنهم من بني مالك المنتفق))، وقال العزاوي:4/138: ((تعد من عشائر بني حسن، والواقع أنها من مالك))، وينقسم العوابد الى خمس عشائر كبيرة وهي: آل رباط، الصبغان، آل دخيل، آل معلة، الصنادجة، البو صعب. (موسوعة العشائر: العامري:3/235)
4- آل حسن: عدهم العزاوي في عشائر العراق:4/35 ضمن عشائر بني مالك، وقال: ((ويعد بعض العارفين أنهم من فروع بني حسن في لوائي: الحلة والديوانية))، ومن فروعهم التي ذكرها:
1- البو حميدي، وهم ثلاث فروع. 2- البو حمدان. 3- بنو مسلم. 4- الغريافية، وهم ثلاث فروع. 5- مشيرجة، ست فروع. 6-
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 22 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
السورة، أربع فروع. 7- الشحلاوية، فرعان. وسادة العشيرة هم البعاج.
5- الهلالات في خوزستان: ((ويصل نسبهم الى هلال بن عامر بن صعصعة، وهم من المقربين لعشيرة البو كاسب الكعبية، ويسكنون في الحيزان، والمعموري، وفي عبادان في القرى المجاورة لنهر الكارون، وهناك مثل يتداوله أبناء الأهواز يقول: (لو ضاع أصلك قول هلالي)، دلالة على كثرة العشيرة وسعت انتشارها. (العشائر والقبائل العربية في خوزستان: يوسف عزيزي بني طرف:107)
في ختام هذا الفصل أتقدم بالاعتذار لكل قبيلة أو عشيرة أو فخذ من بني هلال فاتني ذكره، أو قصرت في التعبير عنها بما تستحق من الثناء والتكريم.

6- بطون هلال في المغرب العربي

يشكل الهلاليون الذين هاجروا الى مصر وشمال افريقيا الثقل الأعظم من القبيلة، ومن أهم وأكبر بطونهم هناك:
1- الأثبج: ((كانت من أوفر القبائل عددا، وأكثرها بطونا، فكان لهم جمع وقوة، وكانوا أحياء غزيرة، وهم من جملة الهلاليين الداخلين لإفريقية، وكانت مواطنهم حيال جبال أوراس بإفريقية، وكانوا
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 23 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
ينزلون الصعيد)). (معجم قبائل العرب:1/5)
2- بنو بعجة: بطن من هلال، منازلهم بين مصر وتونس. (نهاية الأرب: 177، جمهرة أنساب العرب:275)
3- حسان: قبيلة تعرف بذوي حسان، من بني مختار، من المعقل، من بني هلال ابن عامر، من العدنانية. تقع مواطن هذه القبيلة من درعة إلى البحر المحيط، وكان ينزل شيوخهم بلاد قول قاعدة السوس، فيستولون على السوس الأقصى، وما إليه، ورياسة هذه القبيلة في أولاد أبي الخليل بن عمر بن عفير بن حسن بن موسى بن حامد بن سعيد بن حسان ابن مختار. (معجم قبائل العرب:1/270)
4- بنو حصين بن زغبة: من قبائل زغبة، تنقسم إلى بطنين عظيمين: جندل، وخراش. وكانت مساكنهم بنواحي مدينة المدية جنوب تونس، وبلاد صنهاجة. (المصدر السابق:1/281)
5- بنو رياح بن رويبة بن عبد الله بن هلال: كانت مساكنهم في إفريقية بنواحي قسنطينة، والمسيلة، والزاب. من بطونهم: مرداس بن رياح، سعيد بن رياح، وخضر ابن عامر بن رياح. (المصدر السابق:2/457)
6- بنو زغبة: قبيلة من هلال بن عامر...، كانت لهم عزة وكثرة عند دخولهم إفريقية، وقد تغلبوا على نواحي طرابلس وقابس ولم
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 24 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
يزالوا، ومن بطونهم: يزيد، حصين، مالك، عامر، وعروة، وقد اقتسموا بلاد المغرب الأوسط (الجزائر). (المصدر السابق:2/475)
7- بنو فادع: بطن من رياح... كانت منازلهم في المغرب الأقصى. (معجم قبائل العرب:3/905)
8- بنو فروة: بطن من بني هلال، ذكرهم ابن حزم في جمهرة أنساب العرب ص275، كانوا يسكنون بين مصر وأفريقيا (تونس).
9- بنو قرة: وهم بنو قرة عمرو بن ربيعة، فخذ مشهورة كبيرة، إليه يرجع كل قرّي. (نهاية الأرب للنويري:2/337)، وقال الدكتور كحالة في معجم قبائل العرب:3/944: ((قرة: بطن من هلال بن عامر بن صعصعة. كانت منازلهم فيما بين مصر وإفريقية، ومن بلادهم: إخميم بمصر. ومن حوادثهم التاريخية: أنهم عصوا المستنصر بالله بمصر الخليفة العلوي سنة 443 ه‍ ، وأقاموا بالجيزة مقابل مصر، وتظاهروا بالفساد، فعبر إليهم المستنصر بالله جيشا يقاتلهم، ويكفهم، فقاتلهم بنو قرة، فانهزم الجيش، وكثر القتل فيهم، فانتقل بنو قرة إلى طرف البر، فعظم الامر على المستنصر بالله، وجمع العرب من طيء وكلب وغيرهما من العساكر، وسيرهم في أثر بني قرة، فأدركوهم بالبحيرة، فواقعوهم، واشتد القتال، وكثر القتل في بني قرة، وانهزموا، وعاد
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 25 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
العسكر إلى مصر، وتركوا في مقابل بني قرة طائفة منهم لترد بني قرة، ان أرادوا التعرض إلى البلاد)).
10- لطيف: بطون كثيرة، من الأثبج، من هلال بن عامر. (معجم قبائل العرب:3/1013)
11- مالك بن زغبة: قال ابن خلدون:6 /45 مختصرا: ((بطن من هلال ابن عامر، منهم: سويد بن عامر بن مالك، وكانوا أحلافا لبني يادين-قبيلة من البربر- قبل الدولة، وكان لهم اختصاص ببني عبد الواد -قبيلة من البربر- ، وكانت لهم حتى القرن الثامن الهجري أتاوات على بلد سراة، والبطحاء، وهوارة)).
12- مرادس بن رياح: بطن من رياح، من هلال بن عامر. كانوا يقطنون إفريقية الشمالية، وينقسم إلى أفخاذ كثيرة منها: داود بن مرداس، ضنبر بن حواز بن عقيد بن مرداس، وكانت الرياسة على رياح كلها لمرداس. (معجم قبائل العرب:3/1075)
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 26 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

الفصل الثاني : منازل بني هلال ومهاجرهم

ونبحث في هذا الفصل:

1- منازل بني هلال في الحجاز

كانت بلاد بني هلال في عصر الرسالة وما قبله تمتد من بيشه جنوبا محاذية لجبال السراة باتجاه الشمال حتى تصل الى شمال شرق مكة على طريق البصرة مرورا بشرقي الطائف، قال الهمداني في صفة جزيرة العرب ص89: ((رنية وتربة بين ديار بني هلال))، ورنية: واد يقع على مسافة 90 ميلا من جنوب شرقي الطائف، وهو على طريق عامرة بين نجد واليمن. (هامش المصدر السابق). وقال ص233 : ((جلذان: واد منقلب الى نجد- أي ينحدر من جبال الحجاز- في شرقي الطائف يسكنه بنو هلال))، وقال ابن خلدون: ((وبنو هلال بن عامر في بسائط الطائف ما بينه وبين جبل غزوان، ونمير بن عامر معهم وجشم محسوبون منهم بنجد، وانتقلوا كلهم في الاسلام إلى الجزيرة الفراتية مسلك نهر حران ونواحيها)). وقال الحموي في معجم البلدان في مادة
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 27 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
مران: قرية غناء كبيرة كثيرة العيون، والآبار والنخيل والمزارع، وهي على طريق بين مكة والبصرة لبني هلال)). ومن أهم مواضع بلاد بني هلال:
1- البريك: مصغر البرك، موضع بطريق اليمن التهامي، من دون ضنكان، وضنكان: قرية، والبريك فيه حرة بني هلال. (معجم ما استعجم: البكري:2/244)
2- البقعاء: ماء لبني هلال. (القاموس المحيط: الفيروز آبادي:3/7)
3- بيشة: واد يصب من جبال تهامة مشرقا الى نجد، بعضه لبني هلال، وبعضه لبني سلول. (معجم ما استعجم:1/294)
4- تربة: واد تنصب إلى بستان ابن عامر، وأسفل تربة لبني هلال. (المصدر السابق:3/787)
5- حرة بني هلال: قال ياقوت في معجم البلدان:2/245: ((الحرة أرض ذات حجارة سود نخرة كأنها أحرقت بالنار، والجمع الحرات، وقال النضر بن شميل: الحرة الأرض مسيرة ليلتين سريعتين أو ثلاث، فيها حجارة أمثال الإبل البروك كأنها تشطب بالنار، وما تحتها أرض غليظة من قاع ليس بأسود، وإنما سودها كثرة حجارتها وتدانيها))، ثم ذكر الحرات في ديار العرب ومنها: حرة بني هلال
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 28 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
في البريك.
6- ذات عرق: أول بلاد تهامة ودونها بميلين ونصف مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله ، وهي لبني هلال بن عامر بن صعصعة، وبها بركة تعرف بقصر الوصيف. (عمدة القاري:9/144)
7- صريحة: على وزن فعيلة، أرض لبني هلال. (معجم ما استعجم:3/831)
8- عكاظ: بمعكد هوازن وسوق العرب القديمة، وهي لبني هلال اليوم. (صفة جزيرة العرب:386)
9- القفا:جبل لبني هلال. (معجم ما استعجم:3/1086)
10- كراء: واد رغيب في علياء دار بني هلال، يفلق الحرة، دونه منها أربعة أميال، ووراءه مثلها، وهو كثير النخل جدا، ليس بينه وبين الطائف إلا ليلتان، يطؤه حاج اليمن، وبينه وبين تبالة ثلاث مراحل، وبينه وبين مكة خمس مراحل. (المصدر السابق:3/875)

2- هجرتهم الى العراق

مع بداية الفتوح الإسلامية في الشرق، وتمصير البصرة والكوفة هاجرت الكثير من القبائل العربية الى هاتين المدينتين، وكان بنو هلال من تلك القبائل، فسكنوا البصرة والكوفة، قال السمعاني في
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 29 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
الأنساب:5/657: ((بنو هلال، قبيلة نزلت الكوفة))، وكانت منازلهم تقع شرقي المسجد الأعظم الى جانب جبانة بني سلول، ضمن مجموعة قبائل قيس عيلان، وكان لهم فيها مسجد يحمل اسم القبيلة. (انظر: الفتوح:8/287)
ويبدو أن مسجد بني هلال في الكوفة كان يقوم بدور جهادي في عصر الأئمة عليهم السلام ، فعنده بايع الكوفيون زيد بن علي عليه السلام ، قال الطبري:5/492: ((ثم إنه تحول من بني غبر إلى دار معاوية بن إسحاق بن زيد بن حارثة الأنصاري في أقصى جبانة سالم السلولي، وفي بني نهد، وبني تغلب عند مسجد بني هلال بن عامر، فأقام يبايع أصحابه)).
كما كان منبرا لبث تعاليم وأحاديث آل البيت النبوي عليهم السلام ، خصوصا عندما نزل الإمام الصادق عليه السلام الكوفة، وكان إمام المسجد أبو سارة من تلامذة الإمام عليه السلام والرواة عنه. (انظر: أصول الكافي:2/406)
ونزلت بطون منهم البصرة، ويدل على أنهم كانوا يشكلون ثقلا سكانيا كبيرا فيها ما رواه ابن الأثير في الكامل:3/387، حيث ذكر أن عبد الله بن عباس استنجد بهم عند مفارقته البصرة واختلاسه لبيت
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 30 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
المال، فخرج أهل البصرة لاستنقاذ المال منه، قال: ((واستدعي-ابن عباس- أخواله من بني هلال بن عامر، فاجتمعت معه قيس كلها، فحمل مالا، وقال: هذه أرزاقنا اجتمعت، فتبعه أهل البصرة فلحقوه بالطف يريدون أخذ المال، فقالت قيس: والله لا يوصل إلينا وفينا عين تطرف. فقال صبرة بن شيمان الحداني: يا معشر الأزد، إن قيسا إخواننا وجيراننا وأعواننا على العدو، وإن الذي يصيبكم من هذا المال لقليل، وهم لكم خير من المال. فأطاعوه فانصرفوا، وانصرفت معهم بكر وعبد القيس، وقاتلهم بنو تميم فنهاهم الأحنف فلم يسمعوا منه، فاعتزلهم، وحجز الناس بينهم، ومضى ابن عباس إلى مكة))، وكانت لعبيد الله بن جندل الهلالي قرية جنوب البصرة تسمى في اصطلاح أهل البصرة الذين يزيدون في اسم الرجل الذي تنسب إليه القرية ألفا ونونا (جندلان). (فتوح البلدان:2/451، وانظر: معجم البلدان:1/435)

3- هجرتهم الى الشام ومصر

واستوطنت بطون من هلال بلاد الشام والجزيرة الفراتية مع سائر قبائل عامر بن صعصعة، قال ابن خلدون في ج6 ص11 من تاريخه: ((كان بنو عامر بن صعصعة كلهم بنجد: بنو كلاب في خناصرة
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 31 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
والربذة من جهات المدينة، وكعب بن ربيعة فيما بين تهامة والمدينة، وبنو هلال بن عامر في بسائط الطائف ما بينه وبين جبل غزوان، ونمير بن عامر معهم، وجشم محسوبون منهم بنجد، وانتقلوا كلهم في الاسلام إلى الجزيرة الفراتية مسلك نهر حران ونواحيها، وأقام بنو هلال بالشام إلى أن ظعنوا إلى المغرب، وبقي منهم بقية بجبل بني هلال المشهور بهم قبلي قلعة صرخد))، وقال ابن العديم في بغية الطلب:1/554: ((...قبائل رويبة بن عبد الله بن هلال: بنو الهزم، وبنو عمرو، وبنو البراق، وبنو أهيب، وبنو زفر، وبنو الخير، ومن هذه السبع تفرقت بطون رويبة...، وهم أهل وبر ومدر بالحجاز، إلا من شذ منهم فإنه نزل بأرض الشام فتديروا بأرض حوران، ونزل منهم فريق بأرض زعرايا طرف البرهم بألفا وما ولاها، ونسب المحل إليهم إلى اليوم، فكانوا هم ومواليهم به ثم تخرب البلد فتفرقوا في البلاد))، ومن بلداتهم في الشام: ((قورس: وهي مدينة كانت قديمة من بناء الروم وبها آثار عظيمة، من أعمال قنسرين، وأهلها قوم من قيس، والغالبون عليها آل العباس بن زفر الهلالي)). (بغية الطلب:1/263)
واستوطنت فروع منهم مصر قبل الهجرة الكبرى، قال البري في
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 32 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
القبائل العربية في مصر ص137ملخصا: ((وكان أول قدومهم الى مصر سنة 109هـ، وكان لهم دور سياسي مهم في مصر منذ ذلك العهد حيث قاد عبد الله بن حليس الهلالي ثورات أهل الحوف القيسيين ضد الدولة العباسية أيام الفتنة بين الأمين والمأمون))، ((فأمر المأمون عمير بن الوليد أن ينفذ إليهم، فسار إليهم من الرقة، فدعاهم إلى الأمان، فأبوا عليه فقاتلهم، فظفر بهم، وأسر عبد الله بن حليس الهلالي رئيس القيسية، وعبد السلام الجذامي رئيس اليمانية، فضرب أعناقهما وصلبهما على جسر مصر، وأسر منهم خلقا عظيما حملهم إلى بغداد)). (تاريخ اليعقوبي:2/465). ثم كانت لهم هجرة أخرى الى الديار المصرية سنتعرض لها في موضع آخر من الكتاب.
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 33 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

الفصل الثالث

ونبحث فيه

1- تاريخ هلال في الجاهلية

بالرغم من قصر عمر القبيلة في العصر الجاهلي، حيث يرى المستشرق (برسيفال) كما نقل عنه الزركلي في الأعلام:8/91: ((أن هلال بن عامر كان حيا سنة 414 م- 215 ق ه‍ ))، إلا أنها خاضت الكثير من الحروب والنزاعات مع القبائل المجاورة، ومن أشهر وقائعهم في الجاهلية:
1- غارة عوف بن الحارث على بني هلال: وهو عوف ابن الحارث أحد شجعان بني سلامان من الأزد، ((أغار على بني هلال بن عامر بن صعصعة في يوم داج مظلم، فقال لأصحابه: انزلوا حتى أعتبر لكم. فانطلق حتى أتى صرما (جماعة) من بني هلال، وقد عصب على يد فرسه عصابا ليظلع فيطمعوا فيه، فلما أشرف عليهم استرابوا به، فركبوا في طلبه، وانهزم من بين أيديهم، وطمعوا فيه، فهجم بهم على أصحابه بني سلامان، فأصيب يومئذ بنو هلال، وملأ القوم أيديهم من الغنائم)). (الأغاني:13/143)
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 34 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
2- غارة حاجر بن عوف على بني هلال: وهو أحد الشعراء الصعاليك في الجاهلية، قال أبو الفرج في الأغاني: 13/146: ((اجتاز قوم حجّاج من الأزد ببني هلال بن عامر بن صعصعة، فعرفهم ضمرة بن ماعز سيد بني هلال، فقتلهم هو وقومه، وبلغ ذلك حاجزا، فجمع جمعا من قومه، وأغار على بني هلال فقتل فيهم وسبى منهم، وقال في ذلك يخاطب ضمرة بن ماعز:
يا ضمر هل نلناكم بدمائنا * أم هل حذونا نعلكم بمثال
نبكي لقتلى من فقيم قتّلوا * فاليوم تبكي صادقا لهلال3- يوم كراء: وهو من الأودية المشتركة بين بني هلال وبين بني الضباب بن كلاب بن ربيعة، ((وكانت بنو هلال بن عامر يهتضمون أهله، ويسيئون جوارهم، حتى جمعت لهم الضباب بالحمى، فغزوهم)) (معجم ما استعجم:3/875)، ولم أعثر على تفاصيل لهذه الوقعة فيما بين يدي من الكتب.
4- يوم الوندة: وهي بالدهناء، أغارت بنو هلال على نعم بني نهشل (من تميم)، فأنزلتهم بنو نهشل بالوندة، فما أفلت من بني هلال إلا رجل واحد. (معجم قبائل العرب:3/1221)
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 35 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
5- يوم ضمار: قال الحموي في معجم البلدان:3 /462: ((موضع كانت فيه وقعة لبني هلال))، ولم يذكر خصمهم يومذاك.
4- حروب الفجار: واشتركت هلال في هذه الحروب بين قبائل قيس عيلان وكنانة، وكان يقود بني هلال في هذه الحروب ربيعة بن أبي ظبيان الهلالي (الأغاني:22/319)، وقد تعرضنا لذكرها في مواضع متعددة من هذه السلسلة، فراجع.

2- بنو هلال والدعوة الإسلامية

كان بنو هلال في الجاهلية يعبدون الأصنام شأنهم في ذلك شأن باقي القبائل العربية، وكان لهم صنم يقال له ذو الخلصة له بيت خاص يعبدونه به، قال ابن حبيب في المحبر ص317: ((كان ذو الخلصة له بيت تعبده: بجيلة، وخثعم، والحارث بن كعب، وجرم، وزبيد، والغوث بن مر بن أد، وبنو هلال بن عامر، وكانوا سدنته. وكان بين مكة واليمن، كان بالعبلاء على أربع مراحل من مكة)).
ومع إشراقه نور الإسلام بعث لهم النبي صلى الله عليه وآله قرة بن الحصين العبسي يدعوهم الى الإسلام (أنساب الأشراف:13/196)، لكنهم تأخروا في تلبية الدعوة كسائر قبائل بني عامر بن صعصعة، وهلال هي القبيلة
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 36 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
الوحيدة من بني عامر التي شهد بعضهم غزوة حنين مع هوازن الى جانب المشركين، قال الطبري:2/345: ((لما سمعت هوازن برسول الله صلى الله عليه وآله وما فتح الله عليه من مكة، جمعها مالك بن عوف النصري، واجتمعت إليه مع هوازن ثقيف كلها، فجمعت نصر وجشم كلها، وسعد بن بكر، وناس من بني هلال وهم قليل، ولم يشهدها من قيس عيلان إلا هؤلاء، وغابت عنها فلم يحضرها من هوازن كعب ولا كلاب، ولم يشهدها منهم أحد له اسم)). (وانظر: الكامل في التاريخ:2/263)

3- وفد بني هلال

قال ابن كثير في البداية والنهاية:5/107: ((وفد بنو هلال بن عامر- سنة تسع للهجرة- وذكر في وفدهم: عبد عوف بن أصرم، فأسلم وسماه رسول الله صلى الله عليه وآله عبد الله، وقبيصة بن مخارق الذي له حديث في الصدقات، وكان في الوفد زياد بن عبد الله بن مالك بن نجير بن الهزم بن رويبة بن عبد الله بن هلال بن عامر. فلما دخل المدينة يمم منزل خالته ميمونة بنت الحارث، فدخل عليها، فلما دخل رسول الله صلى الله عليه وآله منزله رآه فغضب ورجع. فقالت: يا رسول الله إنه ابن أختي. فدخل إليها حتى خرج ثم دخل المسجد وهو معه، فصلى الظهر، ثم
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 37 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
أدنا زيادا فدعا له، ووضع يده على رأسه ثم حدرها على طرف أنفه فكانت بنو هلال تقول: ما زلنا نتعرف البركة في وجه زياد. وقال الشاعر لعلي بن زياد:
إن الذي مسح الرسول برأسه * ودعا له بالخير عند المسجد
أعني زيادا لا أريد سواءه * من عابر أو متهم أو منجد
ما زال ذاك النور في عرنينه * حتى تبوأ بيته في ملحد
(وانظر: الطبقات: 1/309)

4- بنو هلال في الفتوح الإسلامية

اشترك الهلاليون في حروب الفتح الإسلامية في العراق وفي بلاد الشام، وكان لهم ذكر في معركة القادسية، ويبدو من بعض النصوص التاريخية أن عددهم كان كبيرا، قال الواقدي في فتوح الشام:2/186مختصرا: ((فلما وصل سعد (بن أبي وقاص) ولقي القوم قد أخذوا أهبتهم، رتب جيشه وصفهم وألفهم: وجعل في الميمنة سعد بن عبيد القارئ، وفي الميسرة سعد العشيرة، وفي الجناح الأيمن سعد بن نجيبة، وعلى الجناح الأيسر سعد بن الأقيس الهلالي، وأقام هو في القلب))، وقال أيضا: ((لما استوت الصفوف وترتبت كل قبيلة، جعل سعد يتخلل الصفوف، ويعظ من فيها من عرب بجيلة وطيء وبني
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 38 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
هلال والنخع وغيرهم)).
ومن أبرز شخصيات بني هلال في هذه المعركة: ((بشر بن عبد الله الهلالي، وكان معه ألف من قيس عيلان)) (تاريخ الطبري:3/6)، ومن أبطالهم فيها ابن ذي البردين-ربيعة بن رياح بن أبي ربيعة- الهلالي، الذي طارد الفرس يوم عماس وهو ثالث أيام القادسية، وكان ممن ثبتوا في مواجهة القوم ليلة الهرير مع عمرو بن معد يكرب الزبيدي.
كما اشتركوا في فتح رامز مع بشر بن عبد الله. (المصدرالسابق:3/65،68،181). وشهدوا فتح قلعة ماردين في الشام، ومن قادة المعركة من بني هلال هناك: عدي بن سالم الهلالي، كان على رأس خمس مائة مقاتل. (فتوح الشام:2/120)، ومن أبطالهم في الشام: عبد الله بن كليب الهلالي: وكان المسلمون قد كرهوا الشماسة والنواقيس في بلاد الشام فأرادوا التماس حيلة لمنعها، فقال ابن كليب: ((أنا أذهب إلى مدينة قيصر فأصعد فأؤذن ببرج من بروجها، فإن قتلت برئت إليكم ذمتهم واستحللتم قتالهم، فذهب فأذن ببرج من بروجها، فأقبلوا نحوه ليقتلوه، فقال قيصر: عليَّ بالرجل لا يقتل، فقال: إنما أرادوا أن لا يكون بالشام شماسة ونواقيس، فأجازه بألف دينار وألحقه ببلاده)). (تاريخ المدينة:3/854)
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 39 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

5- بنو هلال في الجمل وصفين

شهد الهلاليون معركة الجمل وصفين مع الإمام أمير المؤمنين عليه السلام ، وقاتلوا تحت رايته وتقلد أبطالهم مناصب مهمة في جيش الإمام عليه السلام ، فكانت راية قيس عيلان البصرة كلها في صفين، بيد قبيصة بن شداد الهلالي، وكان الضحاك بن عبد الله الهلالي قائدا لشرطة البصرة، وسليم بن قيس الهلالي على بعض قطعات شرطة الخميس في الكوفة، وسنورد تراجم من شهدوا وقائع الإمام عليه السلام من بني هلال في الفصل لاحق.
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 40 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

الفصل الرابع : محطات تاريخية

السجل التاريخي لقبيلة بني هلال حافل بالأحداث التاريخية الهامة، والسمة البارزة في تلك الأحداث مساندتهم لكل من لمسوا فيه حبا أو ولاءا لآل البيت النبوي، ومعاداتهم لكل من خالف نهجهم، فبذلوا على ذلك الغالي والنفيس، وقدموا التضحيات الجسام، فوقفوا ندا للدولة العباسية حيث قاموا بثورات عديدة، واصطفوا الى جانب أشراف مكة لانتمائهم في النسب لآل البيت النبوي، ودافعوا مستميتين عن الخلافة الفاطمية في مصر، ومن أبرز تلك الأحداث:

ثورة قبائل قيس على الواثق العباسي

قال اليعقوبي في تاريخه:2/480: ((كانت بطون قيس قد عاثت في طريق الحجاز...، ونصبوا رجلا من سليم يقال له عزيرة الخفافي، وسلموا عليه بالخلافة، فوجه الواثق بغا الكبير-أحد القادة الأتراك- سنة 230هـ ، وأمره أن يقتل كل من وجده من الأعراب، فشخص قبل أوان الحج، فاجتمعت قيس من كل ناحية، وأكثرهم بنو سليم
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 41 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
ورئيسهم عزيرة، فلقيهم، فقاتلوه، فقتل منهم خلقا عظيما، وصلبهم على الشجر، وأسر منهم ناسا حبسهم في دار يزيد بن معاوية بالمدينة، فنقبوا وخرجوا على أهل المدينة، فوثب عليهم أهل المدينة، فقتلوا عامتهم، وحمل بغا الباقين في الأغلال)).
وقال ابن الأثير في حوادث سنة 231هـ: ((في هذه السنة قتل أهل المدينة من كان في حبس بغا من بني سليم وبني هلال. وكان سبب ذلك أن بغا لما حبس من أخذه من بني سليم وبني هلال بالمدينة وهم ألف وثلاثمائة، وكان سار عن المدينة إلى بني مرة، فنقبت الأسرى الحبس ليخرجوا فرأت امرأة النقب فصرخت بأهل المدينة، فجاؤوا فوجدوهم قد قتلوا المتوكلين وأخذوا سلاحهم، فاجتمع عليهم أهل المدينة ومنعوهم الخروج وباتوا حول الدار فقاتلوهم، فلما كان الغد قتلهم أهل المدينة)).

مناصرة الدولة الفاطمية

كان بنو هلال كارهين للخلافة العباسية القائمة على الظلم والجور وهضم حقوق آل البيت عليهم السلام ، فتبنوا الدعوة الفاطمية المناهضة للعباسيين، وكانوا من جنودها الأوفياء، وحينما استولى الفاطميون على مكة والمدينة سنة 363وخطب فيها للمعز الفاطمي، أعلنت
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 42 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
قبائل بني هلال ولاءها له، وكانت هلال تمثل خط دفاع الفاطميين المتقدم، لقرب ديارهم من مركز الخلافة العباسية (بغداد)، وكثيرا ما كانت تجري بين الطرفين معارك ضارية ألباسها مؤرخوا السلطة ثوب العدوان على حجاج بيت الله الحرام، ومن ذلك ما ذكره ابن الأثير في الكامل في أحداث سنة 363 قال: ((وفيها خرج بنو هلال وجمع من العرب على الحاج فقتلوا منهم خلقا كثيرا، وضاق الوقت فبطل الحج، ولم يسلم إلا من مضى مع الشريف أبي أحمد الموسوي والد (الشريف) الرضي على طريق المدينة فتم حجهم))، ونقل صاحب عارف الفتح في الإيجاز في تاريخ البصرة والأحساء ونجد والحجاز:1/202 عن الجزيري: ((أن المعز الفاطمي سلط بني هلال وغيرهم على الركب العراقي))، لكن صاحب الإيجاز نفسه ذكر في أحداث سنة 393: ((أنه لم يحج من الركب العراقي أحد، إلا أهل البصرة بخفارة قبيلة زغبة الهلالية))، وهذا ما يدعو الى الشك في تعرضهم لحجاج بيت الله.

مبايعة بني هلال لأبي الفتوح الحسني

قال السيد ابن عنبة في عمدة الطالب ص133- 134 مختصرا: ((الأمير أبو الفتوح الحسن بن جعفر: الشجاع، الشاعر، الفصيح،-
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 43 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
وهو من بني موسى الجون الحسنيين، وكان أول من ملك مكة أبوه جعفر بن محمد بن الحسين بن محمد الثائر بن موسى- ملك الحجاز بعد أخيه عيسى، وكان أبو الفتوح قد توجه إلى الشام في ذي القعدة سنة إحدى وأربعمائة ودعا إلى نفسه، ويلقب الراشد بالله، ووزر له أبو القاسم الحسن بن علي المغربي، وأخذ البيعة على بني الجراح (الطائيين) بإمرة المؤمنين...، وسار به إلى الرملة وذلك في زمن الحاكم الإسماعيلي-العزيز بن المعز الفاطمي- ، فلما بلغ ذلك الحاكم قامت عليه القيامة، وفتح خزائن الأموال ووصل بني الجراح بما استمال به خواطرهم من الأموال العظيمة، وسوغهم بلادا كثيرة فخذلوا أبا الفتوح وظهر له ذلك منهم، وبلغه أن قوما من بني عمه قد تغلبوا على مكة لما بعد عنها، فخاف على نفسه ورضى من الغنيمة بالإياب، وهرب عنه الوزير أبو القاسم خوفا منه. وكان ذلك في سنة اثنتين وأربعمائة ثم إن أبا الفتوح وصل الاعتذار والتنصل إلى الحاكم، وأحال بالذنب على المغربي فصفح الحاكم عنه، وبقي حاكما على الحجاز إلى أن مات في سنة ثلاثين وأربعمائة)).
وفي الإيجاز:1/228: ((وكان أبو الفتوح أول خروجه من الحجاز، قد بايعه بنو سليم، وبنو هلال، وبنو عوف، وبنو عامر، ثم شد رحله في قوة عظيمة يريد الشام)).
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 44 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
وظل الهلاليون أوفياء في بيعتهم لهذه الأسرة الحسنية التي حمكت مكة، حتى وفاة آخر أمرائهم شكر بن أبي الفتوح سنة 453هـ، ((وبعد وفاة الشريف شكر أصبح بنو هلال تحت وطأة آل المهنا أمراء المدينة لمناصرتهم الشريف شكر)). (الإيجاز:1/244)، ولعل هذا هو السبب الحقيقي لما عرف تاريخيا بهجرة بني هلال الكبرى أو تغريبة بني هلال.

هجرة بني هلال الكبرى

تعد هجرة بني هلال ومجموعة من القبائل الهوازنية والقيسية كبني سليم وسلول والخلط من المنتفق وخفاجة وفرازة وجشم وغيرها من القبائل الى مصر وشمال افريقيا، من أشهر هجرات القبائل العربية، وأطولها بقاءا في الذاكرة الشعبية، حيث حيكت حولها الكثير القصص والأساطير، وألفت فيها العديد من الكتب تناولت تغريبة بني هلال وتحولها الى الديار المصرية.
وكان لهذه القبائل دور سياسي متميز في الأحداث التي أناخت على مصر وشمال افريقيا طيلة ثلاث قرون ونصف، وقد تعرض ابن خلدون في تاريخه لسيرة بني هلال في ج6 من ص13 الى ص70، وفي مواضع أخرى من تاريخه، إلا أنه لا يمكن الاطمئنان بصحةكل ما
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 45 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
نقله عنهم، لأن للأهواء أثرا واضحا في كتاباته عنهم، وهذا ما أقره به مؤلف كتاب تاريخ تونس ص51 حيث قال: ((إن كل ما كتب من شهادات في هذا الشأن وضع عن لسان طائفة من أعيان المدن، فلا غرابة أن يتهموا الهلاليين بارتكاب الكبائر، وأن يصوروا انتصارهم في أفريقيا وكأنه يوم القيامة قد حل)).
فأما عن سبب هذه الهجرة فقد قال ابن خلدون: ((كانت بطون هلال وسليم لم يزالوا بادين- يسكنون البادية- منذ الدولة العباسية، وكانوا أحياء ناجعة محلاتهم من بعد الحجاز بنجد، فبنو سليم مما يلي المدينة، وبنو هلال في جبل غزوان عند الطائف، وربما كانوا يطوفون رحلة الصيف والشتاء أطراف العراق والشام فيغيرون على الضواحي ويفسدون السابلة، ويقطعون على الرفاق، وما زالت البعوث تجهز والكتائب تكتب من باب الخلافة ببغداد للايقاع بهم وصون الحاج عن مضرات هجومهم، ثم تحيز بنو سليم والكثير من ربيعة بن عامر إلى القرامطة عند ظهورهم وصاروا جندا بالبحرين وعمان، ولما تغلب شيعة ابن عبيد الله المهدي-المعز الفاطمي- على مصر والشام، وكان القرامطة قد تغلبوا على أمصار الشام، فانتزعها العزيز منهم (سنة 360 هـ)
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 46 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
وغلبهم عليها وردهم على أعقابهم إلى قرارهم بالبحرين، ونقل أشياعهم من العرب من بني هلال وسليم فأنزلهم بالصعيد، وفي العدوة الشرقية من بحر النيل فأقاموا هناك)). (تاريخ ابن خلدون:6/13 مختصرا)، فاتهم هلالا بأنهم كانوا مع القرامطة الذين استولوا على دمشق سنة 360 هـ، وأن العزيز الفاطمي نقلهم الى مصر منذ ذلك العهد قهرا. لكننا عرفنا فيما سبق أنهم كانوا من أتباع الدولة الفاطمية وليسوا من أعدائها القرامطة، وأن منازعاتهم مع الدولة العباسية كانت لبسط نفوذ الفاطميين في شبه الجزيرة العربية، مضافا الى أنهم سنة 401 هـ كانوا في الحجاز وبايعوا لأبي الفتوح الحسني كما مر، وساروا معه الى الشام، ثم والوا من بعده ولده شكر بن أبي الفتوح.
وعليه: لم يكن الهلاليون من أتباع القرامطة لا في البحرين ولا في الشام، وأن سبب انتقالهم الى مصر على الأرجح كان: أما بسبب انتقام آل المهنا أمراء المدينة من أتباع خصومهم أشراف مكة، وأما أن العزيز نقلهم الى مصر بسبب مبايعتهم لأبي الفتوح في ثورته عليه وتحركه الى الشام، أو لخصومة وقعت بينهم وبين الشريف شكر وهو المروي عن الهلاليين أنفسهم، قال ابن خلدون:6/18: ((ولهؤلاء
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 47 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
الهلاليين في الحكاية عن دخولهم إلى إفريقية طرق في الخبر، يزعمون أن الشريف ابن هاشم كان صاحب الحجاز ويسمونه شكر بن أبي الفتوح، وأنه أصهر إلى الحسن بن سرحان-أحد زعماء بني هلال- في أخته الجازية، فأنكحه إياها وولدت منه ولدا واسمه محمد، وأنه حدث بينهم وبين الشريف مغاضبة وفتنة وأجمعوا الرحلة عن نجد إلى إفريقية، وتحيلوا عليه في استرجاع هذه الجازية فطلبته في زيارة أبويها فأزارها إياهم وخرج بها إلى حللهم، فارتحلوا به وبها وكتموا رحلتها عنه، وموهوا عليه بأنهم يباكرون به للصيد والقنص ويروحون به إلى بيوتهم بعد بنائها، فلم يشعر بالرحلة إلى أن فارق موضع ملكه، وصار إلى حيث لا يملك أمرها عليهم ففارقوه فرجع إلى مكانه من مكة)).

انتشار بني هلال في المغرب العربي

وعن سبب نزوحهم من مصر الى افريقيا (تونس والجزائر)، قال ابن خلدون:6/13 وبعدها مختصرا: ((ولما انساق ملك صنهاجة -وهي: قبيلة من قبائل البربر، وهم سكان شمال أفريقيا الأصليون ويعبر عنهم الآن بالأمازيغ، وهم شعوب كثيرة وقبائل متعددة- بالقيروان إلى المعز بن باديس بن المنصور سنة ثمان وأربعمائة، قلده الظاهر لدين الله الفاطمي أمر إفريقية على عادة آبائه، إلا أن أذن المعز بن باديس كانت صاغية إلى مذاهب أهل السنة، وربما
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 48 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
كانت شواهدها تظهر عليه، وكبا به فرسه في أول ولايته لبعض مذاهبه فنادى مستغيثا بالشيخين أبي بكر وعمر، وسمعته العامة فثاروا بالرافضة وقتلوهم وأعلنوا بالمعتقد الحق، ونادوا بشعار الإيمان، وقطعوا من الأذان حي على خير العمل. وأغضى عنه الظاهر (الفاطمي) من ذلك، وابنه معد المنتصر من بعده، واعتذر بالعامة فقبل، واستمر على إقامة الدعوة والمهاداة، وهو في أثناء ذلك يكاتب وزيرهما وحاجب دولتهما المضطلع بأمورهما أبا القاسم أحمد بن علي الجرجاني ويستميله ويعرض ببني عبيد -الخلفاء الفاطميين- وشيعتهم.
وفي سنة 437 بعد وفاة المنتصر الفاطمي، أعلن ابن باديس تمرده على الفاطميين، وأرسل بالبيعة الى القائم العباسي في بغداد. وبلغ الخبر إلى المستنصر (الفاطمي) بالقاهرة، فأشار الوزير الحسن بن علي الياورزي على الخليفة الفاطمي بالإيعاز لبني هلال بمقاتلة المعز بن باديس ونصرة الدولة الفاطمية، وباصطناعهم والتقدم لمشايخهم وتوليتهم أعمال إفريقية وتقليدهم أمرها. فبعث المستنصر وزيره الى بطون بني هلال سنة 441 وأرضخ لأمرائهم في العطاء، وأباح لهم إجازة النيل وقال لهم: قد أعطيتكم المغرب.
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 49 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
فاجتمعت جيوش ابن باديس ثلاثون ألفا، ووقعة المعركة فانهزم ابن باديس والبربر، ودخل بنو هلال القيروان (تونس) سنة 445هـ، واقتسمت العرب بلاد إفريقية سنة 446 فكان لزغبة طرابلس وما يليها، ولمرداس بن رياح باجة وما يليها، ثم اقتسموا البلاد ثانية فكان لهلال من تونس إلى الغرب وهم: رياح وزغبة والمعقل وجشم وقرة والأثبج والخلط وسفيان، وشرق تونس (ليبيا) لبني سليم بن منصور، وتصرم الملك من يد ابن باديس الصنهاجي، وفي ذلك يقول علي بن رزق الرياحي الهلالي:
لقد زار وهنا من أميم خيال * وأيدي المطايا بالزميل عجال
وان ابن باديس لأفضل مالك * لعمري، ولكن ما لديه رجال
ثلاثون ألفا منهم قد هزمتهم * ثلاثة آلاف وذاك ضلال
(المصدر السابق:6/13- 15 مختصرا)
وبذلك انتشر بنو هلال في تونس والجزائر، وتمكنوا من تثبيت أركان الدولة الفاطمية فيها بعد خيانه ابن باديس لها.

مختصر لتاريخ بني هلال في المغرب

1- استمرار الحرب مع البربر
قال ابن خلدون:6/16 ملخصا: ((ثم حاربوا زناتة-قبيلة من البربر- من بعد صنهاجة، وكانت زناتة قد اجتهدت في مدافعتهم، فغلبوهم
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 50 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
على الضواحي، واتصلت الفتنة بينهم ....وكانت رياسة الضواحي من زناتة والبربر لبني يفرن، ومغراوة، وبني ماند، وبني تلومان، ولم يزل هذا دأب العرب وزناتة حتى غلبوا صنهاجة وزناتة على ضواحي إفريقية والزاب، ونهروا من بها من البربر وأصاروهم عبيدا وخدما بباجة)).
2- غزوة صاحب تلمسان بني هلال
وقال ص19: ((وجهز صاحب تلمسان من بني خزر قائده أبا سعدي اليفرني، فكانت بينهم وبينه حروب إلى أن قتلوه بنواحي الزاب، وتغلبوا على الضواحي في كل وجه وعجزت زناتة عن مدافعتهم بإفريقية والزاب، وصار الملتحم بينهم في الضواحي بجبل راشد ومصاب من بلاد المغرب الأوسط (الجزائر) فلما استقر لهم الغلب، وضعت الحرب أوزارها، وصالحهم الصنهاجيون على خطة خسف في انفرادهم بملك الضواحي دونهم)).
3- غزو بني هلال لعاصمة بني حماد
كان بنو حماد وهم فرع آخر من قبيلة صنهاجة البربرية، قد استقلوا بحكم الجزائر عام 408 هـ، وكان عاصمتهم القلعة، وهي قلعة عسكرية محكمة البناء تقع الى الجنوب الغربي من مدينة سطيف
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 51 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
الجزائرية، ويحكمها الناصر بن علناس أحد أحفاد حماد بن بلكين، وكانت في صراع دائم مع بني عمومتهم بنو باديس بن بلكين أمراء تونس، فاستنصر بنو باديس بني هلال على الناصر الحمادي (دولة بني حماد: مختصر من الفصل الأول والثاني)، ((وحشد الناصر بن علناس لمحاربتهم وجمع زناتة، وكان فيهم المعز بن زيري صاحب فاس، ونزلوا الأربس جميعا، ولقيهم رياح وزغبة بمنطقة تسمى سبيبة، لكن المعز بن زيري المغراوي الزناتي مكر بالناصر وصنهاجة بدسيسة زعموا أنها من تميم بن المعز بن باديس صاحب تونس، فجر عليهم الهزيمة واستباحت العرب وزناتة هذا من الناصر ومضاربه، وقتل أخوه القاسم ونجا إلى قسنطينة، ورياح في إتباعه ثم لحق بالقلعة، فنازلوها وخربوا جنباتها وأحبطوا عروشها، وعاجوا على ما هنالك من الأمصار ثم طبنة والمسيلة فخربوها وأزعجوا ساكنيها، وعطفوا على المنازل والقرى والضياع والمدن فتركوها قاعا صفصفا أقفر من بلاد الجن)) (تاريخ ابن خلدون:6/20)
4- مواجة هلال غزو الموحدين
كان المغرب الأقصى خاضعا لسلطة المرابطين (448- 541هـ)، وآخر أمرائهم فيها علي بن يوسف بن تاشفين، وكان هناك رجل من
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 52 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
جبال البربر جنوب المغرب يدعى ابن تومرت، زعموا أنه درس في بغداد عشر سنوات، ثم رجع الى مراكش، وكان يتبنى أفكارا دينية متشددة، واستعمل العنف والقوة في فرض رأيه، ثم ادعى المهدوية، وكفَّر الحكام المرابطين والفقهاء وأتباع المرابطين، فاتبعته البربر، ومنهم رجل يدعى عبد المؤمن الكومي، وثمة تشابه كبير بين تحالف ابن تومرت مع الكومي وتحالف ابن عبد الوهاب وابن سعود، خصوصا وأن كلا الرجلين كانا يحملان أفكارا متشددة، ويكفران كل من لا يؤمن بدعوتهما، وتمكن الرجلان من تشكيل قوة عسكرية أطاحوا بها بسلطة المرابطين سنة 541هـ، ثم اتجه الكومي نحو الجزائر التي كان يحكمها يحيى الحمادي وتونس وليبيا لضمها لسلطته (انظر: تجربة الاصلاح في حركة ابن تومرت: الفصل الأول، وانظر: دولة الموحدين للصلابي:الفصل الأول والثاني)، ((فاحتل عاصمتهم بجاية ثم توجه نحو القلعة العاصمة القديمة للحماديين، والتي كانت تسكنها قبائل العرب، وقد أسرف الموحدون في القتل فقتلوا نحوا من ثمانية عشر ألف نسمة، وامتلأت أيديهم من السبي، ثم أحرقوا المدينة، ففر من سلم من أهلها الى قمم الجبال. فأثار ذلك قبائل بني هلال، وكانت القلعة واقعة تحت نفوذهم، فجهز
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 53 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
عبد المؤمن جيشا لقتالهم تحت أمرة صهره عبد الله بن وانودين، فهزمه الهلاليون وقتلوا قائد الجيش، فاستشاط عبد المؤمن غضبا، وحشد كافة الموحدين لقتالهم، فجرت بينهما معركة شديدة دامت يوما وليلة، هزم الهلاليون في نهايتها وقتل ألمع زعماء بني هلال بن عامر، واستولى الموحدون البربر على دوابهم وأمتعتهم)). (دولة بني حماد: 196 مختصرا)
ونقل الزركلي في الأعلام:8/91، عن كتاب (قبائل العرب في مصر): ((أن الموحدين أجلوا كثيرا من هلاليي إفريقية إلى الأندلس، وأن السلطان قلاوون بمصر، استعان بهم في فتح دنقلة، وأنهم كانت لهم في أيام ابن خلدون بقايا في الصعيد، وأن المقريزي وصفهم بالكثرة في شرقي عيذاب، وأن في المؤرخين من يعد "الجعافرة" في الصعيد بطنا منهم، وقد سكن بعضهم السودان)).

السيادة على نجد

يظهر من بعض المؤرخين أن بطونا من هلال بقيت في نجد والحجاز رغم الهجرة الكبرى، وأن هذه البطون كانت من القوة بحيث تمكنت من بسط سيادتها ونفوذها على قبائل نجد فترة طويلة من الزمن، فقد نقل في الإيجاز:1/537 عن المغيري في حوادث سنة 1100هـ قال: ((وقد تمكنت آل المغيرة في نجد بعد بني هلال))، وبنو
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 54 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
المغيرة رهط من بني لام قادوا تحالفا قويا في نجد ردحا من الزمن، ثم انحل هذا التحالف بهجرة بني لام الى العراق، وقام تحالف قبائل شمر على انقاضه.
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 55 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

الفصل الخامس : أعلام بني هلال

أولا: الصحابة

1- أسامة بن عمير الهلالي: وقيل: الهذلي، أبو أبي المليح زيد بن أسامة، من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله . (معجم رجال الحديث:3/185)
2- حجير الهلالي: قال ابن الأثير في أسد الغابة:1/387 ((حجير بن أبي حجير، أبو مخشي الهلالي، وقيل إنه حنفي، وقيل من ربيعة بن نزار، روى عنه ابنه مخشي أنه رأى النبي صلى الله عليه وآله يخطب في حجة الوداع، فقال: إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام، كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا)).
3- حميد بن ثور الهلالي: أبو المثنى، ((يقال في نسبه: حميد بن ثور بن عبد الله بن عامر بن أبي ربيعة بن نهيك بن هلال بن عامر بن صعصعة... أسلم حميد وقدم على النبي صلى الله عليه وآله ، فأنشده قصيدته التي أولها:
أضحى فؤادي من سليمى مقصدا * إن خطأ منها وإن تعمّدا))
(الاستيعاب:1/377)، وحميد ((من الشعراء المخضرمين، عاش زمنا في
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 56 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
الجاهلية، وشهد حنينا مع المشركين، وأسلم ووفد على النبي صلى الله عليه وآله ، ومات في خلافة عثمان. وقيل: أدرك زمن عبد الملك بن مروان)). (الأعلام:2/283)
4- زهير بن عمرو الهلالي: يقال النصري من بنى نصر بن معاوية. ومن قال الهلالي جعله من بني هلال بن عامر، نزل البصرة، روى عنه أبو عثمان النهدي. (الاستيعاب:2/522)، وذكره السيد الأمين في أعيان الشيعة:7/71، وربما لروايته حديث الانذار، الذي رواه عنه مسلم في صحيحه:1/143، والطبراني في المعجم الكبير:5/272.
5- زياد بن عبد الله بن مالك: تقدم وفوده على النبي صلى الله عليه وآله ، ودخوله على خالته ميمونة بنت الحارث.
6- عبد الله بن قرة بن نهيك الهلالي: دعا له النبي صلى الله عليه وآله بالبركة. (أسد الغابة:3/243)
7- عبد الله بن يزيد بن أصرم بن سعيد بن الهزم بن رويبة بن عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة: أبو ليلى، صحابي، ذكره ابن حجر في الإصابة:7/294 .
8- عبد عوف بن أصرم بن عمرو بن شعيبة بن الهزم من رؤيبة: قال ابن سعد في الطبقات:1/309: ((وفد على رسول الله صلى الله عليه وآله
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 57 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
فسأله عن اسمه فأخبره، فقال: أنت عبد الله. وأسلم، فقال رجل من ولده:
جدي الذي اختارت هوازن كلها * إلى النبي عبد عوف وافدا))
9- عكاف بن وادعة الهلالي: صحابي، كان قد عكف عن الزواج فأمره النبي صلى الله عليه وآله باتخاذ زوجة. (الاستيعاب:3/1244)
10- علي، أبو علي الهلالي: صحابي، ويظهر من روايته الآتية قرب منزلته من رسول الله صلى الله عليه وآله ، قال ابن الأثير في أسد الغابة:4/42: ((روى سفيان بن عيينة، عن علي بن علي الهلالي، عن أبيه، قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وآله في شكايته التي قبض فيها، فإذا فاطمة عند رأسه فبكت حتى ارتفع صوتها، فرفع رسول الله صلى الله عليه وآله طرفه إليها، فقال: حبيبتي فاطمة، ما يبكيك؟ قالت: أخشى الضيعة بعدك! قال: يا حبيبتي، أما علمت أن الله اطلع إلى أهل الأرض اطلاعة فاختار منها أباك، ثم اطلع إليها اطلاعة فاختار منها بعلك، وأوحى إلي أن أنكحك إياه))، وتكملة الخبر: ((يا فاطمة: ونحن أهل بيت قد أعطانا الله سبع خصال لم يعط أحد قبلنا ولا يعطى أحد بعدنا: أنا خاتم النبيين، وأكرم النبيين على الله، وأحب المخلوقين إلى الله عز وجل، وأنا
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 58 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
أبوك، ووصيي خير الأوصياء وأحبهم إلى الله وهو بعلك، وشهيدنا خير الشهداء وأحبهم إلى الله، وهو عمك حمزة بن عبد المطلب، وهو عم أبيك وعم بعلك، ومنا من له جناحان أخضران يطير في الجنة مع الملائكة حيث يشاء وهو ابن عم أبيك وأخو بعلك، ومنا سبطا هذه الأمة وهما ابناك الحسن والحسين وهما سيدا شباب أهل الجنة، وأبوهما والذي بعثني بالحق خير منهما. يا فاطمة: والذي بعثني بالحق إن منهما مهدي هذه الأمة، إذا صارت الدنيا هرجاً ومرجاً، وتظاهرت الفتن، وتقطعت السبل، وأغار بعضهم على بعض، فلا كبير يرحم صغيراً، ولا صغير يوقر كبيراً، فيبعث الله عز وجل عند ذلك منهما من يفتتح حصون الضلالة وقلوباً غلفاً، يقوم بالدين في آخر الزمان كما قمت به في أول الزمان، ويملأ الدنيا عدلاً كما ملئت جوراً...)). (انظر: مجمع الزوائد:8/253، المعجم الكبير:3/57، تاريخ دمشق:42/130، ينابيع المودة:2/209)
11- قبيصة بن مخارق الهلالي: ذكر ابن سعد في الطبقات:7/35 نسبه كاملا، فقال: ((قبيصة بن المخارق بن عبد الله بن شداد بن معاوية بن أبي ربيعة بن نهيك بن هلال بن عامر بن صعصعة، وفد على النبي صلى الله عليه وآله فأسلم، وروى عنه أحاديث، ونزل البصرة، وولده بها اليوم، من ولده: محمد بن حرب بن قطن بن قبيصة بن المخارق))،
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 59 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
وهو ((من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله ، ورد على رسول الله فسلم عليه و رحب به وقال: يا رسول الله، كبرت سني وضعفت قوتي، فعلمني كلمات ينفعني الله به وأوجز. فأمره بالإعادة حتى أعاد ثلاث مرات، فقال: ما بقي حولك حجر ولا شجر ولا مدر إلا بكي رحمة لك يا قبيصة، احفظ عني: أما لدنياك فقل ثلاث مرات إذا صليت الغداة: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم وبحمده، لا حول ولا قوة إلا بالله. فإنك إذا قلتهن أمنت من عمى وجذام وبرص وفالج. وأما لآخرتك فقل: اللهم اهدني من عندك، و أفض علي من فضلك، وانشر علي من رحمتك، وأنزل علي من بركاتك....)) (المستدركات:6/ 268)
12- كهمس الهلالي: ((وهو كهمس بن معاوية بن أبي ربيعة، معدود في البصريين، روى عنه معاوية بن قرة. وروى حماد بن زيد، عن معاوية ابن قرة، عن كهمس الهلالي، قال: أسلمت فأتيت النبيّ صلى الله عليه وآله فأخبرته بإسلامي، ثم غبت عنه حولا، ورجعت إليه وقد ضمر بطني، ونحل جسمي، فخفض فيَّ البصر ورفعه، قلت: أما تعرفني؟ قال: من أنت؟ قلت: أنا كهمس الهلالي الذي أتيتك عام أول. قال: ما بلغ بك ما أرى؟ قلت: ما نمت بعدك ليلا، ولا أفطرت
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 60 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
نهارا. قال: ومن أمرك أن تعذب نفسك، صم شهر الصبر ومن كل شهر يوما. قلت: زدني، قال: صم شهر الصبر، ومن كل شهر يومين. قلت: زدني، فإنّي أجد قوة. قال: صم الصبر، ومن كل شهر ثلاثة أيام)). (الاستيعاب:3/1355، أسد الغابة:4/256)
13- مالك الهلالي: عده ابن الأثير في أسد الغابة:4/285 فيمن روى عن رسول الله صلى الله عليه وآله .
14- مخارق الهلالي: أبو قبيصة بن مخارق، قال ابن الأثير:4/335: ((أورده العسكري، روى حرب بن قبيصة بن مخارق الهلالي عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وآله مر به وهو كاشف عن فخذه، فقال: وار فخذك فإنها عورة)).
15- النزّال بن سبرة الهلالي الكوفي: عده ابن سعد في الطبقات:6/85 من الصحابة، فقد روى عبد الملك بن ميسرة عن النزال بن سبرة قال: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وآله إنا وإياكم كنا ندعى بني عبد مناف، فأنتم بنو عبد الله ونحن بنو عبد الله))، لكن ابن عبد البر قال:4/1524: ((ذكروه فيمن رأى النبيّ صلى الله عليه وآله وسمع منه، ولا أعلم له رواية إلَّا عن عليّ عليه السلام وابن مسعود، وهو معروف في كبار التابعين
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 61 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
وفضلائهم. روى عنه الشعبي، والضحاك، وعبد الملك بن ميسرة، وإسماعيل بن رجاء)).
أقول: هو من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام ، شهد معه النهروان كما يظهر من روايته، قال: ((أن علياً عليه السلام لم يخمس ما أصاب من الخوارج يوم النهروان. ولكن رده إلى أهله كله، حتى كان آخر ذلك رحل أتي به، فرده)). (علي والخوارج:1/206)

ثانيا: الهلاليون من أصحاب الأئمة

1- سُليم بن قيس الهلالي:
صاحب الكتاب المعروف بكتاب سليم بن قيس، من مشاهير أصحاب الأئمة عليهم السلام ، جليل القدر، عظيم الشأن، قوي الإيمان. والبحث في شخصيته يقع في عدة جهات:
الأولى: كنيته ونسبه
ويكنى سليم بأبي صادق، وقد نسبه الى بني هلال بن عامر، ابن الغضائري في رجاله ص63، والزركلي في الأعلام:3/119، والشيخ الطوسي في اختيار معرفة الرجال:1/321، وفي رجاله في باب أصحاب علي بن الحسين عليه السلام ص114 قائلا: ((سليم بن قيس الهلالي، ثم العامري، الكوفي))
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 62 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
الثانية: صحبته لأئمة آل البيت.
عاصر سليم خمسا من الأئمة عليهم السلام ، فقد عده الشيخ الطوسي في الرجال ص66 في أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام تارة، وأخرى ص94 في أصحاب الإمام الحسن عليه السلام ، وص101 فيمن روى عن أبي عبد الله الحسين عليه السلام . ورابعة ص114 فيمن روى عن الإمام زين العابدين عليه السلام ، وخامسة ص136 في أصحاب الإمام الباقر عليه السلام .
الثالثة: حياته
ولد سليم قبل الهجرة بسنتين، وكان عمره عند وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله اثنتي عشرة سنة، ولم يأت المدينة إلا في أوائل إمارة عمر قبل السنة 16 الهجرية، وعمره يومئذ سبعة عشر عاما، ولازم الإمام أمير المؤمنين عليه السلام والصحابة من مريديه، كسلمان وأبي ذر والمقداد وابن عباس والبراء بن عازب، وروى عنهم.
ثم شهد وقعة الجمل سنة 35، وكتب كثيرا من جزئيات ما وقع في تلك المعركة وبعدها، كما شهد وقعة صفين في سنة 37 من أولها إلى آخرها، وكان من شرطة الخميس المتقدمين في الحرب، وكان حاضرا ليلة الهرير العاشر من صفر سنة 38، وهي آخر وقعات صفين. ثم رجع مع الإمام علي عليه السلام إلى الكوفة، بعد أن حضر أمر الحكمين.
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 63 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
كما حضر وقعة النهروان، وبقي في الكوفة ملازما للإمام الحسن عليه السلام بعد استشهاد الإمام علي عليه السلام ، وحتى دخول معاوية الكوفة عقيب معاهدة الصلح مع الحسن عليه السلام .
وبعد انتقال الإمامين الحسنين عليهما السلام إلى المدينة سافر سليم إليها والتقى بهما، ولا ندري هل بقي فيها أم لا، إلا أنه كان حاضرا بالمدينة سنة 50 بعد شهادة الإمام الحسن عليه السلام ، ويبدو أنه بقي في السنوات التي تلتها يتردد بين المدينة والكوفة.
لا علم لنا بالظروف التي عاشها سليم من سنة 60 إلى 75 للهجرة، إلا ما ذكره عن التقائه بالإمام السجاد والإمام الباقر عليهما السلام، وكذلك ابن عباس في تلك الفترة، ويظهر أنه كان في الكوفة في سنة 75 عندما قدم الحجاج واليا عليها، فطلبه ليقتله، فهرب منه إلى البصرة ثم إلى بلاد فارس، ووصل إلى مدينة (نوبندجان) وآوى في تلك البلدة إلى أبان بن أبي عياش، ولم يلبث كثيرا في نوبندجان حتى مرض، ثم توفي رضي الله عنه في حدود سنة 76هـ. (مقدمة كتاب سليم بن قيس: 69 وما بعدها مختصرا)
الرابعة: توثيق العلماء له
ذكر الكثير من علماء الرجال والتراجم سليما بالإعظام والإجلال،
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 64 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
فقد عده البرقي في رجاله ص4 من أولياء أمير المؤمنين عليه السلام ، وذكره النجاشي في الرجال ص8 في أوائل من صنف من أتباع آل البيت عليهم السلام ، وقال العلامة الحلي في خلاصة الأقوال ص163 بعد أن نقل أقوال العلماء فيه: ((والوجه عندي الحكم بتعديل المشار إليه))، وعبر عنه الشيخ عباس القمي في الكنى والألقاب:3/293 بالشيخ الأقدم، قال: ((الشيخ الأقدم سليم بن قيس الهلالي، عد من أصحاب علي والحسن والحسين والسجاد عليهم السلام . له كتاب معروف، وهو أصل من الأصول التي رواها أهل العلم وحملة حديث أهل البيت عليهم السلام ، وهو أول كتاب ظهر للشيعة معروف بين المحدثين اعتمد عليه الشيخ الكليني والصدوق وغيرهما من القدماء رضوان الله عليهم)).
وقال السيد الخوئي في معجم رجال الحديث:9/226: ((أن سليم بن قيس ثقة جليل القدر، عظيم الشأن، ويكفي في ذلك شهادة البرقي بأنه من الأولياء من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام ، المؤيدة بما ذكره النعماني في شأن كتابه)).
الخامسة: كتاب سليم بن قيس
يعد كتاب سليم بن قيس من الأصول القليلة التي ألفت قبل عصر الإمام الصادق عليه السلام ، قال محمد بن إبراهيم النعماني في كتاب الغيبة
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 65 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
ص103: ((ليس بين جميع الشيعة ممن حمل العلم ورواه عن الأئمة عليهم السلام خلاف في أن كتاب سليم بن قيس الهلالي أصل من أكبر كتب الأصول التي رواها أهل العلم وحملة حديث أهل البيت عليهم السلام وأقدمها؛ لأن جميع ما اشتمل عليه هذا الأصل إنما هو عن رسول الله صلى الله عليه وآله ، وأمير المؤمنين عليه السلام ، والمقداد، وسلمان الفارسي، وأبي ذر ومن جرى مجراهم ممن شهد رسول الله، وأمير المؤمنين وسمع منهما، وهو من الأصول التي ترجع الشيعة إليها وتعول عليها)). وقال ابن النديم في الفهرست ص275: ((هو أول كتاب ظهر للشيعة)).
وعليه: يحضى سليم بقصب السبق في التأليف من بين علماء المسلمين جميعا، وفي وقت كان عمر يمنع من تدوين الحديث بحجة أنها تختلط في ألفاظها ومعانيها بالقرآن، وبقي هذا المنع ساريا حتى زمن عمر بن عبد العزيز في حدود سنة 100هـ حيث أمر بتدوين الحديث، فالكتاب وثيقة تاريخية مهمة، خاطر مؤلفه بحياته الشريفة في جمعه وتأليفه ثم نسخه وحفظه، والوصية به وإيصاله إلى من بعده.
السادسة: أهمية الكتاب
يتميز كتاب سليم من ناحية القيمة العلمية، كونه أصلا من
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 66 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
الأصول الحديثية القديمة، والأصل كما يقول العلامة الطهراني في الذريعة:2/125 وما بعدها مختصرا: ((هو ما كان المكتوب فيه مسموعا لمؤلفه من المعصوم عليه السلام أو عمن سمع منه، لا منقولا عن مكتوب فإنه فرع منه. ومن الواضح أن احتمال الخطأ والغلط والسهو والنسيان وغيرها في الأصل المسموع شفاها عن الإمام أو عمن سمعه منه أقل منها في الكتاب المنقول عن كتاب آخر لتطرق احتمالات زائدة في النقل عن الكتاب، فالاطمينان بصدور عين الألفاظ المندرجة في الأصول أكثر والوثوق به آكد، وإذا كان مؤلف الأصل من الرجال المعتمد عليهم الواجدين لشرائط القبول يكون حديثه حجة لا محالة وموصوفا بالصحة.
فوجود الحديث في الأصل المعتمد عليه بمجرده كان من موجبات الحكم بالصحة عند القدماء...هذه الميزة ترشحت إلى الأصول من قبل مزية شخصية توجد في مؤلفيها، تلك هي المثابرة الأكيدة على كيفية تأليفها والتحفظ على ما لا يتحفظ عليه غيرهم من المؤلفين، وبذلك صاروا ممدوحين من عند الأئمة عليهم السلام ، ولذا نعد قول أئمة الرجال في ترجمة أحدهم: (أن له أصلا) من ألفاظ المدح له... ثم قال:
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 67 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
إن المزايا التي توجد في الأصول ومؤلفيها، دعت أصحابنا إلى الاهتمام التام بشأنها قراءة ورواية وحفظا وتصحيحا، والعناية الزائدة بها وتفضيلها على غيرها من المصنفات. ويرشدنا إلى ذلك تخصيصهم الأصول بتصنيف فهرس خاص لها، وإفرادهم مؤلفيها عن سائر الرواة والمصنفين بتدوين تراجمهم مستقلة)).
أضف الى ذلك أن الكتاب عرض على ستة من الأئمة المعصومين عليهم السلام فأقروه ووثقوا صاحبه! فقد عرض سليم كتابه على أمير المؤمنين والإمام الحسن والإمام الحسين والإمام زين العابدين عليهم السلام ، روى الشيخ الصدوق في الخصال ص255 عن سليم قال: ((قلت لأمير المؤمنين عليه السلام : يا أمير المؤمنين، إني سمعت من سلمان والمقداد وأبي ذر شيئا من تفسير القرآن وأحاديث عن نبي الله صلى الله عليه وآله غير ما في أيدي الناس، ثم سمعت منك تصديق ما سمعت منهم ورأيت في أيدي الناس أشياء كثيرة من تفسير القرآن ومن الأحاديث عن نبي الله صلى الله عليه وآله أنتم تخالفونهم فيها وتزعمون أن ذلك كله باطل، أفترى الناس يكذبون على رسول الله صلى الله عليه وآله متعمدين ويفسرون القرآن بآرائهم؟ قال: فأقبل علي عليه السلام فقال: قد سألت فافهم الجواب:
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 68 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
إن في أيدي الناس حقا وباطلا، وصدقا وكذبا، وناسخا ومنسوخا، وعاما وخاصا، ومحكما ومتشابها، وحفظا ووهما...الحديث)).
قال سليم: ((ثم لقيت الحسن والحسين عليهم السلام بالمدينة بعد ما قتل أمير المؤمنين عليه السلام ، فحدثتهما بهذا الحديث عن أبيهما. فقالا: صدقت، حدثك أبونا علي عليه السلام بهذا الحديث ونحن جلوس، وقد حفظنا ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وآله كما حدثك أبونا سواء لم يزد فيه ولم ينقص منه شيئا. قال سليم: ثم لقيت علي بن الحسين عليه السلام -وعنده ابنه محمد بن علي عليه السلام - فحدثته بما سمعته من أبيه وعمه وما سمعته من علي عليه السلام . فقال علي بن الحسين عليه السلام : قد أقرأني أمير المؤمنين عليه السلام عن رسول الله صلى الله عليه وآله ، السلام وهو مريض وأنا صبي)).
كما عرضه أبان بن أبي عياش على الإمام زين العابدين والإمام الباقر عليهما السلام، ((قال: حدثت علي بن الحسين عليه السلام بهذا الحديث كله عن سليم، فقال: صدق سليم...
وقال: حججت بعد موت علي بن الحسين عليه السلام ، فلقيت أبا جعفر محمد بن علي عليه السلام فحدثته بهذا الحديث كله لم أترك منه حرفا واحدا، فاغرورقت عيناه، ثم قال: صدق سليم، قد أتاني بعد أن قتل جدي
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 69 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
الحسين عليه السلام ، وأنا قاعد عند أبي فحدثني بهذا الحديث بعينه. فقال له أبي: صدقت، قد حدثك أبي بهذا الحديث بعينه عن أمير المؤمنين عليه السلام ونحن شهود، ثم حدثاه بما هما سمعا من رسول الله صلى الله عليه وآله .
ثم عرضه حماد بن عيسى- الناقل الرابع للكتاب- على الإمام الصادق عليه السلام أيضا، قال: ((قد ذكرت هذا الحديث عند مولاي أبي عبد الله عليه السلام فبكى وقال: صدق سليم، فقد روى لي هذا الحديث أبي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عليهم السلام قال: سمعت هذا الحديث من أمير المؤمنين عليه السلام حين سأله سليم)). (كتاب سليم:185- 186 مختصرا).
وروي عن الصادق عليه السلام أنه قال: ((من لم يكن عنده من شيعتنا ومحبينا كتاب سليم بن قيس الهلالي، فليس عنده من أمرنا شيء، ولا يعلم من أسبابنا شيئا، وهو أبجد الشيعة، وسر من أسرار آل محمد صلى الله عليه وآله )) (مستدرك الوسائل:17/298)
* * *
2- الضحاك بن عبد الله الهلالي: أحد الأبطال الشجعان، والمجاهدين في سبيل الله باليد واللسان، كان على شرطة عبد الله بن
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 70 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
عباس في البصرة (الكامل في التاريخ:3/360)، وكان له موقف مشرف في فتنة عبد الله بن الحضرمي في البصرة، قال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة:4/35 وما بعدها مختصرا: ((أن معاوية لما أصاب محمد بن أبي بكر بمصر وظهر عليها، دعا عبد الله بن عامر الحضرمي، فقال له: سر إلى البصرة، فإن جل أهلها يرون رأينا في عثمان، ويعظمون قتله، وقد قتلوا في الطلب بدمه، فهم موتورون حنقون لما أصابهم، ودوا لو يجدون من يدعوهم ويجمعهم وينهض بهم في الطلب بدم عثمان، واحذر ربيعة، وانزل في مضر، وتودد الأزد، فإن الأزد كلها معك إلا قليلا منهم، وإنهم إن شاء الله غير مخالفيك. فقصد ابن الحضرمي البصرة لإثارة الفتنة والخلاف على أمير المؤمنين عليه السلام ، فنزل في بني تميم، واجتمع إليه من كان له هوى في بني أمية، فخطبهم فقال: أما بعد، أيها الناس، فإن إمامكم إمام الهدى عثمان بن عفان، قتله علي بن أبي طالب ظلما، فطلبتم بدمه، وقاتلتم من قتله، فجزاكم الله من أهل مصر خيرا، وقد أصيب منكم الملأ الأخيار، وقد جاءكم الله بإخوان لكم، لهم بأس يتقى، وعدد لا يحصى، فلقوا عدوكم الذين قتلوكم، فبلغوا الغاية التي أرادوا صابرين، ورجعوا وقد نالوا ما طلبوا،
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 71 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
فمالئوهم وساعدوهم، وتذكروا ثاركم لتشفوا صدوركم من عدوكم.
فانبرى له الضحاك الهلالي قاطعا عليه خطبته، فقال: قبح الله ما جئتنا به، وما دعوتنا إليه! جئتنا والله بمثل ما جاء به صاحباك طلحة والزبير، أتيانا وقد بايعنا عليا، واجتمعنا له، فكلمتنا واحدة ونحن على سبيل مستقيم، فدعوانا إلى الفرقة، وقاما فينا بزخرف القول، حتى ضربنا بعضنا ببعض عدوانا وظلما، فاقتتلنا على ذلك، وأيم الله، ما سلمنا من عظيم وبال ذلك، ونحن الآن مجمعون على بيعة هذا العبد الصالح الذي أقال العثرة، وعفا عن المسئ وأخذ بيعة غائبنا وشاهدنا. أفتأمرنا الان أن نختلع أسيافنا من أغمادها، ثم يضرب بعضنا بعضا، ليكون معاوية أميرا، وتكون له وزيرا، ونعدل بهذا الامر عن علي! والله ليوم من أيام علي مع رسول الله صلى الله عليه وآله خير من بلاء معاوية وآل معاوية لو بقوا في الدنيا، ما الدنيا باقية)). ثم انتهت فتنة ابن الحضرمي بجهود الضحاك وأمثاله من المخلصين.
3- قبيصة بن شداد الهلالي: عده الشيخ الطوسي في الرجال ص79 في أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام ، وهو أحد الأبطال والقادة الشجعان، كان يسكن البصرة، وشهد وقعة صفين، وهو أمير على قبائل قيس
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 72 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
عيلان البصرة. (وقعة صفين:206)
4- الحارث بن عبد عوف بن أصرم بن عمرو بن شعيثة بن الهزم بن رويبة بن عبد الله بن هلال بن عامر: قاضي البصرة، قال ابن حيان في أخبار القضاة:1/288: ((كان ابن عباس يفتي الناس ويحكم بينهم، وإنه خرج إلى علي عليه السلام -في صفين- ومعه أبو الأسود الدؤلي وغيره من أهل البصرة، فاستقضى الحارث ابن عبد عوف بن أصرم بن عمرو الهلالي، ثم قدم ابن عباس فأقر الحارث...))، ثم ولاه الإمام أمير المؤمنين عليه السلام أصفهان، فسار إليها ومعه النابغة الجعدي الشاعر. (ذكر أخبار أصبهان:1/73)
5- عائذ بن كريب الهلالي: ذكره نصر بن مزاحم في كتاب صفين ص556 فيمن استشهدوا مبارزة من أصحاب الإمام علي عليه السلام .
6- كليب بن تميم الهلالي: عده نصر بن مزاحم في وقعة صفين ص558 فيمن قتل مبارزة من أصحاب الإمام أمير المؤمنين عليه السلام .
7- سليمان بن خالد: أبو الربيع الهلالي، الأقطع، الكوفي، من أصحاب الباقر والصادق، كان قاريا، فقيها، وجيها، خرج مع زيد بن علي فقطعت إصبعه معه. ولم يخرج من أصحاب أبي جعفر عليه السلام غيره. ومات في حياة أبي عبد الله، فتوجع لفقده ودعا لولده وأوصى بهم
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 73 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
أصحابه. ولسليمان هذا كتاب رواه عنه عبد الله بن مسكان. قاله النجاشي وغيره. وعده الشيخ المفيد من شيوخ أصحاب أبي عبد الله عليه السلام وخاصته و بطانته وثقاته، الفقهاء الصالحين. (المستدركات:4/128)
8- مسعر بن كدام بن ظهير: قال الذهبي في تذكرة الحفاظ:1/188: ((الحافظ أبو سلمة الهلالي، الكوفي، الأحول، أحد الاعلام، حدث عن عدي بن ثابت، والحكم بن عتيبة، وقتادة، وعمرو بن مرة، وطبقتهم. وعنه سفيان بن عيينة، ويحيى القطان، ومحمد بن بشر، ويحيى بن آدم، وأبو نعيم، وخلاد بن يحيى وخلق كثير... قال يحيى القطان ما رأيت أثبت من مسعر. وقال أحمد بن حنبل: الثقة مثل شعبة ومسعر. وقال وكيع شك مسعر كيقين غيره... وقال: أنه مات سنة 155هـ))، ووثقه العجلي في الثقات:2/274 قائلا: ((كوفي، ثقة، ثبت في الحديث)).
أقول: روى عن الباقر عليه السلام كما في أصول الكافي في باب مجالسة العلماء وصحبتهم، وروى عنه الشيخ المفيد في الإرشاد:1/315، حديث مناشدة أمير المؤمنين عليه السلام يوم الرحبة في قوله صلى الله عليه وآله : ((من كنت مولاه، فهذا علي مولاه)) فشهد اثنا عشر رجل من الأنصار أنهم
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 74 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
سمعوا ذلك من رسول الله صلى الله عليه وآله . وقال أبو الفرج في مقاتل الطالبيين ص243: ((إن مسعر بن كدام، كتب إلى إبراهيم بن عبد الله -المحض الثائر في البصرة على المنصور العباسي، ثم قتل بباخمرا قرب الكوفة- يدعوه إلى أن يأتي الكوفة، ويعده ان ينصره، وكان مسعر مرجئا، فلما شاع ذلك عاتبته المرجئة)).
9- محمد بن حرب الهلالي: ذكره الشيخ في الرجال ص280 في أصحاب الإمام الصادق عليه السلام ، ووثقه علماء الرجال ففي الفائق ورواة أصحاب الصادق:3/50: ((محمد بن حرب... محدث إمامي، حسن الحال، صدوق، فاضل. كان أميرا على المدينة المنورة، وقيل على مكة المكرمة)).
وهو من ذرية الصحابي قبيصة بن مخارق، قال ابن سعد في الطبقات:7/35: ((محمد بن حرب بن قطن بن قبيصة بن المخارق، ولي شرطة جعفر بن سليمان بن علي الهاشمي على مدينة الرسول الله صلى الله عليه وآله ، وولي شرطة عبد الصمد بن علي على البصرة))
أقول: وروايته الشريفة التي رواها الصدوق في علل الشرائع:1/174 عن الإمام الصادق عليه السلام في ارتقاء أمير
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 75 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
المؤمنين عليه السلام ظهر النبي صلى الله عليه وآله لتحطيم الأصنام التي كانت على الكعبة تدل على حسنه وكماله وأنه أهل للمعارف الكاملة.
10- جهيم الهلالي: كوفي، عده الشيخ في الرجال ص111 فيمن روى عن الإمام زين العابدين عليه السلام .
11- حماد بن عبد العزيز الهلالي: كوفي، ذكره الشيخ في الرجال ص188 فيمن روى
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 76 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
عن الصادق عليه السلام .
12- زيد بن الجهم الهلالي: كوفي، ذكره الشيخ ص206 في أصحاب الصادق عليه السلام ، وقال النمازي في مستدركات علم رجال الحديث1:3/464: ((ورواياته دالة على حسن عقيدته)).
13- سعيد بن خيثم: أبو معمر الكوفي، عده الشيخ ص213 فيمن روى عن الصادق عليه السلام ، كان من الدعاة لزيد بن علي عليه السلام . وكذلك أخوه معمر بن خيثم. (خلاصة الأقوال:354)
14- سلمة بن قيس الهلالي: في المستدركات:4/111 روى عن الباقر عليه السلام .
15- سميدع الهلالي: ذكره الشيخ في الرجال ص223 فيمن روى عن الصادق عليه السلام .
16- فرات بن أحنف الهلالي: أبو محمد، ذكره الشيخ ص270فيمن أسند عن الإمام الصادق عليه السلام .
17- محمد بن معروف الخزاز: أبو جعفر، من أصحاب الإمام الصادق عليه السلام وحضر مجلسه في الحيرة، عمَّر مائة وثمان وعشرين سنة، وروى عنه الشيخ محمد بن هارون التلعكبري. (المستدركات:7/333)

رواة الحديث من بني هلال

1- أحمد بن خثيم بن رشيد الهلالي: قال السيد الخوئي في معجم رجال الحديث:2/125: ((زيدي، يدخل حديثه في حديث أصحابنا))، أقول: روى له الشيخ الطوسي في الأمالي ص74 كرامة للنبي صلى الله عليه وآله ، وتمجيده لعمه أبي طالب عليه السلام .
2- حفص بن راشد الهلالي: يروي عن محمد بن عباد بن سريع البارقي عن الإمام الصادق عليه السلام . (أمالي الطوسي:46)
3- الضحاك بن مزاحم الهلالي: ((أصله من الكوفة، وكان عالما بالتفسير، لقي سعيد بن جبير فأخذ عنه، ولم يلق ابن عباس، وكان يعلَّم ولا يأخذ أجرا، ثم أقام ببلخ. قال قبيصة بن قيس العنبري: كان الضحاك بن مزاحم إذا أمسى بكى، فيقال له: ما يبكيك؟ فيقول:
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 77 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
لا أدري ما صعد اليوم من عملي. توفي سنة 105، وقيل: في سنة 102هـ)) (المنتظم:7/101).
4- عبد الرحمان بن السائب الهلالي: ابن أخي ميمونة بنت الحارث، روى عنها، وكان قليل الحديث. (الطبقات:7/480)
5- عبد الرحيم بن قيس الهلالي: روى عنه الشيخ الطوسي في الأمالي ص146، وصية الإمام أمير المؤمنين عليه السلام لولده الحسن عليه السلام .
6- عبد الله بن محمد النهيكي الهلالي: قال الشيخ النجاشي في فهرست مصنفي الشيعة 229: ((ثقة، قليل الحديث، جمعت نوادره كتابا..))
7- عبد الملك بن ميسرة الزراد الهلالي: تابعي، روى عن عبد الله بن عمر، وجابر بن عبد الله الأنصاري، وروى عنه شعبة ومسعر بن كدام، سكن الكوفة، ومات في إمارة خالد القسري على العراق. (الأنساب:3/143 مختصرا)
8- عبيد بن كثير الهلالي: روى عنه الطبري في بشارة المصطفى ص25 مسندا عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: ((والذي نفسي بيده، لا تفارق روح جسد صاحبها حتى يأكل من ثمار الجنة أو من شجرة الزقوم، وحين يرى ملك الموت يراني ويرى عليا وفاطمة وحسنا
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 78 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
وحسينا، فان كان يحبنا قلت: يا ملك الموت، ارفق به انه كان يحبني ويحب أهل بيتي، وإن كان يبغضنا قلت: يا ملك الموت، شدد عليه انه كان يبغضني ويبغض أهل بيتي)).
9- علي بن علي المكي الهلالي: مرت روايته عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه وآله ، في بعض فضائل آل البيت عليهم السلام .
10- عوسجة الهلالي: روى عنه رقبة بن مصقلة العبدي عن عوسجة الهلالي عن أبيه، عن علي عليه السلام قال: إنكم معروضون على سبي والبراءة مني، فسبوا ولا تبرؤا مني، فإني على الإسلام. (مناقب أمير المؤمنين: محمد بن سليمان الكوفي:2/565)، ويظهر أن أبوه كان من أصحاب الإمام عليه السلام لكني لم أعثر على اسمه.
11- قاسم بن محمد ابن سعد بن جشم: أبو عبد الله الهلالي، روى عنه المشهدي في المزار ص132 حديثا في فضل مسجد السهلة.
12- قيس الهلالي: روى عن عجلان عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام . (كتاب الزهد: الحسين بن سعيد الكوفي:19)
13- محمد بن حفص بن راشد: روى عنه الطبراني في المعجم الكبير:3/47 حديثا مسندا الى رسول الله صلى الله عليه وآله في حب الحسين عليه السلام .
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 79 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

نساء من بني هلال

1- أم المساكين، زينب بنت خزيمة: أحد زوجات النبي صلى الله عليه وآله ، قال البلاذري في أنساب الأشراف:1/429: ((زينب بنت خزيمة بن الحارث ابن عبد الله بن عمرو بن عبد مناف بن هلال... وهي أخت ميمونة بنت الحارث بن حزن لأمها، وكان يقال لها «أم المساكين»، وكنيت بذلك في الجاهلية. وكانت قبل رسول الله صلى الله عليه وآله عند الطفيل بن الحارث بن المطلب ابن عبد مناف بن قصي، أخي عبيدة بن الحارث. فطلقها طفيل، ثم خلف عليها أخوه عبيدة، فأصيب يوم بدر ومات بالصفراء وهو ابن أربع وستين سنة. ثم إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله خطبها إلى نفسها، فجعلت أمرها إليه. فتزوّجها في شهر رمضان سنة ثلاث، فأقامت عنده ثمانية أشهر وماتت في آخر شهر ربيع الآخر سنة أربع. ودفنها رسول الله صلى الله عليه وآله بالبقيع، وصلى عليها)).
2- أم المؤمنين، ميمونة بنت الحارث الهلالية: وهي، ميمونة بنت الحارث بن حزن بن بجير ابن الهزم بن رويبة بن عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة (أنساب الأشراف:1/444)، تزوجها رسول الله صلى الله عليه وآله سنة سبع للهجرة بعد عمرة القضاء (الاستيعاب:1/46)، أي بعد وفاة أختها لأمها زينب بنت خزيمة بثلاث سنوات تقريبا.
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 80 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
قال ابن هشام في السيرة النبوية:4/1061: ((زوجه إياها العباس بن عبد المطلب-لأنها خالت أولاده-، وأصدقها العباس عن رسول الله صلى الله عليه وآله أربعمائة درهم، وكانت قبله عند أبي رهم بن عبد العزى بن أبي قيس ابن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي، ويقال: إنها التي وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وآله ، وذلك أن خطبة النبي صلى الله عليه وآله انتهت إليها وهي على بعيرها، فقالت: البعير وما عليه لله ولرسوله، فأنزل الله تبارك وتعالى: ((وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ)) الآية 50 من سورة الأحزاب)).
وكانت أم المؤمنين ميمونة (رضي الله عنها) حسنة العقيدة بأمير المؤمنين عليه السلام ، ومن الداعيات الى التمسك ببيعته والجهاد بين يديه، فقد روى الشيخ الطوسي في الأمالي ص550 عن يزيد الأصم-البكائي العامري، وهو ابن برزة بنت الحارث أخت ميمونة- ، قال: ((قدم شقير بن شجرة العامري المدينة، فاستأذن على خالتي ميمونة بنت الحارث زوج النبي صلى الله عليه وآله وكنت عندها، فقالت: ائذن للرجل، فدخل. فقالت: من أين أقبل الرجل؟ قال: من الكوفة. قالت: فمن أي القبائل أنت؟ قال:
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 81 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
من بني عامر. قالت: حييت، ازدد قربا، فما أقدمك؟ قال: يا أم المؤمنين، رهبت أن تكبسني الفتنة لما رأيت من اختلاف الناس فخرجت.
قالت: فهل كنت بايعت عليا صلى الله عليه وآله ؟ قال: نعم. قالت: فارجع فلا تزولن عن صفه، فوالله ما ضل ولا ضل به.
قال: يا أماه فهل أنت محدثتي في علي بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ قالت: اللهم نعم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: علي آية الحق، وراية الهدى، علي سيف الله يسله على الكفار والمنافقين، فمن أحبه فبحبي أحبه، ومن أبغضه فببغضي أبغضه، ومن أبغضني أو أبغض عليا لقي الله (عز وجل) ولا حجة له)).
3- أم الفضل: لبابة بنت الحارث بن حزن بن بجير بن الهزم بن رؤيبة بن عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة، زوجة العباس بن عبد المطلب، وأم ولده: الفضل، وعبد الله، وعبيد الله، وقثم، وعبد الرحمن، ومعبد، وأم حبيب. (أنساب الأشراف:4 /22 مختصرا)، وفيها يقول عبد الله بن يزيد الهلالي:
ما ولدت نجيبة من فحل * كستة من بطن أم الفضل
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 82 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
أكرم بها من كهلة وكهل * عم النبي المصطفى ذي الفضل
وخاتم الرسل وخير الرسل (أسد الغابة:5/540)
عدها الشيخ الطوسي في الرجال في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله ، أسلمت وهي مكة، فعن أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وآله قال: ((كنت غلاما للعباس بن عبد المطلب وكان الاسلام قد دخلنا أهل البيت، وأسلمت أم الفضل وأسلمتُ، وكان العباس يهاب قومه ويكره ان يخالفهم، وكان يكتم اسلامه)) (بحار الأنوار:19/227). وكان لأم الفضل مواقف مشرفة مع آل رسول الله صلى الله عليه وآله ، فهي التي تولت تغسيل السيدة خديجة عليها السلام عند وفاتها مع أم أيمن (قاموس الرجال:12/214)، وتولت رعاية الحسن والحسين عليهم السلام وتربيتهما، فقد روي عنها أنها قالت: ((قلت يا رسول الله صلى الله عليك: رأيت في المنام كأن عضوا من أعضائك في حجري! فقال صلى الله عليه وآله : تلد فاطمة غلاما فتكفليه، فوضعت فاطمة الحسن فدفعه إليها النبي صلى الله عليه وآله فرضعته بلبن قثم بن العباس)). (بحار الأنوار:43/242). وروى مثل ذلك الشيخ المفيد في الإرشاد:2/129، في ولادة الحسين عليه السلام أيضا، قال: ((عن أم الفضل بنت الحارث: أنها دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله فقالت: يا رسول الله، رأيت الليلة حلما منكرا، قال: وما هو؟ قالت: إنه شديد، قال: ما هو؟ قالت: رأيت كأن
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 83 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
قطعة من جسدك قطعت ووضعت في حجري؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : خيرا رأيت، تلد فاطمة غلاما فيكون في حجرك. فولدت فاطمة الحسين عليه السلام . فقالت: وكان في حجري كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله ، فدخلت به يوما على النبي صلى الله عليه وآله فوضعته في حجره، ثم حانت مني التفاتة فإذا عينا رسول الله عليه وآله السلام تهراقان بالدموع، فقلت: بابي أنت وأمي يا رسول الله، ما لك؟ قال: أتاني جبرئيل عليه السلام فأخبرني أن أمتي ستقتل ابني هذا، وأتاني بتربة من تربته حمراء)).
وقال العلامة المجلسي في البحار:43/287: ((وكانت أم الفضل امرأة العباس تربي الحسين عليه السلام وتقول تداعبه:
يا ابن رسول الله * يا ابن كثير الجاه
فرد بلا أشباه * أعاذه إلهي من أمم الدواهي
وكان لها موقف مبدئي في فتنة أصحاب الجمل، وهي التي أخبرت الإمام عليه السلام بما عزم عليه القوم من المسير الى البصرة، روى الشيخ المفيد في الكافئة ص18 عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر بن علي عن أبيه عليهم السلام ، قال: ((كتبت أم الفضل بنت الحارث مع عطاء مولى ابن عباس إلى أمير المؤمنين عليه السلام ، بنفير طلحة والزبير وعائشة من مكة
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 84 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
فيمن نفر معهم من الناس، فلما وقف أمير المؤمنين على الكتاب، قال محمد أبي بكر: ما للذين أوردوا ثم أصدروا غداة الحساب من نجاة ولا عذر)).
وكانت أم الفضل امرأة تمتاز بالشجاعة كما يظهر من رواية أبي رافع لقصة وصول خبر هزيمة قريش في بدر الى مكة، قال: ((لما جاء الخبر عن مصاب أصحاب بدر من قريش ووجدنا في أنفسنا قوة وعزا، قال: وكنت رجلا ضعيفا، وكنت أعمل القداح أنحتها في حجرة زمزم، فوالله، إني لجالس فيها أنحت القدح وعندي أم الفضل جالسة، وقد سرنا ما جاءنا من الخبر، إذ أقبل الفاسق أبو لهب يجر رجليه حتى جلس على طنب الحجرة، وكان ظهره إلى ظهري، فبينا هو جالس إذ قال الناس: هذا أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب وقد قدم، فقال أبو لهب: هلم إلي يا بن أخي فعندك الخبر، فجلس إليه والناس قيام عليه، فقال: يا بن أخي أخبرني كيف كان أمر الناس؟ قال: لا شئ والله إن كان إلا أن لقيناهم فمنحناهم أكتافنا يقتلوننا و يأسرونا كيف شاؤوا، وأيم الله مع ذلك ما لمت الناس، لقينا رجالا بيضا على خيل بلق بين السماء والأرض ما تليق شيئا ولا يقوم لها شئ. قال أبو رافع:
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 85 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
فرفعت طرف الحجرة بيدي ثم قلت: تلك الملائكة. قال: فرفع أبو لهب يده فضرب وجهي ضربة شديدة فثاورته فاحتملني وضرب بي الأرض، ثم برك علي يضربني وكنت رجلا ضعيفا، فقامت أم الفضل إلى عمود من عمد الحجرة فأخذته فضربته ضربة فلقت رأسه شجة منكرة، وقالت: تستضعفه إن غاب عنه سيده، فقام موليا ذليلا)). (بحار الأنوار:19/227)

القادة والأمراء من بني هلال

1- زفر بن عاصم الهلالي: ((أبو عبد الله الهلالي، كان ينزل ناحية حلب، ولما أفضى الأمر إلى أبي العباس السفاح ولاه عبد الله بن علي بن عبد الله بن العباس حلب، فأقام فيها من قبله إلى أن استولى أبو مسلم الخراساني على الشام في أيام أبي جعفر المنصور وأقام فيها ولاة من قبله، وكان إذ ذاك زفر واليا بحلب في سنة سبع وثلاثين ومائة فعزله أبو مسلم، وكان لزفر آثار محمودة وجهاد في الروم وغزا الصائفة غير مرة)) (بغية الطلب:8/3803)، ثم تولى إمارة المدينة للمهدي العباسي حتى سنة 163، ثم عزله وولاه بلاد الجزيرة الفراتية. (الإيجاز:1/107)
2- عاصم بن عبد الله بن يزيد الهلالي: من قادة هشام بن عبد الملك، ولاه غزو الصائفة الى الروم سنة 108هـ، ثم ولاه خراسان
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 86 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
سنة115هـ بعد أن عزل عنها الجنيد بن عبد الرحمان، وفي تلك السنة خرج الحارث بن سريج فغلب على الجوزجان ومرو، فبعث هشام بن عبد الملك عاصم بن عبد الله بن يزيد الهلالي، فلقي الحارث بن سريج فاقتتلوا قتالا شديدا، ثم اصطلحا على أن يقيم الحارث بن سريج ببلخ، فبلغ ذلك هشام فعزل عاصما، وولى مكانه أسد بن عبد الله القسري. (تاريخ دمشق:25/255 مختصرا)
3- العباس بن زفر بن عاصم: أحد القادة من ذوي النجدة والشجاعة، تقلب في مناصب عدة، فكان واليا للمنصور على المدينة، ثم للمهدي العباسي، وهو الذي رد صدقات أمير المؤمنين عليه السلام على أولاده وذريته في المدينة (تاريخ المدينة:1/222)، وله موقف نبيل مع بني هاشم في حلب، قال البلاذري في فتوح البلدان:1/173: ((كان بقرب مدينة حلب حاضر يدعى حاضر حلب، يجمع أصنافا من العرب من تنوح وغيرهم، فصالحهم أبو عبيدة على الجزية. ثم إنهم أسلموا بعد ذلك فكانوا مقيمين وأعقابهم به إلى بُعيد وفاة هارون الرشيد. ثم إن أهل ذلك الحاضر حاربوا أهل مدينة حلب وأرادوا إخراجهم عنها، فكتب الهاشميون من أهلها إلى جميع من حولهم من
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 87 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
قبائل العرب يستنجدونهم، فكان أسبقهم إلى إنجادهم وإغاثتهم العباس بن زفر ابن عاصم الهلالي، ولما ورد العباس بن زفر الهلالي حلب لإغاثة الهاشميين ناداه نسوة منهم: يا خال! نحن بالله ثم بك. فقال: لا خوف عليكم إن شاء الله، خذلني الله إن خذلتكم. فلم يكن لأهل الحاضر بهم طاقة فأجلوهم عن حاضرهم وخربوه)).
4- قطن ابن قبيصة بن مخارق: ولي كرمان وفارس زمن الحجاج، وكان قطن انتهى إلى نهر فلم يقدر أصحابه على إجازته فقال: من جازه فله ألف درهم، فجازوه فوفى لهم، فكان ذلك أول يوم سميت فيه الجائزة، قال الجحاف بن حكيم يمدحه:
فدى للأكرمين بني هلال * على علاتهم أهلي ومالي
هم سنوا الجوائز في معد * فصارت سنة أخرى الليالي
رماحهم تزيد على ثمان * وعشر حين تختلف العوالي
(معجم البلدان:4/455)
5- قيس بن طريف بن حسان الهلالي: أحد قادة القبائل القيسية التي ثارت على بني أمية زمن مروان بن الحكم مع الضحاك بن قيس الفهري، والتي انتهت بهزيمة القيسيين في معركة مرج راهط سنة 64هـ. (تاريخ اليعقوبي:2/256 مختصرا)
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 88 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
6- محمد بن أحمد المالكي الزياني العياشي: أبو عبد الله، من بني مالك ابن زغبة الهلاليين، مجاهد، كانت له رياسة ودولة. من أهل (سلا) في المغرب الأقصى. توجه إلى (آزمور) سنة 1013 ه‍، مجاهدا للإفرنج (البرتغال) وأظهر بطولة وعلما بالمكائد الحربية، واشتهر، فولاه السلطان زيدان بن أحمد السعدي ثغر (الفحص) وبلاد آزمور، فكانت له وقائع كثيرة مع البرتغاليين. وعزل بوشاية سنة 1023 فخرج إلى (سلا) وضعف أمر السلطان زيدان، وانتشرت الفوضى في بلاد كانت منها (سلا) فكتب أشياخ القبائل وأعيانها من عرب وبربر، ورؤساء بعض الأمصار وقضاتها للعياشي، بأنهم يلتزمون طاعته ويرضون قيامه للجهاد ويقاتلون من يخرج عن أمره. وخالفه بعض أنصار الفتن، فأخضعهم. وهاجم حصونا وثغورا للإفرنج، فصحبه الظفر. وثارت فتنة بفاس بين فريقين من أهلها، فقصدها وأصلح بينهما. وثبت عنده أن بعض مسلمي الأندلس في (سلا) والوا الإفرنج وعاملوهم، ومنهم من تجسس لهم، فاستفتى العلماء فيهم، فأفتوا بقتالهم، فقتل كثيرين منهم. وفر بعضهم متفرقين في البلدان، فأراد أهل (الدلاء) الشفاعة بمن وصل منهم إلى زاوية الدلاء، فأبى
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 89 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
العياشي، فحقدوا عليه. وذهب فغزا (طنجة) وبينما هو عائد تصدوا له فقاتلوه، فقتل فرسه وانهزم جمعه، وانتهى الامر بأن قتلوه -سنة 1641م- وحملوا رأسه إلى خونة (سلا)، ووجد مقيدا بخطه عدد من قتلهم من الإفرنج في غزواته، وهم كثيرون)). (الأعلام:6/9)
وفي بلاد المغرب منهم قادة وأعلام كثيرون قادوا المعارك والحروب هناك، أعرضنا عن ترجمتهم خشية الإطالة.

الأدباء والعلماء

1- أحمد بن عبد العزيز بن رشيد بن محمد بن عبد العزيز بن علي بن محمد السجلماسي، المالكي بالهلالي: عالم، شاعر، مشارك في بعض العلوم. ولد بسجلماسة، ورحل إلى مكة، ثم عاد إلى سجلماسة، فتوفي بها في 12 ربيع الأول سنة 1175هـ. من مؤلفاته: المراهم في أحكام فساد الدراهم، منظومة شرح الصدر في التوسل بأهل بدر، الرحلة المكية الزواهر الأفقية على الجواهر المنطقية، وديوان شعر. (معجم المؤلفين:1/275)
3- بشر بن المعتمر الهلالي: لم أعثر في كلمات مترجميه على من نسبه الى بني هلال سوى الزركلي في الأعلام:2/55 قال: ((بشر بن المعتمر الهلالي البغدادي، أبو سهل، فقيه معتزلي مناظر، من أهل
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 90 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
الكوفة. قال الشريف المرتضى: (يقال: إن جميع معتزلة بغداد كانوا من مستجيبيه)، تنسب إليه الطائفة (البشرية) منهم. له مصنفات في (الاعتزال) منها قصيدة في أربعين ألف بيت رد فيها على جميع المخالفين، ومات ببغداد سنة 210 هـ)).
4- حبيب بن خدرة الهلالي: أحد الخطباء المعدودين، إلا أنه كان يرى رأي الخوارج. (البيان والتبيين:183)
5- الحجاج بن المعتمر الهلالي: أديب، راوية لأشعار العرب، روى عن أبي عبيدة، وخلف الأحمر: الأبيات قيلت في علي الأكبر بن الحسين عليه السلام :
لم تر عين نظرت مثله * من محتف يمشي ومن ناعل
...الى آخر القصيدة)). (مقاتل الطالبيين:53)
6- العباس بن قطن الهلالي: شاعر، ذكره ابن العديم في بغية الطلب:3/1428.
7- عبد الله بن علي بن عبد الملك أبو محمد الهلالي الغرناطي: يعرف بابن سمجون، أحد أجلة العلماء والفقهاء، ولي قضاء غرناطة، توفي سنة أربع وعشرين وخمس مائة. (تاريخ الإسلام:36/39)
8- علي بن الحسن بن موسى بن ميسرة الدارابجردي: ((من أكابر
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 91 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
علماء نيسابور، وابن عالمهم، وكان له مسجد بدارابجرد مذكور، ويتبرك بالصلاة فيه. سمع أبا عاصم النبيل، وسليمان بن حرب، ويعلى بن عبيد، وأبا نعيم وخلقا كثيرا. روى عنه: البخاري، ومسلم، وابن خزيمة، وغيرهم. وتوفي سنة 267، واختلفوا في موته، فقيل: وجد ميتا بعد أسبوع من وفاته في مسجده، وقيل: إنه زبر العامل، فلما جن الليل أمر به فأدخل بيته، وأوقد النار في التبن فمات من الدخان، ثم وجد ميتا قد أكلت النمل عينيه، وقيل: أكله الذئب فلم يوجد سوى رأسه ورجليه)) (المنتظم:12/214)
9- عون بن عبد الملك بن يزيد الهلالي: ((ابن أمير الديار المصرية أبي عون عبد الملك بن يزيد الهلالي البغدادي، أبو محمد الأدمي الخراز الزاهد. سمع: مالكاً، وشريكاً، وإبراهيم بن سعد، وإسماعيل بن جعفر، ومبارك بن سعيد الثوري...، وكان من خيار عباد الله. مات في رمضان سنة اثنتين وثلاثين ومائتين)) (تاريخ الإسلام:17/224)
10- كثير بن عمرو الهلالي: شاعر، ذكره الآمدي في المؤتلف والمختلف ص236.
11- محمد باقر الهلالي: من أعلام الحوزة العلمية في النجف، له
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 92 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
كتاب (الحقائق الدينية في الرد على البهائية). (معجم المطبوعات النجفية:150)
12- محمد بن نجم الدين بن محمد الصالحي الهلالي: شاعر، من الكتاب، من أهل دمشق. له (سجع الحمام في مدح خير الأنام) ديوان شعر في المدائح النبوية، و(سفينة الصالحي) وهي مجموعة في الآداب والمحاضرات والتراجم، و(سوانح الأفكار والقرائح في غرر الاشعار والمدائح). (الأعلام:7/123)
13- محمد بن وهبان بن محمد الهلالي: له كتاب في الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وآله، وكتاب طوبى. (الذريعة الى تصانيف الشيعة:15/83- 181)
14- مضرس بن قرط الهلالي: شاعر، ذكره أبو الفرج في الأغاني:5/130.
15- منقذ بن عبد الرحمان بن زياد الهلالي: شاعر، من أهل البصرة، عاش في أوائل قيام الدولة العباسية، وله قصيدة يرثي فيها أبي العباس السفاح. (انظر: تاريخ الطبري:6/109)

أشهر موالي بني هلال

1- سفيان بن عيينة بن أبي عمران: مولى بني هلال، أبو محمد الكوفي، ذكره الشيخ في رجاله ص220 في أصحاب الإمام الصادق عليه السلام ، وقال النجاشي في فهرست مصنفي الشيعة ص190:
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 93 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
((له نسخة عن جعفر بن محمد عليه السلام ))، وفي الكنى والألقاب:1/370 ملخصا: ((كان جده أبو عمران من عمال خالد بن عبد الله القسري، فلما عزل خالد عن العراق وولي يوسف بن عمر، طلب عمال خالد فهرب منه إلى مكة فنزلها، وولد سفيان سنة 107، توفي في غرة رجب سنة198 بمكة ودفن بالحجون...وقال: وهو عندنا كسفيان الثوري...، وكانا يدلسان الأحاديث))، وقال مثل ذلك العجلي في الثقات:1/417: ((سفيان بن عيينة: سمع عمر وجابرا يدلس ليس بشيء)).
2- سليمان بن يسار الهلالي: ((أبو أيوب، ويقال: أبو عبد الرحمان..، المدني مولى ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وآله . ويقال: إن سليمان نفسه كان مكاتبا لام سلمة. روى عن: جابر بن عبد الله، وجعفر بن عمرو بن أمية الضمري، وحسان بن ثابت، وحمزة بن عمرو الأسلمي، ورافع بن خديج، وزيد بن ثابت ، وسلمة بن صخر البياضي، وعبد الله بن الحارث بن نوفل، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر.
قال الزهري: كان من العلماء. وقال عبد الرحمان بن أبي الزناد، عن
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 94 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
أبيه: كان ممن أدركت من فقهاء المدينة وعلمائهم ممن يرضى وينتهى إلى قولهم: سعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير، والقاسم بن محمد، وأبو بكر بن عبد الرحمان، وخارجة بن زيد بن ثابت، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة، وسليمان بن يسار في مشيخة جلة سواهم من نظرائهم أهل فقه وصلاح وفضل. وقال الحسن بن محمد بن الحنفية: سليمان بن يسار عندنا أفهم من سعيد بن المسيب. مات سنة تسع ومئة)). (تهذيب الكمال:12/100 وما بعدها مختصرا)
3- عطاء بن يسار الهلالي: ((أبو محمد، المدني القاص، مولى ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وآله ، وهو أخو سليمان بن يسار، و عبد الله بن يسار، وعبد الملك بن يسار. روى عن: أبي بن كعب، وأسامة بن زيد، وجابر بن عبد الله، وزيد بن ثابت، وزيد بن خالد الجهني...، وعبادة بن الصامت، و عبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر بن الخطاب، وابن مسعود، ومعاذ بن جبل، وأبي أيوب الأنصاري، وأبي الدرداء، وأبي ذر، وأبي رافع مولى النبي صلى الله عليه وآله ، وأبي سعيد الخدري....
قال إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين، وأبو زرعة، والنسائي: ثقة. وقال مالك بن أنس: عطاء بن يسار: ثقة، كثير الحديث. توفي عطاء في الاسكندرية في مصر سنة 103 أو 104هـ)). (المصدر
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 95 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
السابق:20/125 وما بعدها مختصرا)، وفي المستدركات:5/240: روى عن أبي جعفر الباقر عليه السلام .
--------------------------------
1 ) سنكتفي عند الإشارة لهذا المصدر بكلمة (المستدركات)